شيرين شاكر
سرقة نتاجات وابداعات الآخرين بكل صنوفِها الأدبية، مُعضلة قديمة وطويلة، لا يُمكن تحديد بداية أو نهاية لها، قد تغيب لفترة قصيرة أو متوسطة لكنها لا تطول، وهذه الإشكالية يتعرض لها تُراثنا الكُردي، فأبطال السرقات مُعظمهم من أبناء الشعوب التي تحتل دولِهُم كُردستان؛ لكن الأفظع هو سرقة الكُردي للكُردي في وضح النهار وأمام مرأى الجميع مع افتقارنا لمؤسسات وهيئات مُتخصصة تضع حداً لمن يُمارس السطو والتزوير، فغياب الكيان الكُردي (الدولة)، أعتقد هو السبب الرئيس لانتعاش هذه الفئة التي تعلم جيداً عدم وجود تشريعات وقوانين، تمنعهُم من السطو والسرقة الأدبية.
الأخ الكاتب قادو شيرين وفي رد فعلٍ قاس وسريع على مقالٍ لي في موقع «ولاتي مه»، اتهمني فيها بالكذب والتلفيق مُكرراً هذه المُفردات أكثر من عشر مرات.
أخي: أنا لستُ هنا بصدد تكذيب أحد أو اتهام أحد شخصياً، قلت لك في رسالتي السابقة أنني أبحث عن الحقيقة وأطالب بحقوق والدي أولاً وبحقوق البقية ثانياً، ولهذا دعني أوضح لك بعض النقاط، قد تُساهم في تغيير نظرتك عن عقلي الصغير كما وصفتني في ردُكَ.
الكتاب الذي أعددتّهُ مع الأخ الفنان بهاء شيخو بتاريخ 22 آب 1994، والصادر عام ١٩٩5، هو المُعتمد والمرجع لدى شركة كوم-موزييك بتُركيا؛ فعندما حاولتُ تسجيل نتاجات المرحوم والدي تفاجأت بأن مُعظمها مُقيدة ومُسجلة باسم الفنان الراحل محمد شيخو، والشركة أكدت لي بأنَّ كلام الأخ بهاء شيخو هو المُستند في توثيق المُلكية، مُعتبرين أن تلك الأغاني الموجودة في كتابكُما هي من تأليف وألحان الراحل محمد شيخو؛ لذا سواءً إن ذهبت لتركيا أو لا، فالنتيجة واحدة وأنت مُشترك في هذه الجريمة الأخلاقية بحق الفن الكُردي ومسؤول مع الفنان بهاء شيخو عنها تاريخياً، لذلك غيرتُكَ على لُغتك الأم لا تعني لي شيء، سواءً كتبتُ لك جواباً باللغة العربية أو الكُردية، فاللغة ليست معياراً أخلاقياً لتصرفاتنا.
الأمر الثاني وهو التناقض في كلامك عن عائلتي وبأنك طلبت من عمي الفنان محمود عزيز التحدث وما إلى ذلك، كيف تطلب منَّا أن نثق بكَ و بشريكُكَ بهاء شيخو بعد تجربتين لوالدي معكُما في هذا الصدد؛ أظنُكَ تتذكر زيارتُكَ لنا في منزلنا بمدينتي المحتلة سري كانييه (رأس العين)، بعد إعدادِكُما أنت وبهاء لكتابكُما عن أغاني الفنان الراحل محمد شيخو قبل الطبع، و كيف تحدث والدي وأثبت لك بالأدلة مجموعة من أغانيه التي غناها الراحل،،، وبالرغم من ذلك خرجت من منزلنا وطبعتُم الكتاب على هواكُم …. لماذا؟
وما الغاية والهدف من هذه اللعبة بنسب مجموعة كبيرة من أغاني وألحان وكلمات الآخرين للراحل محمد شيخو؟؟؟؟؟؟
لستُ هُنا بصدد الحديث عن البلبلة والضجة التي أحدثها كتابكُما المشؤوم في تلك الفترة، وكيف أن والدي كتب رداً على الكتاب في مقالٍ لمجلة «أجراس» التابعة للحزب اليساري في سوريا آنذاك، وللأسف لا يوجد لدي نسخة من ذاكَ المقال لاُثبت لكَ صحة كلامي، بسبب فقداننا لجميع ممتلكاتنا كغيرنا في آخر هجوم على مدينتي واحتلالِها، وللعلم منزلُنا تم تحويله لثكنة عسكرية من قبل ميليشيات السُلطان مُراد. وثانياً عندما اجتمعت أنت وشريكُكَ بهاء شيخو مع عمي ووالدي في مدينة قامشلو لحل المُشكل الذي افتعلتموه بكتابكم حول مصادر الأغاني للراحل محمد شيخو، وكيف قدم لكم والدي اثباتاته في ذلك الحين بأن تلك الأغاني هو الذي لحنها وكتبها، وعلى ما اعتقد أنكُما اعتذرتُما عن الخطأ الذي حصل؛ لكن العبرة في النتيجة يا أخ قادو؛ النتيجة التي كانت بعدها تسجيل مُلكية كل الأغاني باسم الراحل محمد شيخو في تركيا؛ تُطالبون الآن باللقاء وحل الإشكالية، أليسَ لنا الحق في عدم قبول الجلوس معكُما لحين التصحيح وإعادة النظر في الكتاب والمُلكية لدى الشركات الفنية بتُركيا.
وهنا أود أن أوضح للقارئ بضعة أمثلة عن السطو وتزوير مصادر تلك الأغاني بطريقة أو بأخرى.
على سبيل المثال:
أولاً- مجموعة أغاني الشاعر الراحل صبري بوتاني:
1- Bê xebat
2- Buhişta rengîn
3- Ez bûme pîrê xemcivîn
لم تذكرون اسم الشاعر في الكتاب، لكن قُيدت في استنبول لدى (Mesam¹) أنَّها كلمات وألحان الراحل محمد شيخو.
ثانياً- أغنية Aso
كُتبَ اسم الشاعر الكبير د.بدرخان سندي في الكتاب، قُيدت في (Mesam¹) بأنها كلمات بدرخان سندي (الحمد لله)، أما اللحن فَقُيد باسم الفنان محمد شيخو، وواضح وضوح الشمس أنَّها ألحان وغناء الفنان الكبير الراحل تحسين طه.
ثالثاً- مجموعة أغاني مصطفى أتروشي:
تمَ تدوين اسم الشاعر في الكتاب, لكن قُيدت كاملةً (كلمات وألحان) باسم الراحل محمد شيخو في شركة (Mesam¹) باستنبول.
1- Perêt rojê
2- Cana şêrîn
3- Necat kakê
4- Sûlav
5- Tuwî kewistan
6- Iqbala Belek
7- Min Canek dît
8- Gava Ez Mirim
9- Zengilê zêrî
رابعاً- وأخيراً وليس آخراً مجموعة أغاني والدي الخالد محمد علي شاكر:
تتلاعبون بكتاباتِهِ وألحانِهِ وبلا حرج وكأنها مُشاع لكم
1- Şivan pez daxist
2- Ber dilê min pirr şêrîne
3- Ez keça kurdî me
4- Eyd û erefat
قُيدت قاطبة على أنها كلمات وألحان الراحل محمد شيخو في (Mesam¹)، أما الأغنية التي تعرفونها أكثر مني أنها لوالدي، وانت بالذات أُستاذ قادو ومن خلال بحثك عن الحقيقة كما تدعي، ألا وهي أغنية Gewrê فهي للخالد والدي محمد علي شاكر، أما عن التزوير والتشويش الذي تبثونه هنا وهناك، لن تجديكم نفعاً والزمن كفيل بإظهار الحقيقة.
أما الأغنية اليتيمة التي نسبتوها لوالدي فهي أغنية Eman dilo، وهي في الحقيقة من كلمات وألحان الخالد يوسف برازي (Bêbûhar)، وقُيدت في تركيا بأنها كلمات وألحان محمد شيخو.
تعترفون بارتكاب أخطاء في الكتاب وتسجيل الملكية، وهي ليست أخطاء بل سطو وتلاعب، هذه الأعمال لا تُحل بالمُصالحة واللجان، بل من خلال الاعتراف بحقيقة ما ارتكبتموه من تزوير في الكتاب وتسجيل الملكية لدى Mesam، فهذا ليس خلاف عائلي وعشائري وحزبوي، كي يتم حله بالوسطاء والوجهاء، بل تُحل بتصحيح أخطاءكم وإعادة الحقوق لأصحابِهِ.
…………………………………………………
(Mesam¹): هي جمعية أصحاب الأعمال الموسيقية في تركيا (copyright)
مملكة السويد- استكهولم
2 آب 2022