في رثاء الفارس الجميل.. إلى ابن العم أحمد مرعي

منى عبدي

ها قد بزغت شمسك: 
ملامحك تبدو مبالغة بالصمت والحزن 
أي حزن تخبئه ؟!
لم أكن أعلم بأن المصيبة تقف في آخر زقاق السكون؟ 
لم أكن أعرف بأن القلب سوف يتوقف فجأة
من دون سابق إنذار؟ 
كنا على موعد قريب 
بإكمال باقة ورد من ربيع العمر 
كم كنتَ مستعجلا لتلبية شهوة الموت 
لترحل الى مكان انتمائك 
ربما رحلت إلى وطن السنابل والتراب 
تلك الابتهالات والطلقات لم تكن احتفالاً..!!
بل كانت عزاء وفقدانا
الكفن الأبيض كان مبللاً بمطر أحمر 
لم نكن نملك مظلة لتحمينا من الخيبات والمآسي 
الصالة لم تكن فيها عرس ولا عروسة 
كما كان يجب …
بل كانت سورة الفاتحة وعلب التمر والقهوة المرة
 “سيدات” الموقف 
زغاريد الأحبة كانت تثبت الرعب الذي يحتوي الأرواح 
عرقنا المكسور في أجسادنا نهب المسافات من ثنايا البعد 
أسكننا العتمة 
ووصل القدر إلى مبتغاه 
خطفك ورحلت بعيداً

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

عبدالعزيز قاسم

(كان من المقرر ان اقدم هذه المداخلة عن “اللغة الشعرية في القصيدة الكردية المعاصرة ـ ڕۆژاڤا” في مهرجان فولفسبورغ للشعر الكردي اليوم السبت ٢٥ اكتوبر، ولكن بسبب انشغالي بواجب اجتماعي قدمت بطاقة اعتذار إلى لجنة إعداد المهرجان).

وهذه هي نص المداخلة:

من خلال قراءتي لنتاجات العديد من الشعراء الكرد (الكرمانجية) المعاصرين من مناطق مختلفة “بادينان،…

إبراهيم محمود

 

تلويح خطي

كيف لرجل عاش بين عامي” 1916-2006 ” وفي مجتمع مضطرب في أوضاعه السياسية والاجتماعية، أن يكون شاهداً، أو في موقع الشاهد على أحداثه، ولو في حقبة منه، إنما بعد مضي عقود زمنية ثلاثة عليه، دون تجاهل المخاطر التي تتهدده وتتوعده؟ وتحديداً إذا كان في موقع اجتماعي مرصود بأكثر من معنى طبعً، كونه سياسياً…

د. محمود عباس

حين يمرض الضوء، تبقى الذاكرة سنده.

قبل فترةٍ ليست بعيدة، استوقفني غياب الأخت الكاتبة نسرين تيلو عن المشهد الثقافي، وانقطاع حضورها عن صفحات التواصل الاجتماعي، تلك التي كانت تملؤها بنصوصها القصصية المشرقة، وبأسلوبها المرهف الذي حمل إلينا عبر العقود نبض المجتمع الكوردي بخصوصيته، والمجتمع السوري بعموميته. كانت قصصها مرآةً للناس العاديين، تنبض بالصدق والعاطفة،…

خالد حسو

 

ثمة روايات تُكتب لتُروى.

وثمة روايات تُكتب لتُفجّر العالم من الداخل.

ورواية «الأوسلاندر» لخالد إبراهيم ليست رواية، بل صرخة وجودٍ في منفى يتنكّر لسكّانه، وثيقة ألمٍ لجيلٍ طُرد من المعنى، وتشريحٌ لجسد الغربة حين يتحول إلى قَدَرٍ لا شفاء منه.

كلّ جملةٍ في هذا العمل تخرج من لحمٍ يحترق، ومن وعيٍ لم يعد يحتمل الصمت.

فهو لا…