ديريك وحلم العودة المستدام (30)

وليد حاج عبدالقادر / دبي

  خاص لموقع ولاتي مه 
زرت ديريك آخر مرة نيسان ٢٠٠٣ وقضيت فيها أقل من ساعتين ، ولكن وإن كنت غادرتها صيف ١٩٧٢ ، لكنها سكنتني ولن تغادر ! خلال هذه الفترة زرتها كثيرا وكنت ابقى أحيانا لأكثر من يوم تحاشيت زيارة اماكن عديدة .. دارنا هناك ، رغم زياراتي المتفرقة كانت لعند صديقي عبدالملك حسين و .. أيضا رسمت دائرة حمراء على اية منطقة كان يتم فيها التحديث لا كرها بذلك وانما حبا وأنانية للمخزون المترسخ في ذاكرتي .. في اول زيارة لي بعد زواجنا وبفترة قصيرة ، أصرت الراحلة عمتي هدية ان نزورهم ، وفعلا ترافقنا وزوجتي ام شيندا ، وبكل صدق وعلى الرغم من حرارة الشمس في ايلول ، انطلقت بها الى حيث القشلة التي كانت في مراحل الهدم والتففنا حول محيط القشلة وفي الدورة الثانية نزلنا الى حيث كان يفترض ان بركا عسكري _ او بركا فرنسيا _هناك .. لا شيء .. 
والجم كانت فيها بقايا متقطعة لماء ، سايرنا الجم الى حيث بعض من كروم العنب وتلكما الصخرتين اللتين كنا نسميهما – شكفت – .. وآخر مرة طفت تلك البقاع مع الخال المهندس عصام وايضا اتخذنا مسار القشلة وزاوية بورز الى حيث مشروع السد الذي كان قد غطى – نيشاني – حقل الرمي و داري داوودي متو و .. كم حز في نفسي ذلك المنظر .. آلمني فعلا عمل البلدوزارت بذينك الصخرتين – شكفت – و .. بصدق كانهما أسناني التي تتكرر شلعا وألما كلما اتأمل بعض من الصور او تقذف ببغض صورها هذه الذاكرة الملعونة .. اوصيكم : دعوا قديمكم ميموري متركز لماضيكم لأننا فعلا قلناها كورديا : من لا اول له لا آخر له .. عودوا ديركينوا واسألوا معمريكم عنها – آشي آفي – .. دمتم بخير ..
…..
22 -7 -2012
    ـ الى ديريك .. حيث الهامات تشمخ ـ
 هي المآل كما وشجن النفس في لواعجها والبؤبؤة تتوه في خضم الألم الزاحف أماما وهو ينثر فيما ينثر مع ـ باراندنا ـ تلك الديركية التي تذري جرشها ، عدسها ، فتزيل منها وفيها إن عجاجة السنين المتراكمة أزلا ، أو ذاك القش الملازم لحصى صغيرة أبت أن يزيلها سوى دموعهن ـ الأمّهات ـ إن بهجة أو .. هموما .. و من جديد هي عيون تلكم الأمهات كانت … فارتأيت أن تحمل آلامك أيها المنفي وتقف متأمّلا صامتا ، لابل أصررت وبدموع التحدي أن تقف وشاطئ الخليج تبحر وتعمّق ، تحلّق مع طيور النورس ، تدقّق في قطرات الماء ذرّة ذرّة وتحاول يائسا فصل الدمع منه ماءا زلالا وقد تدفّق إن من ماءك / كانيا عسكريي / أو / عينك ـ عين ديوار الرائعة ، وتهفو منك النفس ..زفيرا زفيرا و .. لاتكابر أيها الغريب التائه الذي التحفت ديريك صفائح كما كريات بيض منها وحمر ومجريات دمك .. تذكرت وتذكرت وهاجت بك سويعاتك !! آآآآآآه ياالنوم الذي تشرّد منك بأريحيته وأنت تجوب مع ثائري شعبك : .. قرية فقرية .. صخرة فصخرة و .. نبعا فساقية وتلكم المرابع الطفوليّة ، وأنت أيها الشقي !! يامن تدّعي الألمعيّة !! هل تصوّرت يوما أن تنقلب تلكم البقاع البريئة فتتحوّل من ملاعب تتعالى فيها ومنها ضحكات الطقولة الى صرخات مدوّية ، وتلكم العصافير ورفّ الزرازير !! أتراها ما تزال تغطي آفاق السماء بمجموعاتها !! أم هي دويّ الرصاص ورائحة البارود وقد .. لالا .. لعلّها مثلك وقد ارتاحت لها وإليها غربتها .. لا تدري لماذا وأنت ما أن تنوي الخوض في ـ غمارها ـ وهذه البلدة / المدينة الرائعة ، إلا وتتراكم فيك الصور كما الهموم وسجل الرائعين ، فتحتار وهذا الحدث في كل تجلّياته فتستحضر أرواح كما ذكرى أناس كان جلّ حياتهم .. روحهم متعلقة ولحظة خاطفة وهذا الحدث بكلّ رونقه .. حلم عاش له الكثيرون ، وضحى من أجله ـ أيضا ـ الكثيرين !! ..  روعة قلوب الديركيين وصفاء قلوبهم .. ذلكم النجوم المشعّة ألقا وسماءها .. اولئكم الفرسان الذين ترجّلوا جسدا .. أتراهم يحسّون وهم في دنياهم ـ الفانيّة ـ و ـ آلا رتكين ـ قد أخذ مساره خافقا وفضاءات ديركا حمكو الرائعة ؟ ! . هلاّ أحسسهم إن بنسيم عزّته ، كما واقتخارهم العظيم بالرغم من أنهم في القبور ولكنها ، هواجسهم كما روحهم متمرّدة لاتزال تهيم لتعانق النسيم و … ـ آزاديا كه لي وان ـ تراها !! لو كانت الرائعة ـ متحي ـ حيّة وبرفقتها ـ مريما كورا ـ فبأي ـ لاوك ـ لأنشدت متحي ـ وبأي ـ سريلي ـ لترنّمت ـ مريما كورا يا جيايي ـ هي الزغرودة بكل طاقتها وجبروتها لكانت قد دوّت بصداها وأنينها كما وصخب فرحتها لتعمّ فيما تعم حتى ذاك الجبل الشامخ ـ قره جوخ ـ فيصرخ نايف باشا فرحا وهو يقول / الحمدلله ها قد بدأت بشائر الفرح تتوضح .. فتنقلب غليك مواجعك ايها التائه حتّى الثمالة في غربته …. تلكم القامات …. اللللللللللهّ يا أزلا سرمديا وهامات المناضلين تضجّ بهم قبورهم … كنعان غكيد ، نواف نايف باشا ، ابراهيم ملا صبري ، تمري كوجر ، اسماعيلي هيبت ، أحمدي ملا ابراهيم ، أحمد وعبد العزيز حاج حسبن ، حاجي عبدالله كرو ، عبد الكريم ملا صادق وابنه فتاح ، دهام ميرو .. وابوخالد ومنهم الكثيرون من تاهت بهم واعطاب هذه الذاكرة المعطوبة .. هي ديريك نعم .. وهم مناضلوها كانوا .. أو ليس من حقّهم والإحتفال ؟ ..ابدأ بها شرقا وغربا وانطلق شمالا وشرقا ـ بأفراحك ـ ، ومن جديد تتوه بم المسارات وبوصلة الغربة الملعونة تجذبك الى قاع تيهها فتعود لتقول أتراه حلم وقد تحقّق أم ؟؟ .. أنها القادمات يابني قومي لأصعب .. هي الأماني بطموحاتها وذاك النفس الرائع وقد تجلّت بريقا صافيا كماءها ـ ديركا حمكو ـ وصفوة ابناءها قلوبهم تخفق وبشدّة للوحدة .. فيا أيها الراحلون كواكبا وطنية مشّعة .. أظنّه الأوان قد حان وبذرتكم ، قادة كنتم وثوارا تحدّيتم .. نعم أنه أوان وحدة شعبكم و.. أظنّه ـ شعبكم ـ لن يخيبكم البتة … باقة ورد مزخرفة بأريج دنيانا التي غادرتموها وقد تعطّرت بأحاديث وقصص النصر وقضايا رائعة اصرّ حفيدكم باور أن يصطحبها لكم معه .. هي دمعة ، حرقة ، ألم ، و … ذلك الأمل الرائع وقد بدت تباشيره تنضج وهي نزحف وتزحف …….نعم ـ ديريك ـ هل بقي في العمر وتلك الومضة و .. أتوه في أزقتك كذاك الطفل الأزلي فأتمرغ من وحولك وأرتشف ماء سواقيك وعيناي .. الله !! تتكحّل بتلكم الألوان المزركشة وهي تؤدي رقصات النصر وتتلو ـ سربي هات يي ـ أبطالنا .. مناضلينا الغيارى ….
         22 / 7 / 2012
فعلا هو للعمر خريفه المتجدد بربيع يلمح حينا فيخفت لينتج خريفه من جديد ومعه تبقى المرثية تفرض ذاتها والذكريات تتناثر كتلكم الصور بيضاء كانت وسوداء ونحن نتلقطها في ربيع عمري أمام شجيرات الورد الجوري المزنر لسكن ال/ قيمقام / خوفا من ان ينهرنا عمو ؟؟  .. او تلك الفسحة كانت ونحن نقف كالبلهاء أمام / قهوا سقتين / كما كنا نلفظها للإسم / وعيوننا تتدرج صوب ذلك الأفق حينما يبدأ يتعالى بدءا من شمالي الجم ومحاصصات تلك الكروم وبقايا / آشي آڤي / بحجاراتها .. لا لا هي تلك الصخور كانت قبل ان يعبث بها محمد أميني ياسميني وقد صمم ان يسورها حيطانا لتلك البقعة فتذكرك بالبلوط وشجرتها والأغصان المعقوصة وقد أصبحت وقودا لدفء الراعي ونارا يشوي عليها ثمرها حرقا ! .. هي البقعة تتقاطع صورا ولكل صورة حكايتها في عشق ديريك والعينان يزوغان لتنبهك / گورو گورما آشي آڤي / وبقايا جزر الحجارة المتناثرة هناك تذكرك لماذا بنيت القشلة هنا ومصدر حجارتها السود المشذبة ! رباه !! .. أهي تلكم الشجيرات كانت بارتفاعاتها الشاهقة وهي تطول وتطول كجزر غدت منفردة وكل شجرة تدمع بأصماغها على ما كان يزنرها وذلك الطرف الآخر منها ال / جم / كانت هي تلك الشجرة الخشخاشية العتية التي أصرت أن تتجدد فتوة وشوكها ! .. إخرس ؟ .. أصمت وتوقف أيها الألم وهاهو رعبك وقد تجدد لمجرد ذكرك لها بلسعاتها التي ما تركت في يديك إصبعا إلا وتدمى ! .. عيناي ومنذ اسابيع واسابيع أضحت كالديجتال. يطوف بكاميرته فتقتطع من الوعي محرضا للاوعي فتتصاغر الصور لتتراكب وتقفز وتنط لتؤشكل تلك اللوحة فتتذكر من جديد تلك الطفولة المتمردة كانت و .. هي القشلة وتلك الساحة قبل ان يتسلطن عليها رزقو نرمو يزرعها عدسا حينا او حمصا وانتم تبتهلون لله امرين : أن يطبق هتي نظامه الصيفي باكرا لتحضراها الفيلم مع غياب الشمس تقتعدون الحجارة وبعض من زوايا شاشته بفسحتها البيضاء المزنرة سوادا كانت ، وتنوء فيك الذكريات تحت ثقل حمولتها وانت تتذكر فسحة / كوليلكي نيشاني/ فتتدرج معها الى أسوار قلعة جرمودي الحصينة وتلكم الحجارة البائسة تخشى ألا تتحملك عبورا الى الطرف الآخر وبقايا شتلات / بونك / رباه !! عبدوي حسيني مختار ! وانت عبدوي حسيني عبدو ! ولما علينا العبور من فوق هذه الحجارة والمطر في أشده انهمارا وإن كان نجموي إيرسي يشذب امرا ما وسط كامبه / مزرعته ؟ .. كم كرهت إشنياتك ياالجم وكم اصطدت من أسماكك و .. هي كانت الضفادع و / كيڤژال / التي شويناها شاهينو وعصامي بمبي و : ذلك العناد ونحن تلاميذ كنا حينما تكسرت تلك الأواني المستطرقة الزجاجية وقد تهاوت من يدي العم عبدالمجيد الآذن في مدرستنا مأمون الريفية ، وهي اكبر الشقاوات !! لا لا !! البحث كان عن تطبيق عملي لتلكم الأواني المستطرقة والهندسة بعلومها كنت تكرهها بدءا من مالتوس مرورا – انتي مالتوس – ولنصل اليك فيثاغورث و .. هي البركة الفرنسية وتصميمكم الشلة ان تحفروا لها ساقية من جنب قلعة جرمودي الى تلك الفتحة في اسفلها للبركة ولكن !! كنت تدرك درجة غبائك بهكذا نظريات ولتتوه منكم الفكرة وإن ما نجتكم من عبث وهج / تباغ / بشمسه الحارقة .. ديريك : لجمك سريالية يتدفق كسمفونية ما ابتدات من فرعيها الرافدين كانا لها مثل دجلة والفرات وهو عشق سيتلبس أي كان ولو مر بها عابرا فكيف بالذي من ذراتها تأشكل

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

جان بابير

 

الفنان جانيار، هو موسيقي ومغني كُردي، جمع بين موهبتين إبداعيتين منذ طفولته، حيث كان شغفه بالموسيقى يتعايش مع حبّه للفن التشكيلي. بدأ حياته الفنية في مجال الرسم والنحت، حيث تخرج من قسم الرسم والنحت، إلا أن جذوره الموسيقية بقيت حاضرة بقوة في وجدانه. هذا الانجذاب نحو الموسيقا قاده في النهاية إلى طريق مختلف، إذ…

عصمت شاهين الدوسكي

 

أنا أحبك

اعترف .. أنا احبك

أحب شعرك المسدل على كتفيك

أحب حمرة خديك وخجلك

وإيحاءك ونظرتك ورقة شفتيك

أحب فساتينك ألوانك

دلعك ابتسامتك ونظرة عينيك

أحب أن المس يديك

انحني حبا واقبل راحتيك

___________

أنا احبك

أحب هضابك مساحات الوغى فيك

أحب رموزك لفتاتك مساماتك

أحب عطرك عرقك أنفاسك

دعيني أراكي كما أنت ..

——————–

قلبي بالشوق يحترق

روحي بالنوى ارق

طيفي بك يصدق

يا سيدتي كل التفاصيل أنت ..

——————–

أحب شفتاك…

لوركا بيراني

في الساحة الثقافية الأوروبية اليوم، نلمح زخماً متزايداً من التحركات الأدبية والثقافية الكوردية من فعاليات فكرية ومهرجانات وحفلات توقيع لإصدارات أدبية تعكس رغبة المثقف الكوردي في تأكيد حضوره والمساهمة في الحوار الثقافي العالمي.

إلا أن هذا الحراك على غناه يثير تساؤلات جوهرية حول مدى فاعليته في حماية الثقافة الكوردية من التلاشي في خضم عصر…

محمد شيخو

يلعب الفن دوراً بارزاً في حياة الأمم، وهو ليس وسيلة للترفيه والمتعة فحسب، ولكنه أداة مهمة لتنمية الفكر وتغذية الروح وتهذيب الأخلاق، وهو سلاح عظيم تمتشقه الأمم الراقية في صراعاتها الحضارية مع غيرها. ومن هنا يحتلّ عظماء الفنانين مكاناً بارزاً في ذاكرة الشعوب الذواقة للفن أكثر من الملوك والقادة والأحزاب السياسية مثلاً، وفي استجواب…