اجرى الحوار: نصر محمد – المانيا
( الشعر موهبة تثقله الدراسة مثل الطائر حباه الله بجناحين لكن لو تكاسل عن الطيران لتحولت موهبته لشيء آخر كالنعامة التي تمتلك الاجنحة ولا تستطيع الطيران موهبة لكن دون فائدة )
( الشعر هو إرثنا الحضاري الذي نطل منه على العالم من نافذة الخيال والشعور معا )
( قصيدة النثر كائن اسطوري تجتمع فيه كل مكونات الجمال في شتى فنون الأدب ولهذا منذ لحظة ولادته كانت له جاذبيته الخاصة به فقصيدة النثر مخلوق نوارني يحاور النفس الإنسانية )
الشعر بين يديها زنبقة راقصة تبحث عن محبين يسكنون الألم والأمل ترسم لهم صورة جديدة تنبعث منها سحائب العطاء .
تتصف شخصيتها بالمصداقية والموضوعية وبالذكاء والجرأة والصراحة . يكاد يكون كل كلامها شعراً . الشعر ينساب من فمها تلقائيا . تبين لي من حواري معها كم هي مثقفة ثقافة عميقة . كعادتي مع كل من احاورهن من السيدات كان سؤالي الأول لها .
* في البداية نود ان نعرف نبذة عن حياة افين حمو الشاعرة والانسانة؟
-افين حمو من مدينة القامشلي مواليد 1996 أنهيت دراسة البكالوريا ولم أكمل جامعتي بسبب ظروف الحرب
أما عن انشطتي الأدبية فهي متعددة ومتنوعة لأنني أؤمن بأن الإنسان ينبغي عليه أن تكون لديه قضية واضحة وهدف محدد.
* السؤال الثاني
الشعر موهبة تحتاج لمن يكتشفها وينميها
كيف اكتشفت هذه الموهبة
أكانت لك ميول طبيعية تلقائية أم كان للمدرسة تأثير في صقلها ام هناك اشخاص او شخص له دور في انفجار شلال الموهبة؟
– الشعر موهبة تثقله الدراسة مثل الطائر حباه الله بجناحين لكن لو تكاسل عن الطيران لتحولت موهبته لشيء آخر كالنعامة التي تمتلك الاجنحة ولا تستطيع الطيران موهبة لكن دون فائدة
فالشاعر عليه لكي يحلق بعيدا أن يطلع ويثابر ويتعمق في الكون من حوله ونفسه التي بين جنبيه
كان للبيئة تأثير كبير على شخصيتي منذ صغري وكنت أجدني أعبر بالكلمات عن كل ما أراه بعيني وتسجله ذاكرتي.
فقد وعيت الحياة ووجدت بيدي قلم
لكنني مع النضج أيقنت أن القلم الم
والكتابة وجع تحمله بين ضلوعك والحرف جرح يتسع داخلك ولا رتق يسعه.
في مرحلة ما تتأثر بكل من تقرا له
هي مرحلة التكوين وعدم وضوح رؤية خاصة بك
فكلما قرأت لكاتب أو شاعر تأثرت به دون أن تعي
لكن سرعان ما تطلق العنان لفكرك ليحملك لضفة لا تحتمل سواك .
* السؤال الثالث
ما رأي الشاعرة افين حمو بقصيدة النثر ولماذا الكثير من الشعراء يكتبون هذا النوع من الشعر؟
– قصيدة النثر كائن اسطوري تجتمع فيه كل مكونات الجمال في شتى فنون الأدب ولهذا منذ لحظة ولادته كانت له جاذبيته الخاصة به فقصيدة النثر مخلوق نوارني يحاور النفس الإنسانية وينغمس بكليته في عمقها لقرب أنفاسها من الروح
ألقت بكل حمولات الشعر المتعارف عليها عن كاهلها كالوزن والقافية وحلقت خفيفة رشيقة في فضائها ولذلك من السهل جدا أن تكتشف شاعريتها من عدمه في سهولة وتستطيع التمييز بين الغث فيها والثمين دون استغلاق لأنها تعتمد على الشاعرية الصرفة بأشراطها المتعارف عليها.
أما عن كثرة من يكتبها فلو تمعنا في الكثير من النتاج الذي يكتب لاستبعدنا الكثير والكثير لعدم انتمائه إليها وعدم موافقة جنسها.
* السؤال الرابع
الشاعرة افين حمو من انزل دمعتك اول مرة
ولو لم تكوني افين من تتمنين ان تكوني وهل الحياة انصفتك؟
– اول مرة بكيت فيها يوم موت جدي
لتمنيت أن أكون افين
وان أولد في بلد يقدر معنى أن يكون الإنسان حرا ولو كانت صحراء.
* السؤال الخامس
لمن تكتب الشاعرة افين حمو الشعر
لنفسها ام الجمهور ام للشعر ام للثلاثة معا؟
– يموت الشاعر لكن الشعر يظل ، طبعا إن وجد من يقدر الحرف ، وما يقطر عنه من عرق ودم !
وتبقى الكتابة مستويات ، في المستوى الأول انا اكتب لذاتي في إطار وجودي ، لقدوقفت بمعادلة لا تقبل القسمة ، أن أكون محتكمة لقطبي الولادة والموت ، وألا يكون الخلود المادي متاحا ، الكتابة هنا خلود معنوي ، إنها صرخة جلجامش المتفجعة بموت أنكيدو ، وحين انجزت نصي توالت أسئلة الجدوى .. الرسالة والهاجس وعلاقتي بقارئي ، وكان علي ان أوائم بين أضداد معضلة أخرى ، أن أرتقي بخطابي الفني وأتجاوزني كل حين ، وألا أخل بالتزامي في بلاد تعد الكتابة فيها مسؤولية لا امتيازا ، نعم .. أنا الآن أكتب للثلاثة معا !
* السؤال السادس
يتحدثون عن الشعر الانثوي. هل تعتقدين ان ما تكتبينه يقع في هذا الإطار وهل احساس المرأة الشاعرة مايميز بها عن الرجل؟
– الشعر شعر لا انتماء له لارتباطه بالانسان بصفة عامة
وتصنيفه انثوي ورجالي يشعرني أني قد دخلت مول ملابس وليس عالم الأدب.
لم يخطر ببالي وانا اكتب الشعر وأسأل نفسي هل أنا امرأة أم رجل
اكتب ما يمليه علي احساسي فقط
أكون صادقة مع نفسي جدا بعيد عن عالم المادة أحاول أن أكون مع روحي شفافة جدا لاستطيع أن احضن نفسي وأكمل.
* السؤال السابع
ماهي مقومات الاستمرارية للمرأة المثقفة كي تستمر في أداء رسالتها الاجتماعية وخاصة إذا كانت شاعرة مبدعة؟
– هنا يحضرني سؤال
من هي المرأة المثقفة ؟!
وما هي الثقافة أساسا ؟!
انا اليوم اميل إلى الراي الذي يقول بأن الثقافة نظرية في السلوك ، تماما كما هو العلم نظرية في المعرفة !
هذا قد يرمي أرضا بنساء امتهن الكتابة !
لكنهن وقفن عند الخطاب الانثوي التقليدي الشعبوي في سياقيه ، المتشكي للشريك من ظلم الشريك ، والذي ينشد حالة حب لا تتحقق غالبا ، ذلك أن الرجل بعد أن أنجز هيمنته على المرأة ، ضيع عليه وعليها فرصة الحب ، فالحب يقوم على التماثل لا الامتثال ، وبالتالي فرصة السعادة !
أولاء نسين أنهن مواطنات ، ولسن مجرد إناث ، فلم ياتين على الفقر مثلا أو الجهل والتخلف ، لقد أفقرن عالمهن الشعري أو الكتابي !
أن تكوني أنثى مثالية فتلك معضلة ، فكيف إذا قيض لك أن تكوني شاعرة ؟!
الرسالة والهاجس لا يتجزءان .. قد يبدآن بالذاتي ، لكنهما معنيان حتى بثقب الأوزون فوق الأنتراكتيد ( القارة القطبية الجنوبية ) !
هذا يوضح الى حد بعيد معنى ان العالم أضحى قرية كونية صغيرة !
* السؤال الثامن
ما رأيك في الكتابة النسائية وكيف ترين رؤية العالم العربي لها وهل تخشين منافسة الرجال؟
– الحرف يستمد هويته من روح الكاتب
سواء كان رجلا أم امرأة
الفيصل هو النبض
الكتابة النسائية اثبتت وجودها وبقوة منذ بدايات الشعر وهناك من الشاعرات من اثبتت قدرتها وفرضت احترامها على الجميع وذاعت شهرتها في الآفاق مثل الخنساء وليلى الأخيلية وتماضر بنت الأوزر وولادة بنت المستكفي ومرورا بنازك الملائكة في العصر الحديث وغيرها ….وصار وجودها في المنتديات الأدبية في عصرنا الحديث معهودا في كافة المحافل وحضورها أصبح مسلما به، وباتت تلك النظرة لها تتغير مع حضور الادب النسوي في الفترة الأخيرة وبقوة وإرادة وتصميم
لماذا أخشى الرجال ؟
عندما اكتب قصيدة لا أفكر ابدا من سيقرؤها لاني لا أكتب لجنس محدد
هناك أجد نفسي حرة تماما بعيدة عن العالم الذكوري
ولم أفكر يوما في رأي الرجل بقصيدتي
انا اكتب من منطلق البحث عن الذات
ومن تبحث عن ذاتها لا تخشى أحدا
* السؤال التاسع
دفعني فضولي ان ابحث قليلا في صفحة الشاعرة افين حمو وان اتابع من هنا وهنا وجدت قصيدة لك بعنوان (شذرات المكان )في موقع وتريات قصيدة النثر تقولين فيها :
الرجل الجالس على الكرسي
يده تهتز على الطاولة
منذ عشر دقائق
لم يكن يتحرك
إنما كانت الطاولة تترجرج في القاع ،فقد غمرتها المياه
لأن السماء أمطرت فوقها
مدينة
—-
في هذه المدينة
أضحت الوجوه براويز منهكة
خلف زجاجها
تستنشق رائحة الأنقاض، الأحياء الفارغة
عيون مرتقبة بعدسات الحلم
لا أحد
—–
ليس ثم كلب أبيض صديق في شقتي لأسمع همهماته
فأنهض لأجله
أخذه من يده ،
أركض معه في الحديقة
نتابع بقية يومنا بحب
ليس ثم حبيب ،يوزع أشواقاٌ في الصباح
يريد احتضاني، يأخذني إليه
يلثم عنقي ،يهمس في أذني أحبك
ليس هناك غير حزني
بخطوات مترنحة، يحملني معه لالتقط العذاب
وسمكة في حوض صغير بالصالة
،أتبادل معها الحياة
صباح الخير
الأسماك أبحرت
ونحن ما زلنا هنا مخيمات
تقول السمكة :”نحن نسينا قضايانا
أرجوك ارحمينا “
ساد صمت مطبق
انه حداد سعيد مع السماء
دون التفكير في مبادلة الحياة
كتبتها وانا في المشفى ورأيت رجلا يبكي على زوجته المريضة
عندما يبكي الرجل تيقن جيدا ان الحياة انتهت.
السؤال العاشر
هل الشاعرة افين حمو تكتب باللغة الكردية وما تقييمك للإبداع الكردي في سوريا على مستوى الشعر؟
– كرد سورية عاشوا ظرفا خاصا .. لغة غير لغتهم للدراسة والمتابعة .. ولغة قيد المنع ، إذا ما تزال عبارة ” ممنوع التكلم بغير العربية ” تجلدنا في المدرسة كل يوم ، ومكتبة مدقعة لا تغني عن شيء !
طبعا جربت الكتابة بالكردية مرتين .. لكن المسافة بين نصي بالعربية ونصي الكردي كانت كبيرة ، تابعت بالعربية ، وأرجئت الكتابة بالكردية لبعض الوقت ، لكن الظروف استمرت في التبدل والتغيير، وبدت الكتابة بالكردية ولا تزال مشروعا مؤجلا !
ستشابه كرد سوريا مع عربها، فهم أيضا ينتمون إلى الشعر ديوانا !
وسنلحظ تشابها في الملمح العاك ، وخصوصية طاغية على مستوى التفاصيل!
سأضرب لك مثالا .. أحمدي خاني.. أمير الشعراء الكرد .. متصوف كبير .. استعمل العربية والكردية والفارسية والتركية في كتابةقصيدته ، هذا حال المتصوفة العرب والترك والفرس!
الكتابة بالكردية تأثرت بالسياسي .. فتراجعت في العهد العثماني ، وتأثرت سلبا بالسباسة الطورانية ( التتريك )
ولن تتعافى في ظل الجمهورية العربية السورية
لكن ارثا طويلا سيقلع بالقصيدة
قد يبدأ بالخاني والجزيري ولا يقف بجكرخوين وسيدايي تيريج ، ولا بالحساسية الجديدة عند الاجيال التالية عليهما كما عند أديب حسن محمد بالعربية أو منير خلف ، أو فرهادي عجمو بالكردية وصولا إلى أفين حمو!
ولنتذكر دائما بأننا نتكلم عن مشهد مأزوم ومعافى !
* السؤال الحادي عشر
يقول الشاعر لويس اراغون لولا الشعر لأصبنا جميعا بالسكتة القلبية
ما رأيك بهذا القول
أليس العالم بدون شعر خراب وخواء؟
– الشعر هو إرثنا الحضاري الذي نطل منه على العالم من نافذة الخيال والشعور معا، ولطالما كان الشعر هو مرآة الشعوب الذي ترى فيه نفسها من خلال تخليد أعمالها العظيمة وتمجيدها من خلال تلك الأشعار التي صاغتها أنامل الشعراء عبر العصور….فلولا الشعر ما اكتسبت الصحراء لونها الذهبي ولغادرت الحقول خضرتها الزاهية ولكانت المرأة جارية في معابد سادتها…الشعر كلمة وفي البدء كانت الكلمة وبعدها كانت الحياة
* السؤال الثاني عشر
سيصدر لك قريبا مجموعة شعرية بعنوان (عن الذئب الذي في قلبي )
لو تحدثينا بإيجاز عن هذه المجموعة
– نصوص تغمرنا بفيوضها العابقة برائحة القلب الذي يقطنه ذئب شارد طابت له الإقامة هنا، فهناك استغيث بنفسي لا بالعالم الخارجي الذي لا يختلف عن هذا الذئب القابع في الأعماق.
بقليل من الكلام اطلعكم على الكثير من معاناتي اسرد لكم حكاية قلبي المنتظر أن ينام هذا الذئب ـو بغفل عني قليلا لكن هيهات فما الذئب إلا ما في العالم الخارجي من عواء يملأ القلوب ذعرا ومعاناة.
يقول المثل:” إم لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب” وهو مثل متوحش يدعونا جميعا إلى أن نستذئب لنتحول إلى غابة مفترسة.
إنّني احاول المحافظة على إنسانيتي وادافع عن نفسي، واحميها بسلاح الكلمة التي كانت في البدء.
نصوص من نار تسعى إلى حرق عالم الهمجية، وبناء عالم جديد أساسه الحبّ والحرّية .
* السؤال الثالث عشر
هل الشاعر يحتاج الى التنوع في قصائده من حيث محاكاة طبيعية بسيطة ومتنوعة ونخبوية لكي يتم انتشاره في الساحة الشعرية وايصال قصائده لأكبر قدر ممكن من المتذوقين؟
– الشاعر يحتاج إلى التنوع في قصائده وعدم تكرار نفسه من خلالها لأن التوهج الشعري بفقد بريقه وجماليته مع استخدام نفس الأنماط في كتابة القصائد لذا كان لزاما على الشاعر أن يعدد من مصادر إبداعه ،والطبيعة نفسها خلاقة بطبعها في إنشاء هذا الزخم والتنوع لدى الشاعر لأنها متعددة الطيوف ما بين الهدوء والثورة السكون والغضب والحركة والجمود الأبيض والألوان المختلفة كلها من مصادر الوحي والإلهام لدينا
* السؤال الرابع عشر
مع انتشار الفضاء الألكتروني وتعدد المنابر الأدبية وسهولة النشر والانتشار عبر فضاء الانترنيت
أين أنت من كل هذا؟
وهل ترين بأنه قد يأتي تتغلب فيه القراءة والكتابة الالكترونية على القراءة والكتابة الورقية وهل تمنح مجالا اكبر للوصول للقارئ الذي يؤثر هذه الوسيلة للتواصل عبر المسافات؟
– لولا الانترنيت لما استطعت أن اكتب أو انشر
وانا أستفدت منها جدا لاني عملت من خلالها لنفسي مكتبة الكترونية،واشتهرت من خلال هذه المنابر، ومعظم المجلات الالكترونية والجرائد نشرت لي ،
وفعلا أرى أن الكتابة الإلكترونية منحت للقراء فرصة الوصول السهل للكتب وقراءتها في أي وقت يريدونه وهذا لم يكن متاحا لهم من قبل، وساعدت أيضا هؤلاء الذين يعجزون عن شراء الكتب مكتبة هائلة أمامهم يستطيعون الا قتناء منها بسهولة ويسر، ولكني أرى أيضا أن الكتب الورقية ما زال لها جمهورها الذي يعشقها ولا يري في هذا البديل الالكتروني ما يغني عن رائحة الورق وملمسه بين يديه.
* السؤال الخامس عشر
خصصت مجلة ميريت الثقافية المصرية في عددها الجديد ملفين عن القضية الكردية. أولهما بعنوان (المشهد الكردي الراهن )وقمت انت بإعداد هذا الملف. لكنني لم أجد بين هذه الأسماء نصوص ومشاركات أساتذة كبار من الشعراء والكتاب و لبعضهم عشرات الكتب أمثال ابراهيم يوسف. جان دوست أو مئات الكتب كما المفكر إبراهيم محمود وغيرهم كثيرون
ترى كيف تم إعداد هذا الملف من دون كوكبة بعض أهم الأسماء مقابل نشر مساهمات لأسماء مغمورة جدا؟
– الملف تضمن عن المشهد الإبداعي الكردي الراهن تضمن23قصيدة و 13 قصة قصيرة لشعراء وقاصين من سوريا وتركيا والعراق والموزعين بالدول الأوربية
حاولنا أن نتكلم عن الواقع الذي نعيشه والذي خضناه
وعن التهميش الممنهج للوجود الكردي وان نتحدث عن حضارة الجبال ومدى الصداقة بين الكرد والجبل
تحدثنا عن خرائط الكرد المنهوبة
والكرد والإسلام
وأساطير الغناء قديما وحديثا
وماهي أشهر الملامح الكردية
والحرب وما افرزته من واقع الحياة المؤلم وشبح العنوسة وانتشار الطلاق
وأخيرا ماهي مكانة الشعب الكردي في المنطقة .
إن القضية لها مناصرون كثيرون منهم من اهتم بالحضور ومنهم من منعته ظروفه القهرية عن الحضور وتمنوا لنا التوفيق والسداد فنحن جميعا في مركب واحد ولو أهمل أحدنا للحظة والتفت إلى مصلحته الشخصية لغرقنا جميعا.
* السؤال الأخير
كلمة اخيرة ربما غفلنا عن قضية ما
هل يمكنك اضافة شيء آخر. .؟
– أرغب التحدث عن الملف الآخر والذي كان ضمن نون النسوة
وكان مقالين عن قضية الاكراد وانعكاساتها على المرأة الكردية والتي تناولتها الصديقة عفاف حسكي .
أما المقال الثاني فكان عن المرأة الايزيدية .
الكرد جزء من العالم المخلف ، ماتم التعارف عليه باسم العالم الثالث !
نحن إزاء حالات ما قبل الدولة إذا ..
ثمة سلطات.. ولكن ليس ثمة دولة بما هي مؤسسات .
تنفيذية وتشريعية وقضائية
وفي مطلق الاحوال ثمة تمدد من السلطة التنفيذية على السلطتين التشريعية والقضائية !
ناهيك عن غياب مفهوم العقد الاجتماعي ، بل غياب العقد الاجتماعي ذاته !
هذه الأنماط تحيل على خانة الواجبات دون الحقوق !
ثم أن هذه الأنماط تعيش مجتمعات ذكورية !
المرأة الكردية تعاني اضطهادا بما هي امراة إذا وتعاني اضطهادا بما هي كيان كردي !
مأساة الايزيديات غمرت المشهد بتراجيديا مأساويةإذ اضافت البعد الميثولوجي الى كامل المشهد !
فإذا بها امرأة مشاع ومتاع في سوق النخاسة السني ( الداعشي )
من الحرمان الحقوفي في ابسط أشكاله ، أي التهميش المجتمعي بأبعاده كافة ، إلى أهم الحقوق قاطبة ، الحرية ، لتقوم داعش ببيع النسوة اليزيديات في أسواق النخاسة ، ضمن مشهد قروسطي بائس !
أخيرا أرغب في القول حاولت قصارى جهدي لافتح طاقة صغيرة للعالم العربي ليدركوا من هم الاكراد وما عانيناه من صعاب من أجل العيش بحرية وكرامة.
أتمنى أن أكون قد نجحت في تسليط الضوء على الشعر الكردي الراهن والكتابة الكردية مع علمي التام أن قضيتنا أكبر بكثير من أن يحتويه ملف واحد .
( سيرة ذاتية )
– شاعرة كردية سورية مواليد القامشلي في الشمال السوري على تخوم الحدود السورية _التركية.
– ولدت عام 1996 متزوجة وأم لطفلة
– أكملت مراحل تعليمها، ونالت شهادة الثانوية الغامة (البكالوريا) في مدينة القامشلي
– بسبب الحرب والأزمة السورية تركت دراستها الجامعية في كلية الآداب _قسم اللغة الفرنسية.
– توجهت نحو المطالعة وقراءة الكتب الأدبية منذ المرحلة الاعدادية من دراستها وسط تشجيع اسرتها.
– تكتب الشعر وتنشر نصوصها على منصات ومواقع التواصل الأجتماعي
– نشرت نصوصها وكتاباتها في الصحف السورية والمصرية والعراقية وغيرها..
– تعتبر النشر الالكتروني النافذة والوسيلة الأسرع والأكثر تفاعلاً، ومن هنا توجهت خلال السنوات الأخيرة إلى النشر في المجلات الإلكترونية
– شاركت في الكثير من المنتديات الأدبية، وحررت ملفات عن الشعراء الكرد السوريين.
– تناول العديد من النقاد والمهتمين نصوصها الشعرية.
ونشرت نصوصها في ثلاث دواوين شعرية جماعية مع نخبة من شعراء الوطن العربي
– لها تجارب متواضعة في كتابة الشعر بلغتها الكردية الأم.
– لديها الكثير من المخطوطات الشعرية الغير المطبوعة.
– يصدر لها قريباً مجموعة شعرية بعنوان “عن الذئب الذي في قلبي”