حديث عن الهوية تحت رعاية أحمد خاني «مع محاضرة الناقد والروائي هيثم حسين»

إبراهيم محمود

كان قادماً من لندن ” مدينة الضباب/ عاصمته ” صحبة عائلته بجرحه الكردي المخضرم، رغم أنه حمل معه الجنسية الإنكليزية، رغم أنه وسط ذلك الضباب، كتب الكثير أعمالاً روائية ونقدية ساخنة ومرئية بشفافيتها، وصار له شأن في جهات جغرافية مختلفة” أوربية وعربية ” إثرها، سوى أن كل ذلك لم يُنسه لا كرديته، ولا من يجب أن يكون في ظل تلك الكردية. عبر مسافات جغرافية، ومنها مناطق ملغومة بجغرافيتها” تركيا في الواجهة ” ليلتقي بأهله، بوالديه اللاجئين كذلك، في بيت أخته المستأجَر في أربيل ” وهو الصديق الذي كان، والصديق الذي يكون، إنه هيثم حسين، ربيب مناخات عامودا ذات العراقة بمفارقاتها واستلهاماتها، 
التقينا بعد غياب أكثر من عشر سنوات، تداخل الفرح بالحزن، العين السكرى بوجع الرؤية، وفرح اللقاء، وقد ذهبتُ إليه من دهوك رغم وضعي الصحي السيء. أنسانا اللقاء الكثير مما كنا نكابده أوجاعَ غربات لا غربة واحدة بالتأكيد، منغصات لا منغصاً واحداً بالتأكيد،مأخوذين بالأمل الذي لا بد منه، في حكم المؤكد. كان يوم الخميس في ( 4-8-2022 ). قرأت الكثير من الحزن الكردي في سيماء وجهه حين خرج لاستقبالي، في آب أربيل اللهاب، وحين أبصرت والده تأثرت برؤية محياه ، وقدرتُ المشهد المختلف. لا بد أن حزنه مضاعف، وهو في عمر متقدم، رغم أن حركته تفصح عن أنه لازال يمتلك رصيداً عمرياً صالحاً له إلى أجل غير مسمى. إنما كل من يجمع بين الكردي، أينما كان، والسعادة التي يعيشها، وهو يجانب الظاهر، حتى وإن أخفى هذه العلامة الواشمة لجسده الكردي. لا بد من إماطة اللثام عن الجرح ” الفيزوفي النشط: تذكروا بركان فيزوف ومخاوفه الدورية!)، والضامن لقول الحقيقة عن السعادة لديه وصِفتها.
كانت والدته في الداخل، وقد سارعت إلى السلام، وهي من جهتها لم تخف وهن العمر، إنما وجع مفارقة المكان وتبدلات الزمان المباغتة.
كان هناك أخته وأولادها وهم في مقتبل العمر، وهم يبادرون إلى السلام. مشهد مؤثر في بنية تكوينه، حيث إن والديه خرجا مضطرين من بيتهما الذي أمضيا فيه عمراً مديداً، مع أفراد أسرتهما الكثير من السنين، خرجا وملؤهما حزن من نوع خاص، في ظل وضع في كف عفريت لا يؤتمن عليه، ورعب المتحصل هنا وهناك، ليسكنا مع ابنتهما، على الأقل ليكونا في أمان أفضل، أو  أكثر. كان للذكريات نصيب وافر في جلسة اللقاء، حين كنا نلتقي في بيتهما، وكان للكاتب الكردي الكبير والراحل محمد سيد حسين موقعه الذي يعصى النسيان، مأثرة الحديث عنه، عبر لقاءات مشتركة.
وفي لقاء كهذا، يستحيل على أي كان، إيجازه في تداعياته، وكثافة الأمكنة والأزمنة، والتسابق ثم التنافس بين كل من العين والأذن واللسان، بصورة خاصة، بصدد ما يمكن قوله، وما يمكن سماعه، وما يمكن النظر فيه، وفي اتجاهه. تصبح العين لساناً أحياناً بدلالتها، الأذن عيناً بدلالتها وهي تنفتح على الجهات كافة، يصبح اللسان غير ما هو فيه وعليه، كل من هذه الأعضاء ينافس نفسه بنفسه، عدا مع منافسته مع سواه ومزاحمته له: ماذا يمكن أن يقال، ماذا يمكن أن يُسمَع، ماذا يمكن أن ينظَر إليه، تحت وقع اللقاء وتأثيره وفي زمن مقدَّر، في لحظة هي ساعات،ولكنها ثوان بمفهومها النفسي، صحبة فرح اللقاء ووجع اللقاء، وتداعيات اللقاء، ومخاوف ما بعد اللقاء، وما إذا كان هناك لقاء آخر، وفي ظروف غااااامضة!
تكون الذاكرة في الحالة هذه لاعبة دور البطولة، بطولة معتبرة بظرفها، إنما هي نفسها في حمّيات التداعيات والتأثرات: ماذا يمكنها أن تفرج عنه، ماذا يمكنها أن تبقيه طي الصمت، ماذا يمكنها أن تسمح بخروجه نسبياً، ماذا يمكنها أن تكتّمه، أو تنحّيه جانباً،ـ وتهعدّل فيه، ولكل حالة مآل نفسي مختلف، واقتران مختلف بزمانها ومكانها، والمشاعر التي تتضافر خلالهما.
لهذا، لهذا، سأوقف هذا الاسترسال في هذا المضمار الساخن والزكزاكي بالمقابل، ففيه ما فيه من المتاعب ومن مرفقاتها، جهة ما يمكن النظر فيه، ولو سريعاً، والحديث عنه ولو سريعاً، عما كنّاه قبل، والآن، وما بعد في علم الغيب، وللغيب الكردي أكثر من تعبير وتفسير، من تفكير وتدبير، لحة التذكير بضعفة النظر كردياً إجمالاً، له أكثر من معنى مراعاة لموقعه الجغرافي والتاريخي.
قلت، سأنتقل إلى نقطة مفصلية ينتظرها العنوان الذي ينتظر ما يشبه المقال، لإضاءته ولو قليلاً:
كان ثمة اتفاق بين الأستاذ هيثم ومن يقوم بأعمال إدارة مكتبة مم وزين وهي في الطابق الأول جهة قلعة أربيل، بتقديم ما يشبه المحاضرة أيضاً، لأن فيها مفاتحة ومكاشفة لما هو نفسي ولما هو تاريخي وثقافي، وهو القادم من عاصمة الضباب، كما أسلفت، حول الهوية، وانطلاقاً مما أثاره في كتاباته النقدية ورواياته، في لقاء مفتوح مع لديهم رغبة في المعايشة الثقافية، وهم موجودون، رغم حالة الندرة في هذا الصدد، وفي ذلك شعلة أمل رغم تلاعب الرياح بها.
ليجري اتفاق بعد حين، ونحن في بيت أخته، على أن أتولى أنا الحديث، ولو باختصار عن الهوية، وتقديمه، حيث يشفع لهذه المبادرة الكثير مما بيننا من ذكريات أمكنة وأزمنة تعرفها عامودا وقامشلو وغيرهما وثقافة بينية!
جرى ذلك مصادفة، وللمصادفة وثباتاتها غير المحتسبة في ميزان التوقعات أحياناً.
كان هناك الكثير ممن نعرفهم، وهم من ” روجآفا كردستان ” المنكوبة والمغلوبة على أمرها، وقد نزفت منذ أكثر من عقد زمني عشرات الألوف من عوائلها، مئات الألوف من شبابها وشاباتها، من مؤهلاتها لأن تكون جامعة كرد ممن يتفاعلون مع بعضهم بعضاً، ونصب أعينهم ومشاعرهم وأفكارهم: الأمل المشترك كردياً، وممن لا نعرفهم، إذ بمجرد قدومهم يفصحون عن هذه المعرفة، ليكون السلام والكلام مأخوذين بالمقابل بمزيج من الفرح في اللقاء، والشجن الغائر في النفس، وما في ذلك من رؤية أحياناً تكون مربكة، حيث العين في نظرتها المركَّزة تحيّر الناظر: ماالذي يشغلها، على أي شيء يكون التركيز، وسط مشاعر متدفقة..!
حين حان الموعد ” الساعة الخامسة “وقد أضيف إليها زمن لم يقدَّر، وما لذلك من تصريف قيمي لخاصية الزمن بدقة، أخذنا: الأستاذ هيثم وأنا موقعنا، من وراء طاولة، حيث ستظهر الصورة ما عليها وفيها، في كرسيين متجاورين، وفي رقعة من مكتبة مم وزين الكبيرة، والمحتوية على آلاف مؤلفة من الكتب وبلغات شتى: كردية بتعددية لهجاتها، وعربية وفرنسية وانكليزية…إلخ، الرقعة التي جلسنا فيها لم تخف حرارتها، حيث غاب أي أثر للتكييف المركزي، وهذه الحرارة فعلت فعلها فينا كلينا، فكل منا يشكو أكثر من ألم جسمي .
افتتحتُ الجلسة بالترحيب بهم، وتحدثت، ولو بعبارات لها صلة بالهوية، وباختصار، ما تعنيه الهوية عموماً، ولكنا كردياً خصوصاً، طبعاً كل ذلك بالكردية إلى جانب الحوارات التي أغنت الجلسة، لنا مسقط مفهوم مختلف لها. أشرت إلى مدى أهمية الهوية، حيث لا يغيبنَّ عن البال ما يتردد في مغزى قول: قل لي ما هي هويتك، أقل لك من أنت! وماذا يعني هذا للكردي الذي لازال ينتظر هوية تناسبه في خصوصيته. كيف يمكن الحديث، وكمثال متموقع في صلب اللقاء، عن الكاتب والروائي هيثم حسين، الذي كان يقيم في عامودا، والذي منِح الجنسية الانكليزية، بعد سنوات خمس من إقامته في انكلترا، وماذا يمكن أن يقال لمن هم مقيمون في الإقليم، وهم كرد، ومنذ سنوات وسنوات، دون هوية، أو السؤال عن الهوية، وأي شعور يتلبس المرء في وضع صراعي  وسط الحالات جميعاً. وهيثم لم يخف انجراحات الجسد” جسده ” وما يكون عليه الجسد الكردي من هذا المنطلق جهة الهوية وتداعياتها. في أعماله الروائية والنقدية:آرام، رهائن الخطيئة، عشبة ضارة في الفردوس، حتى لا يبقى أحد…إلخ “. طبعاً أصبح الآن مقروءاً بلغات عدة: الكردية، والعربية والفرنسية والانكليزية والتركية، ربما تكون قراءته بالكردية هي الأقل، على أرضية التفاعلات الاجتماعية ومفهوم الثقافة، كما يمكنني قول ذلك الآن.
بعد ذلك تطرق هيثم  بلغة الكاتب والروائي والباحث عما تكونه الهوية بالنسبة إليه، ما تعنيه هاجساً لا يفارقه، فكرة تظل تضغط على كلية مشاعره وأحاسيسه، جرحاً فاغراً فاه في عمق الروح تعبيراً عن كونه الكردي الذي لا يعرف أين هو، ومن هو، وكيف يكون هو تماماً، في ضوء الهوية، وملابساتها. لم يدّخر جهداً في التعبير عن تمثيلات الهوية بالنسبة إليه كإنسان كردي وككاتب وكروائي، وما عاشه في مسرد جغرافي وتاريخ، وفي سياق مسافات ضمت جغرافيات شتى، ولكل منها وقعها وواقعها وموقعها، ومنها ما يخص وضعه المستجد في انكلترا، وما يشغل عليه تفكيره ونفسه، وعما سعى إليه في إبقاء الهوية جمرة متقدة في قلمه الموصول بكلية نفسه، إنْ في ” آرام، أو رهائن الخطيئة ” وهذه مترجمة إلى الكردية من قبل الكاتب والباحث خالد جميل محمد”، أو عشبة ضارة في الفردوس، أو إبرة الرعب ” وهذه مترجمة أيضاً إلى الكردية، من قبل الكاتب بسام مصطفى…إلخ ” ومن المؤكد أن لكل أثر كتابي مأثرة نفسية وذاكرة مكانية وزمانية خاصة، سوى أن مسيرة الهوية، وأوجاعها، وفعل الصراع فيها بأبعادها الإنسانية والاجتماعية والسياسة” يذكر مثلاً، هويات قاتلة لأمين معلوف “، ليست مجردة، ففيها حوامل ونواقل أثر كثيرة، فيها ثراء وشقاء، وفيها تطلعات وعليها رهانات، والكاتب، بمقدار تفتح قواه النفسية، يتحدد نوع تمكنه من التعبير عن الهوية، ولكن الهوية باسمها الكردي، ومكانتها الكردية تاريخياً واجتماعياً وسياسياً تبقينا في دائرة الضوء وهي ساخنة ومقلقة ومخيفة وإلى أجل غير مسمى، وهنا يكون التنوع والمستجد كذلك.
ما أفصح عنه الكاتب والروائي هيثم حسين، شكل عامل إضاءة لما يكونه باسمه وموقعه الثقافي، وما يريد طرحه خارجاً، وهو الكردي الذي يكتب بالعربية، ولكن روحه تتكلم الكردية، كما تقول كتاباته ذات الصلة .
وما جرى في أعقاب هذا اللقاء كان مفعماً بالحيوية والاختلاف،وهناك أسئلة وجهت إلينا سوية عن الهوية وكيفية التعامل معها وكيفية التأريخ لها في الوضع الراهن، أو في ضوء المستجدات الراهنة. ولا أستطيع تذكر كل الأسماء، أسماء من داخلوا وناقشوا واختلفوا بمواقفهم، وكانت الكردية وما يجب  أن يقال كهوية هي عجينة اللقاء وخميرته، كان اللقاء مقاماً موحداً بين الجميع، ولكل حاضر ومشارك سهمه من الإغناء للموضوع، إنما أورد اسمين لهما باع مقدَّر في الشأن الثقافي النقدي والترجمي: الكاتب حسين عمر والذي يعمل في قناة ” روداو ” وإلى جانبه الناقد والمترجم: خالد جميل محمد. فما أفاض به كل منهما من معلومات ثرية، وإنارة لمفهوم الهوية، وملابساتها واللغة ودورها ” الكردية المشدَّد عليها، تعزيزاً للهوية ” ومكاشفة لجملة نقاط بشأن الهوية، أفصح عن أهميته، مع الإشارة إلى ما تمثلناه ثقافياً، ومن جهة الكاتب والناقد خالد، وما يمكن أن يقال ويجب أن يقال عن الجانب التركيبي للهوية، ومقوّمها الرئيس: لغتها الدالة عليها: من قبل الكاتب والمترجم حسين عمر، كان لكل ذلك فعله النفسي، إنما أيضاً، ومن قبل الحضور رغم قلته، ولكن نوعيته عوضت عن ذلك. كان التفاعل مع الموضوع، والسعي إلى إغنائه، تأكيداً على حضور ثقافي واهتمام مبدئي بالثقافة وفاعلية الأخذ بها في زمن تصحر مفهوم الثقافة كثيراً، وبالنسبة للكرد، في ضوء متغيرات أحوالهم خصوصاً، ومخاوفهم، ومآسيهم التي لا تعرَف مراسيها .
وما تردد في الحوارات عبّر عن هذا الشغف بالثقافة، وكان للمكان: المكتبة الفاعل في بنية الحوار، وقد أشرت إليه: المكتبة التي تحمل اسم أحمد خاني، أحمد خاني الذي عانى كثيراً جرّاء هويته الممزقة وقبل أكثر من ثلاثة قرون وربع القرن، في بدعته ” مم وزين ” والذي لم يحل جرحه الكردي الكبير والذي توارثه كرده ممن ينتمون إلى نسبه الكردي الإبداعي والثقافي، وخاني الذي تكلم لغات أربعاً طرَّز وعزز بها ” مم وزينـ:ـه ” سوى أن الأبيات التي أفصحت عن كرديته وهويتها ومأساتها، رغم قلتها مقارنة بسواها، لم يحل دون تشديد على من يكون ويجب أن يكون كردياً، وقد أضاء ما تردد باسمه ” مم وزين ” وها هي مكتبة ” أحمد خاني ” وهي بتعددية لغات كتبها، تذكرنا بما كان خانياً، سوى أن الكردية تؤكد موقعها، وبهذا يمكن تعزيز ما هو إنساني فينا جميعاً. نتكلم جميع اللغات، دون أن ننسى كرديتنا!
ولتكون لمجموعة من الصور الملتقطة تفعيلاً لونياً للذاكرة،وتأبيداً محتسباً لهذا اللقاء، صور متنوعة، وحين أنشر بعضاً منها، فبرهاناً على أن اللقاء كان لقاء ثقافياً بالفعل، خصوصاً وأنه يحتفظ بنوعيته.
شكراً للجميع، هم أصدقاء معرفة، وليس من قيمة تعادلها قيمة أخرى حال هذه الصداقة !
شكراً لمن أعد لهذا اللقاء، للمسئول الإداري عن مكتبة ” مم وزين ” ومساعديه طبعاً ! 
.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

جان بابير

 

الفنان جانيار، هو موسيقي ومغني كُردي، جمع بين موهبتين إبداعيتين منذ طفولته، حيث كان شغفه بالموسيقى يتعايش مع حبّه للفن التشكيلي. بدأ حياته الفنية في مجال الرسم والنحت، حيث تخرج من قسم الرسم والنحت، إلا أن جذوره الموسيقية بقيت حاضرة بقوة في وجدانه. هذا الانجذاب نحو الموسيقا قاده في النهاية إلى طريق مختلف، إذ…

عصمت شاهين الدوسكي

 

أنا أحبك

اعترف .. أنا احبك

أحب شعرك المسدل على كتفيك

أحب حمرة خديك وخجلك

وإيحاءك ونظرتك ورقة شفتيك

أحب فساتينك ألوانك

دلعك ابتسامتك ونظرة عينيك

أحب أن المس يديك

انحني حبا واقبل راحتيك

___________

أنا احبك

أحب هضابك مساحات الوغى فيك

أحب رموزك لفتاتك مساماتك

أحب عطرك عرقك أنفاسك

دعيني أراكي كما أنت ..

——————–

قلبي بالشوق يحترق

روحي بالنوى ارق

طيفي بك يصدق

يا سيدتي كل التفاصيل أنت ..

——————–

أحب شفتاك…

لوركا بيراني

في الساحة الثقافية الأوروبية اليوم، نلمح زخماً متزايداً من التحركات الأدبية والثقافية الكوردية من فعاليات فكرية ومهرجانات وحفلات توقيع لإصدارات أدبية تعكس رغبة المثقف الكوردي في تأكيد حضوره والمساهمة في الحوار الثقافي العالمي.

إلا أن هذا الحراك على غناه يثير تساؤلات جوهرية حول مدى فاعليته في حماية الثقافة الكوردية من التلاشي في خضم عصر…

محمد شيخو

يلعب الفن دوراً بارزاً في حياة الأمم، وهو ليس وسيلة للترفيه والمتعة فحسب، ولكنه أداة مهمة لتنمية الفكر وتغذية الروح وتهذيب الأخلاق، وهو سلاح عظيم تمتشقه الأمم الراقية في صراعاتها الحضارية مع غيرها. ومن هنا يحتلّ عظماء الفنانين مكاناً بارزاً في ذاكرة الشعوب الذواقة للفن أكثر من الملوك والقادة والأحزاب السياسية مثلاً، وفي استجواب…