السِتارُ الحديديُّ…

عبد الستار نورعلي

سألني يوماً تلميذي الوفيُّ النجيبُ، واللَسِنُ اللبيبُ:
“أستاذي، لماذا تحيطُ نفسَكَ بستارٍ حديديٍّ!”
هذا أنا! 
مِنْ خلفِ فولاذي المتينِ 
محاربٌ،  
مُتفرِّدٌ، 
مُتوحِّدٌ،
مُتفتِّحٌ
أتعلمُ. 
إنَّ الحياةَ رسالةٌ 
قدسيةٌ، 
لا تُهرَمُ.
رغمَ الستارةِ منْ حديدٍ
أو  رياحٍ عاتياتٍ 
 ذارياتٍ 
تسلمُ.
قلْ ما تشاءُ: 
أنا الجهولُ،
أنا الخجولُ،
أنا الوَقودُ،
أنا العَنودُ،
أنا الذي مُتزهِّدٌ،
مُتكهِّفٌ، 
مُستسلِمُ!
فاسمعْ ندائي:
إنّني مُتنعِّمٌ،
مُتفهِّمٌ،
مُتناغِمٌ،
العِرقُ فيَّ الثائرُ المُستحكِمُ.
سُمّاريَ الكلماتُ،
والأقلامُ، 
والأوراقُ،
والأحداقُ، 
والأنباءُ،
والأبناءُ،
ما بينَ التفاؤلِ أُضرَمُ. 
اهلاً وسهلاً بالضِرامِ 
فنارةً
خلفَ الحديدِ،
بها الحشودُ محبةً
سحريّةً
تتقدّمُ.
عبد الستار نورعلي
الثلاثاء 2/2/2022 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

غالب حداد

1. مقدمة: استكشاف “العالم الجميل الموجود”

تُقدّم مجموعة القاص والشاعر الكردي السوري عبد الرحمن عفيف، “جمال العالم الموجود”، نفسها كعمل أدبي ذي كثافة شعرية فريدة، يرسم ملامح مجتمع مهمش، ويحول تفاصيل حياته اليومية إلى مادة للتأمل الفني والوجودي. ويأتي تحليل هذه المجموعة، التي تمثل تطورا لافتا في مشروع عفيف الأدبي الذي تجلت ملامحه…

مصطفى عبدالملك الصميدي| اليمن

باحث أكاديمي

هي صنعاء القديمة، مدينة التاريخ والإنسان والمكان. من يعبر أزِقَّتها ويلمس بنايتها، يجد التاريخ هواءً يُتَنفَّس في أرجائها، يجد “سام بن نوح” منقوشاً على كل حجر، يجد العمارة رسماً مُبهِراً لأول ما شُيِّد على كوكب الأرض منذ الطوفان.

وأنتَ تمُرُّ في أزقتها، يهمس لك الزمان أنّ الله بدأ برفع السماء من هنا،…

أُجريت صباح اليوم عمليةٌ جراحيةٌ دقيقة للفنان الشاعر خوشناف سليمان، في أحد مشافي هيرنه في ألمانيا، وذلك استكمالًا لمتابعاتٍ طبيةٍ أعقبت عمليةَ قلبٍ مفتوح أُجريت له قبل أشهر.

وقد تكللت العمليةُ بالنجاح، ولله الحمد.

حمدا لله على سلامتك أبا راوند العزيز

متمنّين لك تمام العافية وعودةً قريبةً إلى الحياة والإبداع.

المكتب الاجتماعي في الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الكرد في…

د. فاضل محمود

رنّ هاتفي، وعلى الطرف الآخر كانت فتاة. من نبرة صوتها أدركتُ أنها في مقتبل العمر. كانت تتحدث، وأنفاسها تتقطّع بين كلمةٍ وأخرى، وكان ارتباكها واضحًا.

من خلال حديثها الخجول، كان الخوف والتردّد يخترقان كلماتها، وكأن كل كلمة تختنق في حنجرتها، وكلُّ حرفٍ يكاد أن يتحطّم قبل أن يكتمل، لدرجةٍ خُيِّلَ إليَّ أنها…