ياسر إلياس
الكلمات ( حياة – الحرارة – الحرية – بهكن – رخصة -تغير ) و أصولها الكردية .
Hoben her kes
Xwe bi xwe nas ke
اعرف نفسك بنفسك
اللغة كيان و كيان كيان، نابض بالحركة، اللغة حيز وجودنا، و الكنز الذي يحتوي على هويتنا المطمورة
اللغة ليست قوالب جامدة، و ليست رموزاً قومية محايدة، و لا ملكاً إبداعياً مشتركاً لفانتازيا أخوة دينية متوهمة، و فانتازيا أخوة شعوب لا وجود لها في واقع التاريخ المعاش .
لم يعطى الإنسان قاموساً جاهزاً بأسماء الأشياء و دلالاتها بل الإنسان هو الذي ابتدع اللغة و نحتها من حركية الحياة المتصاعدة عبر آلاف السنين، أنفاس أجدادنا و شهقاتهم و كل فنون و مناحي حياتهم المتضاربة المتداخلة تستكن في هذه الحروف ..
نغازل لغتنا و نراودها عن نفسها حتى تجود لنا بحب أجدادنا و أسفار وجودهم و عظمتهم، نغازل لغتنا حتى
تجود لنا بأرواح و أحلام و أفكار أسلافنا الخالدين !
خُلقتْ البغال و الحمير لتركبوها، ليس الإنسان حماراً
ليركبوه، فإذا استمعت إليهم فابحث، و إذا استلمت أمراً فاسأل، و غادر منطقة البداهة الإيديولوجية التي ضرب بها المحتل على الأدمغة و القلوب،حتى لا تعترض للاستهانة و الاستباحة و الاعتداء و الاستلاب .
من أين جاء العرب بكلمة ( حياة ) ( حي ) الخ
من الكلمات الكردية القحة أصلها ( heyet) هَيَتْ)
و heyetbûn : الوجود العضوي الحي
و اشتقاقها في الكردية من: heye، hebû, hebûn
Heyet, hebîn , heyanî، heyetوِجد، يوجد، وجود، موجود, الوجود / نقيض العدم ..
و tu hey : أنت حي
Ew heye: هو حي
و heyan, مضاد neman ( هيان / نمان)
و neheyan
و ضدها أيضاً أهريمان :eherîman
أي غير الموجود بصورة أبدية
و ( أ – e ) أداة نفي كردية كانت في الآفستانية و البهلوية
و ehrîman
أ هريمان : هو بمثابة الشيطان في الزرادشتية لأنه يوصل الإنسان إلى العدم و الفناء و عدم الخلود في الجنة
سمي بذلك نسبة لما سيصل إليه المرء باتباعه .
لذلك سميت الجنة في الكردية بهشت (bah hişt)
Behuşt)
Beh باه : جميل، نعيم، طيب،
Hişt , huşt: البقاء
لأنها دار الخلود و البقاء
أما( باهدين) behdîn , behdînanî
فمعناه الدين الحق .
و كلمة الحياة الكردية قديمة عمرها يتجاوز خمسة آلاف سنة موجودة في مصادرنا باشتقاقات كثيرة .
كلمتا ( حار، حرّ، حرارة، بمعنى ساخن وصرد : بمعنى بارد)
من أين جاء بها العرب ؟
جاء في لسان العرب و سواها من معاجم العربية :
حَرَّ حَرَرْتُ، يَحُرّ، احْرُر/حُرّ، حَرًّا، فهو حارّ، والمفعول مَحْرور.
* حرَّ الشَّيءَ: سخَّنه، رفع درجةَ حرارته (حَرَرْتُ الماءَ/الطّعام).
* حرَّ النَّهارُ: سخُن، ارتفعت درجةُ حرارته (حرَّ الهواءُ/الماءُ).
حرَّ حَرِرْتُ، يَحَرّ، احْرَرْ/حَرّ، حَرًّا وحُرورًا، فهو حارّ، والمفعول محرور (للمتعدِّي).
شعر بالحرارة (وجَده حرّانَ/حرّانًا).
حرَّ الرَّجُلُ: كان حُرَّ الأصْلِ غير مُقيَّد، لا يُباع ولا يُشْتَرى {الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ} [قرآن] (*) أنت حرّ ما لم تضُرّ: اصنع ما شئت ما دمت لا تتجاوز حدود اللِّياقة.
لا يخدعنكم ملّا و لا متصوف و لا شيخ
إنهم ينسبون الفضل لغير أهله و يحسنون إلى كل أحدٍ إلا أنفسهم و تلك طامة الطامات، التفتوا إلى أسلافكم الذين بنوا القرى و المدن و الممالك و الحضارات منذ ١٠٠٠٠ سنة !
فعندهم فك لغز كل سر، و جلاء الأمر و نبأ الخبر عن كل شأن !؟
الحرُّ و الحار : hor , من الشمس الكردية
الحرارة : Hor ar, Horare
Ar: نار في الكردية
Hor: شمس
و لنا الفخر أن كلمة الحرية مقتبسة من اللغة الكردية من اسم أجداد الكرد و اسم امبراطوريتهم ( امبراطورية الشمس )
Horî , حوري، الهوريون، الحوريون
كان العرب يستعبدون بعضهم البعض و يسترقون أطفالهم و يسبون نساء بعضهم، وهذا خلقٌ لم تعرفه القبائل الكردية التي توحدت في إطار اتحاد فيدرالي دام لآلاف السنين مع الحوريين و الميتانيين الميديين ..الخ
لذلك أطلق العرب على نقيض الرقيق، العبد
كلمة : حر، horî , يعني كردي بالنهاية
أنت حر = أنت كردي = horî
لأنَّ حرّ ( من الحرية )، Horî , Hor, كردي : شيء واحد من حيث المعنى .
و الحرية : هي الكرادييتي، أي أن تكون على نسق آباء الكرد و أجدادهم، و على سجية أسلافهم في إرادة الحياة الحرة
كما قال العرب عن العسل الخالص ( الماذي ) أي مادي
نسبة إلى إمبراطورية ميديا الكردية و نسبة إلى ماد : أجداد الكرد الأوائل،و جغرافيتهم التي سميت قديما ب ( ماد) .
وجاء في لسان العرب:
.
صرد: الصَّرْدُ وَالصَّرَدُ: الْبَرْدُ، وَقِيلَ: شِدَّتُهُ صَرِدَ بِالْكَسْرِ يَصْرَدُ صَرَدًا، فَهُوَ صَرِدٌ مِنْ قَوْمٍ صَرْدَى. اللَّيْثُ: الصَّرَدُ مَصْدَرُ الصَّرِدِ مِنَ الْبَرْدِ. قَالَ: وَالِاسْمُ الصَّرْدُ مَجْزُومٌ؛ قَاْلَ رُؤْبَةُ:
بِمَطَرٍ لَيْسَ بِثَلْجٍ صَرْدٍ
وَفِي الْحَدِيثِ: ذَاكِرُ اللَّهِ فِي الْغَافِلِينَ مِثْلُ الشَّجَرَةِ الْخَضْرَاءِ وَسَطَ الشَّجَرِ الَّذِي تَحَاتَّ وَرَقُهُ مِنَ الصَّرِيدِ؛ هُوَ الْبَرْدُ؛ وَيُرْوَى: مِنَ الْجَلِيدِ. وَفِي الْحَدِيثِ: سُئِلَ ابْنُ عُمَرَ عَمَّا يَمُوتُ فِي الْبَحْرِ صَرْدًا، فَقَالَ: لَا بَأْسَ بِهِ، يَعْنِي السَّمَكَ الَّذِي يَمُوتُ فِيهِ مِنَ الْبَرْدِ. وَيَوْمٌ صَرِدٌ وَلَيَلَةٌ صَرَدَةٌ: شَدِيدَةُ الْبَرْدِ.
و صرد : من اللغة الكردية و الآفستانية
سار، و سارد
Sar , sard
و منها كلمة ( سرداب : التي تعني بالأصل : الجرة التي كان الكرد يبردون فيها الماء في أقبية تقع تحت الأرض لشربها
من sard: بارد
و ab : آب : ماء
و هذه الكلمات تحتل عشرات الصفحات في لسان العرب مع اشتقاقاتها و هم فيها كلها عالة على الأمة الكردية و حضارتها و لغتها و ثقافتها العريقة .
جاء في لسان العرب و غيرها من معاجم العربية:
بهكن: امْرَأَةٌ بَهْكَنَةٌ وَبُهَاكِنَةٌ: تَارَّةٌ غَضَّةٌ. وَهِيَ ذَاتُ شَبَابٍ بَهْكَنٍ أَيْ غَضٍّ، وَرُبَّمَا قَالُوا بَهْكَلَ، قَاْلَ السَّلُولِيُّ:
بُهَاكِنَةٌ غَضَّةٌ بَضَّةٌ بَرُودُ الثَّنَايَا خِلَافَ الْكَرَى.
التَّهْذِيبُ: جَارِيَةٌ بَهْكَنَةٌ تَارَّةٌ غَرِيضَةٌ، وَهُنَّ الْبَهْكَنَاتُ وَالْبَهَاكِنُ. ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الْبَهْكَنَةُ الْجَارِيَةُ الْخَفِيفَةُ الرُّوحِ الطَّيِّبَةُ الرَّائِحَةِ الْمَلِيحَةُ الْحُلْوَةُ.
البَهْكَنُ (المعجم القاموس المحيط)
ـ البَهْكَنُ: الشابُّ الغَضُّ، وهي: البَهْكَنةُ.
ـ شَبابٌ بَهْكَنٌ: غَضٌّ، ويقالُ للعَجْزاءِ: تَبَهكَنَتْ في مِشْيَتِها.
البَهْكَنُ (المعجم المعجم الوسيط)
البَهْكَنُ : الشابُّ الغضُّ الناعِمُ.
وامرأَة بَهْكَنَةٌ : بَضَّةٌ ناعِمة
يفاجئني عدم ورود هذه الكلمة في كتب المعرب و الدخيل
و عدم التنبيه على لاعربيتها في المعاجم العربية !!
كلمة كردية و هي من مورفيمين دالين :
Beh:
بَهْ
التي اقتبس منها العرب كلمة ( بهاء ) وبهية الخ
بمعنى جميل، حسن، طيب
و كلمة ( Ken) ( كَن) بمعنى، الضحك، الابتسامة
و إشراقة الوجه و طلاقة أساريره من البهجة
باه كن، behken, بهكن
الإنسان الوضاح الوضيء الوجه جميله، كذلك الجميل الحسن المبهج، لأن معنى ( beh- بَه ) تنصرف إلى الإنسان بكليته روحياً و فيزيائياً ..
ألحقه العرب بتصريف ( فعلل يفعللُ فعلةً، ك: دحرج يدحرج دحرجة) فقالوا : بهكن يبهكنُ بهكنةً.
و على مثال بهكن توجد نظائر كثيرة من الكلمات الكردية
بهزاد behzad
به هشت beh hişt , behişt
بهمن behmen
بهروز behroz
بهرام behram
جاء في المعاجم العربية:
ورَخَّصَ له في الأَمر: أَذِنَ له فيه بعد النهي عنه، والاسم
الرُّخْصةُ.
الرُّخْصَةُ، والرُّخُصةُ]: التسهيل في الأَمر والتيسير.
و- (في الشَّرع): ما يغيَّر من الأَمر الأَصلي إِلى يُسرٍ وتخفيف.
و- إِذْنٌ تُبيح به الحكومة لحاملهِ مزاولَة عمل ما أَو استعمال شيء، كرخصة الطاهي، ورخصة السيارة، و رخصة العمل الخ
المعجم الوسيط-مجمع اللغة العربية بالقاهرة-صدر: 1379هـ/1960م
و هذه مقتبسة من الكردية
Rêxwest
(ريخُسْتْ)
طلب الإذن
من : ( رِي)
Rê: طريق، معبر
ومن : ( خوسْتْ)
Xwest: الطلب
فالمعنى الحرفي : طلب العبور للشي، طلب إذن المرور إليه
( طلب المزاولة )
كلمة الطريق Rê , في الكردية تستعمل بحسب بلاغة اللغة الكردية و تقاليدها في الإذن وهذا شيء يتعلق بطبيعة هذه اللغة و أساليبها التعبيرية، و أعرافها البيانية .
حتى أن الشعور بهذا المعنى انتقل إلى الشام فيقولون : طريق .. في إشارة إلى طلب الإذن ! فكأنهم ترجموا المعاني و المشاعر و الأفكار الكردية المستقرة في نفوسهم و عقولهم، و من المعروف الجذور الكردية لشطر كبير من البيئة الاجتماعية الشامية .
و جميل أن عوام العراقيين يستعملونها في طلب الإذن أياً كان الأمر الذي يراد الإذن فيه، فيقولون : مِن رخصتك، وتدرج على لسان البدو : ارخص لي، ترخص لي .
لن يفوتنا تعريب الفعل مع أداته، و إنْ بدتْ متخفية متسترة، لأن هذا النوع من الأفعال جرى استخدام الأدوات المساعدة معها كثيراً في الكردية، فلا غرابة أنْ تعرَّب مع الأداة السابقة للفعل ( بريفيكس) Prefix و من ذلك :
تغيَّرَ : تغُّيُّر
تغير : تغيّراً ( تغيرنْ)
Tê guher: تيگُهَرْ
Tê guhertin
تيگُهَرْتِن
و أي فرق يبقى بين الفعلين إذا ردا إلى الثلاثي:
غَيِري
Guherî
فتأمل يا رعاك الله.
………..