خالد بهلوي
تأثيرات الوضع المعيشي أصبح ثقيلا على كل اسرة مع غلاء المواد وندرة الحصول عليها مثلا تامين مادة الخبز وهي ابسط حق من حقوق الانسان لتامين ذلك يحتاج المواطن الى الكثير من الوقت والوقوف بطابور حتى يحصل على ربطة خبز قد لا تكفي عائلته. وانتشر بدون حدود ولا قيود حالات التسول وحالات نبش القمامة للحصول على طعام يومي. ناهيك عن انتشار المخدرات وحالات الخطف والقتل غدرا سواء كان الدافع السرقة ام الدافع انتقام او اخذ بثأر قديم لان السلاح أصبح في متناول الجميع. السلاح للدفاع عن النفس والعرض والوطن وليس لقتل انسان برئ في عقر داره.
امام هذه الصعوبات واللوحة تكاد تكون سوداء قاتمة ننفق الكثير على أمور نستطيع التوفير او التخفيف او الاستغناء عنها مثل وجبات الطعام في خيم العزاء في وقت يكون اهل الميت أكثر الناس الموجودين بحاجة الى مساعدة. لانهم صرفوا الكثير من المال لشراء ادوية ومعالجات فترة مرض المرحوم فتأت نفقات التعزية لتزيد من حالة الاسرة المادية سوءا على اسوء.
من كان لديه الإمكانيات يستطيع ان يتصدق مساعدة مالية صدقة عن روح المرحوم بعد التعزية للفقراء والمحتاجين ناهيك ان تقديم الطعام تحت الخيمة يحتاج الى شباب لخدمة الخيمة للأسف معظم الشباب هاجر الى سائر المعمورة بحثا عن الامن والأمان بحثا عن مستقبل فقدوه بحثا عن لقمة طعام غير مغموس بالتعب والإهانة.
بالمقابل الحالة الثانية التي تصرف فيها نفقات زيادة عن قدرة الاسرة هي نفقات الزواج كالمهر والحفلة والصالة والمصور والموسيقار والكوافير وقوالب الكاتو سبع طبقات وتجهيز الشقة بالأثاث الفاخر ناهيك عن سيارات فارهة اخر موديل. شقق دوبلكس. مطاعم فاخرة خمس نجوم: هذه الكماليات يمكن التخفيف منها تحسبا لمستقبل مجهول.
فالطبقات الفقيرة قد تكتفي بحفلة صغيرة واساسيات المنزل ومع عامل الوقت وتحسين الظروف المعيشية يتحسن وضع الزوج المادي حتما سيبدل الأثاث القديم ويجهز بيته بكل ما يحتاجه. للأسف بعض الفتيات لازلن تعتقدن انها ليست اقل من زميلاتها من حيث الشقة ومحتوياتها ومظاهر الاحتفال .
تنسى وتتناسى ان تكاليف الحياة ومتطلبات الزواج اصبحت لا تتناسب على الاطلاق مع راتب ودخل أي شاب في مقتبل العمر يحاول ان يؤثث ويكون نفسه معتمدا على راتبه وجهده الذي يبذله ليكون اسرة صغيرة فيضطر الى التدين او اللجوء الى أحد افراد الاسرة لمساعدته ليكمل حفلة زفافهما.
يجب ان تتخلص الفتاة من التفكير بان حفلة زواجي يجب ان لا يقل فخامة عن حفله صديقتي. وان تفكر بشكل منطقي وحضاري حسب الظروف والواقع المعاش اليومي لمن يريد الارتباط بها وتكوين اسرة.
امام الظروف المعيشية الصعبة يتطلب من الجميع إعادة النظر بكثير من العادات والتقاليد والممارسات التي تعتبر كماليات يمكن الاستغناء عنها في هذه المرحلة والتركيز على العيش حسب الإمكانات المتوفرة .
وترسيخ قيم التعاون والمساعدة في تجاوز المحن والصعوبات. نثمن عاليا مبادرة علماء الدين بالتوجيه وجوب منع تقديم الطعام (خير الميت) لأنه يكلف ذلك عبئا كبيرا على اهل المتوفي. فأهل الميت فوق مصابهم ينشغلون بطهي الطعام للمشاركين : الواجب تقديم الطعام لأهل المتوفي وضيوفهم القادمين من أماكن بعيده ولكن ليس تحت خيمة التعزية.
ندعوا كل الأغنياء قبل الفقراء من أبناء شعبنا الى تبني مبادره الشيخ حقي والوجهاء الكرام الذين حضروا وشاركوا بمقترح وتوصيه بتوقيف تقديم الطعام في التعازي خاصة طعام المرحوم قي وتنفيذه لما فيه خير الجميع.. ومن لديه الامكانية والرغبة فليتصدق بما يشاء من ماله على روح فقديه او فقيدته.