الجوانب الاجتماعية والإنسانية في شهر رمضان.

خالد بهلوي 

الصيام شهر عبادة وشهر تقرب الى الله بالدعاء واقامه الصلوات والامتناع عن الاكل بالإضافة الى كل ذلك له جانب انساني واجتماعي وهو مساعده الفقراء والمحتاجين لان الغرض من الصيام ليس تجويع النفس والنهي عن الشهوات فحسب، بل هو الشعور بحال الجوعى الحقيقين الذي لا يجدون الا القليل ما يأكلون ويطعمون أولادهم طيلة السنة ليس بشهر رمضان فقط. 
 أن البديل من الصيام لمن لم يستطع أداءه، لعجز أو مرض، هو إطعام مسكين عن كلّ يوم.  هذا دليل ان اشباع جائع واكساء عريان لا يجد ثمن لباس لأطفاله ورعاية الفقراء والمساكين واليتامى، وإعانة العجز ومن لا معيل له خاصة ان الكثير من الاسر فقدت معيلها في هذه الاحداث على مدار السنوات السابقة ومساعدة المرضى والوقوف في وجه الفاسدين. وتجار الازمات كل هذه اشكال من العبادة والتقرب الى الله 
إننا أحوج ما نكون إلى تعزيز روح التعاون روح العطاء والشعور بالمسؤولية تجاه من يعانون الفقر او الجوع وهم صامتون، وتعزيزه داخل المجتمع.، بعد أن تفاقم الوضع الاقتصادي والمعيشي، حيث يزداد الفقراء فقراً والأغنياء غنى، 
تعزيز المبادرات الجماعية، عبر إنشاء جمعيات أو لجان، سواء أكانت لجان أحياء أو لجان داخل المساجد، للقيام بحملات في مساعدة الناس في شهر رمضان فقط، أو بمدّ يد العون للفقراء .لا زلت أتذكر في جامع قريب من صوامع القامشلي كتب عليه يوجد إفطار صائم.  في أوروبا الكثير من المساجد تقدم وجبة يومية للصائمين. وتقوم الدولة بتخفيض الضرائب للمسلمين هذا الشهر.
شهر رمضان يكتمل عبادته بإعانة الفقراء وذوي الحاجة، هو مقياس ايماننا: المسلم أخو المسلم.  لا يؤمن احدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه؟ ما امن بي من بات شبعانا وجاره جائع وهو يعلم؟
تحديد مبلغٍ مُعيَّنٍ من المال ولو كان بسيطاً، ومَنْحه للفقراء، والمحتاجين، واليتامى. مساعدة المرضى الذين يحتاجون الى دواء او الى اجراء عمل جراحي وخاصة أصحاب الامراض المزمنة.  المساعدة في توصيل الأطعمة، والصدقات إلى المُستحِقّين فعليا ، ومَنْحهم المساعدات العينية  او النقدية  كذلك اختيار الملابس الجيّدة، وتوزيعها على صِغار الفقراء، 
توعية المجتمع على أهميّة الحرص على البذل والتضحية؛ في سبيل إسعاد الناس جميعا؛ فالعيد فرحةٌ للجميع -كما سبق الذِّكر- وعلى كُلّ مسلمٍ أن يبذل ما تجود به نفسه من الخير فيَسعد ويُسعِد وينال الثواب من ربّه -تبارك وتعالى 
رمضان كريم علينا جميعا ان نثبت هذا الكلام على الواقع ونكون كرماء بالمال والزاد من استطاع الى ذلك سبيلا.
الناس يعيشون أزمة معيشية صعبة، والأغلبية تئنُ من قسوة العيش، ومن جشع التجار.. الناس تبكي بصمت دون دموع. على خطباء المساجد في هذا الشهر الفضيل التركيز على تلبيه حاجات المعوزين وليس الجانب العبادي فحسب. من فضلكم تحدثوا عن حرمة احتكار السلع، عن التراحم فيما بين الناس وعن مصير المحتكرين والفاسدين في ظل هذه الظروف المعيشية الصعبة على الجميع. حثونا على التسامح والتراضي ونشر المحبة.
دعوة لكل التجار وأصحاب المحلات بالاستغناء عن الربح هذا الشهر وثبات الأسعار ليتمكن كل مواطن فقير شراء طعام لأسرته بهذا الشهر الفضيل.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

غريب ملا زلال

شيخو مارس البورتريه وأتقن نقله، بل كاد يؤرخ به كسيرة ذاتية لأصحابه. لكن روح الفنان التي كانت تنبض فيه وتوقظه على امتداد الطريق، أيقظته أنه سيكون ضحية إذا اكتفى بذلك، ولن يكون أكثر من رسام جيد. هذه الروح دفعته للتمرد على نفسه، فأسرع إلى عبوات ألوانه ليفرغها على قماشه…

فواز عبدي

 

كانت شمس نوروز تنثر ضوءها على ربوع قرية “علي فرو”، تنبض الأرض بحياةٍ جديدة، ويغمر الناسَ فرحٌ وحنين لا يشبهان سواهما.

كنا مجموعة من الأصدقاء نتمشى بين الخُضرة التي تغسل الهضاب، نضحك، نغني، ونحتفل كما يليق بعيدٍ انتظرناه طويلاً… عيدٍ يعلن الربيع ويوقظ في ذاكرتنا مطرقة “كاوى” التي حطّمت الظلم، ورسمت لنا شمساً لا تغيب.

مررنا…

 

نارين عمر

 

” التّاريخ يعيد نفسه” مقولة لم تُطلق من عبث أو من فراغ، إنّما هي ملخّص ما يحمله البشر من مفاهيم وأفكار عبر الأزمان والعهود، ويطبّقونها بأساليب وطرق متباينة وإن كانت كلّها تلتقي في نقطة ارتكاز واحدة، فها نحن نعيش القرن الحالي الذي يفتخر البشر فيه بوصولهم إلى القمر ومحاولة معانقة نجوم وكواكب أخرى…

محمد إدريس*

 

في زمنٍ كانت فيه البنادق نادرة، والحناجر مشروخة بالغربة، وُلد غسان كنفاني ليمنح القضية الفلسطينية صوتًا لا يخبو، وقلمًا لا يُكسر. لم يكن مجرد كاتبٍ بارع، بل كان حاملَ راية، ومهندسَ وعي، ومفجّر أسئلةٍ ما زالت تتردد حتى اليوم:

“لماذا لم يدقّوا جدران الخزان؟”

المنفى الأول: من عكا إلى بيروت

وُلد غسان كنفاني في مدينة عكا عام…