تكريم عمر شيخموس في الذكرى الثمانين من عمره

في أواسط شهر أيلول (٢٠٢٢)، صدر عن مؤسسة جمال عرفان الثقافية بمدينة السليمانية كتاب بمناسبة الذكرى الثمانين من عمر (عمر شيخموس)، والكتاب من إعداد السادة (أحمد اسكندري، نوزات علي، هاشم أحمد)، ويضم بين دفتيه وعلى مدى (٣٢٠)، صفحة من القطع الكبير، مواضيع هامة حول شخصية هذا المناضل والأكاديمي والديبلوماسي الكردستاني المعروف. 
شارك في كتابتها باللغة الكردية (السورانية)، برهم صالح (رئيس جمهورية العراق)، بلين صالح (إعلامي في القسم الكردي لصوت أمريكا)، جاني ديلان (إعلامي في القسم الكردي لصوت أمريكا)، حسن قاضي (كاتب وإعلامي وسياسي)، ستران عبدالله (عضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني، ومسؤول مكتبه الإعلامي)، ملازم عمر (العضو السابق للمكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني، ونائب سابق لرئيس وزراء حكومة إقليم كردستان)، علي كريمي (كاتب وسياسي)، كوهري شورش (بروفيسور مساعد في جامعة أوبسالا بالسويد)، نرمين عثمان (كاتبة وسياسية، وزيرة سابقة في حكومتي العراق وكردستان).. 
وشارك في القسم العربي، سربست نبي (أستاذ الفلسفة السياسية في جامعة كوية بكردستان العراق)، سامي الخيمي (سفير سابق لسوريا في بريطانيا، ورئيس مركز أبحاث دمشق)، شورش درويش (كاتب وصحفي مستقل)، علي شمدين (عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، وممثله في إقليم كردستان العراق)،. 
كما شارك في القسم اللاتيني، كاريس ستانسفيلد (إنكليزي)، آنيكا رابو (إنكليزي)، خوشناف تيلو (إنكليزي)، كاترينا بيرفال (سويدي)، قادر رحيم (سويدي)، ميخيل ليزيرينك (كرمانجي)، مير حم ييكيت (كرمانجي)، ياسين حسين (كرمانجي)..   
وفيما يلي النص الكامل مساهمتنا في هذا الكتاب، وهي بعنوان (ثمانون وردة للمناضل عمر شيخموس): 
 
 
ثمانون وردة للمناضل عمر شيخموس 
 
علي شمدين 
 
لقد أسعدتني دعوة لجنة تكريم الشخصية الكردستانية المعروفة (عمر شيخموس)، بمناسبة بلوغه الثمانين، للمشاركة في الملف الذي يتم إعداده بهذه المناسبة، وبالرغم من أنني لست من الجيل الذي رافق مراحل حياته الطويلة والمثمرة، إلاّ أنني أدرك بأن القائمين على هذه المبادرة النبيلة إنما يريدون، فضلاً عن علاقات الصداقة التي تربطنا معاً، أن ألقي أيضاً الأضواء على العلاقات التي تجمع هذه الشخصية المناضلة مع حزبنا (الحرب الديقراطي التقدمي الكردي في سوريا)، ومع سكرتيره الراحل الأستاذ (عبد الحميد درويش).. 
لا شك بأنني كنت بين الحين والآخر قد سمعت عن هذا الرجل كثيراً وأنا المهتم بشؤون الحركة السياسية الكردية والكردستانية، ولكن لقاءنا الأول كان في مدينة السليمانية بتاريخ (31/10/2008)، في فندق (سليماني بالاس)، حيث كان يقيم فيه سكرتير حزبنا الرفيق (عبد الحميد درويش)، الذي كان في زيارة إلى السليمانية آنذاك، وقد صدف أن كان الشاعر الكردي الكبير (شيركو بيكس)، حاضراً أيضاً في هذا اللقاء الودي. 
ما لفت نظري وأثار اهتمامي في شخصيته آنذاك، هو أنه كان رجلاً متواضعاً ومتزناً ومفعماً بالنشاط والحيوية والمرح، وبأنه كردي سوري من مواليد عامودا (1942)، وسياسي مخضرم تربطه والأستاذ حميد درويش علاقات رفاقية قوية منذ انضمامه إلى الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا عام (1958)، وبأنه ناشط شبابي متألق في منظمة الطلبة الكرد في أوروبا منذ أن غادر سوريا بهدف الدراسة بتاريخ (07/02/1962)، ومناضل كردستاني معروف شارك إلى جانب مام جلال ورفاقه في تأسيس الاتحاد الوطني الكردستاني (1975)، وبأنه إعلامي متمرس عمل رئيساً في القسم الكردي بإذاعة صوت أمريكا منذ عام (2001)، وبأنه أول صحفي يتحدث الكردية في البيت الأبيض، وذلك عندما بادر إلى توجيه سؤاله لرئيس جمهورية العراق الفيدرالي مام جلال باللغة الكردية، خلال مؤتمره الصحفي المشترك مع الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش في واشنطن في (2005)..  
تلاحقت اللقاءات والإتصالات بيننا من دون انقطاع، حتى أنه لم يزر السليمانية إلاّ وحاول التواصل معنا، يسأل عن أحوالنا وعن أوضاع الرفاق وعن أخبار الرفيق حميد درويش، وكأنه بذلك كان يريد أن يعبر عن وده وتضامنه مع الحزب الذي دخل من بوابته عالم السياسة والنضال، ومع سكرتيره الذي تلمس على يديه خطواته التنظيمية الأولى ضمن صفوف الحركة الكردية في سوريا، ولعل اهتمامه هذا قد بلغ ذروته خلال الأشهر الأولى من اندلاع الأزمة السورية، عندما دعاني وممثلي مجموع الأحزاب الكردية في إقليم كردستان العراق للقاء في السليمانية بحضور السادة (عبد الرزاق فيللي، صلاح الدين مهتدي ويوسف زوزاني)، للتباحث معاً في تطورات الأزمة السورية، وآثارها على الشعب الكردي في سوريا، فكان قلقاً جداً على مستقبل الشعب الكردي وقضيته القومية، حريصاً على وحدة صفوف حركته السياسية كشرط أساسي للتفاعل مع هذه التطورات، وأبدى حينها كامل استعداده ليكون في خدمة شعبه وقضيته العادلة.. 
ومع وصول الرفيق عبد الحميد درويش السليمانية، إثر إندلاع الأزمة السورية، في (أواخر تشرين الثاني/ 2011)، تزامن وجوده مع وجود الأستاذ عمر شيخموس لما يقارب الأسبوع، في فندق شازاد بلازا في مدينة السليمانية، تهيأت الفرصة حينها للنقاش مطولاً حول تطورات الأزمة وآفاقها، وكان يطمح لأن يلعب دوراً في خدمة شعبه وحركته السياسية، من خلال توظيف علاقاته الواسعة مع الجهات الخارجية أو مع أطراف المعارضة ومع الجهات الكردستانية أيضاً، لصالح القضية الكردية في سوريا.. 
كما أنه كان ولا يزال حريصاً على تطوير علاقات حزبنا مع الأحزاب الكردستانية، ولم يكن يخفي تمنياته في أن يلعب هذا الحزب دوراً ريادياً ضمن صفوف الحركة الكردية في سوريا لشعوره بأن هذا الحزب يمتلك المقومات اللازمة للعب هذا الدور، ومن هنا فإنه لم يبخل في توظيف علاقاته الشخصية في هذا المجال، وخاصة في مجال حماية العلاقات الثنائية بين حزبنا والاتحاد الوطني الكردستاني وتعزيزها.. 
ما يميز شخصية هذا الرجل، هو تنوع اهتماماته (السياسية والثقافية والاعلامية)، فهو ومنذ نعومة أظفاره كان شاباً مندفعاً للانخراط في النضال ضد سياسة القهر والظلم والاستبداد التي كان نظام البعث يمارسها ضد الشعب الكردي في سوريا، فانضم بحماس إلى صفوف الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا منذ أوائل تأسيسه، وتعرض بنتيجة ذلك للمساءلة والملاحقة والاعتقال إلى أن غادر سوريا للدراسة في أوروبا، ولم تشغله الدراسة ومغريات الحياة في أوروبا عن متابعة نضاله بين صفوف الحركة الطلابية الكردستانية، فكان مندفعاً للمشاركة في مختلف النشاطات التضامنية مع معاناة شعبه في أجزاء كردستان، وكان أحد أعضاء الهيئة المؤسسة للاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة مام جلال، كما أنه امتلك ناصية اللغة الإنكليزية التي من خلالها استطاع أن يبني علاقات ديبلوماسية هامة أهلته لأن يمثل العلاقات الخارجية للاتحاد الوطني الكردستاني في أوروبا وأمريكا لفترة طويلة، ونظراً لتعامله السلس مع رفاقه ودماثة أخلاقه وحسن سلوكه نال ثقة مام جلال وبات من المقربين إليه، وظل لفترات مختلفة عضواً في قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني ومكتبه السياسي.   
ورغم إنشغاله بمهامه الحزبية والاعلامية والوظيفية، إلاّ أنه لم يهمل طموحاته الدراسية ومسؤولية إكمال تعليمه، فقد نال شهادة الماجستير من جامعة استوكهولم عام (1972)، وكانت رسالته حول: المشاكل الحدودية والخلافات الفكرية بين الصين والاتحاد السوفييتي، وتكريماً لهذا الدور المميز الذي لعبه عمر شيخموس، وتقديراً لجهوده المثمرة لعشرات السنين في السياسة والعلاقات الدولية، بادرت جامعة كوية، وفي مراسيم خاصة تشرفنا بالمشاركة فيها، إلى منحه شهادة الدكتوراة الفخرية بتاريخ (٢٧/٦/٢٠٢١). 
وبمناسبة حلول الذكرى الثمانين لميلاد الصديق عمر شيخموس الذي لا يزال في أوج عطائه وإندفاعه، لا يسعنا إلاّ أن نقدم له ثمانين وردة عطرة، وندعو له بالموفقية والمزيد من التقدم والنجاح في تحقيق طموحاته على الصعد المختلفة، كما نكرر شكرنا للجنة المشرفة على إعداد هذا الملف حول سيرة حياته، ومبادرتها إلى تكريمه وفاء لجهوده المثمرة ونضاله المستمر في خدمة قضية شعبه. 
السليمانية 5/6/2022 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم محمود

أول القول ومضة

بدءاً من هذا اليوم، من هذه اللحظة، بتاريخ ” 23 تشرين الثاني 2024 ” سيكون هناك تاريخ آخر بحدثه، والحدث هو ما يضفي على زمانه ومكانه طابعاً، اعتباراً، ولوناً من التحويل في المبنى والمعنى القيَميين والجماليين، العلميين والمعرفيين، حدث هو عبارة عن حركة تغيير في اتجاه التفكير، في رؤية المعيش اليوم والمنظور…

حاورها: إدريس سالم

ماذا يعني أن نكتب؟ ما هي الكتابة الصادقة في زمن الحرب؟ ومتى تشعر بأن الكاتب يكذب ويسرق الإنسان والوطن؟ وهل كلّنا نمتلك الجرأة والشجاعة لأن نكتب عن الحرب، ونغوص في أعماقها وسوداويتها وكافكاويتها، أن نكتب عن الألم ونواجه الرصاص، أن نكتب عن الاستبداد والقمع ومَن يقتل الأبرياء العُزّل، ويؤلّف سيناريوهات لم تكن موجودة…

إبراهيم أمين مؤمن

قصدتُ الأطلال

بثورة من كبريائي وتذللي

***

من شفير الأطلال وأعماقها

وقيعان بحارها وفوق سمائها

وجنتها ونارها

وخيرها وشرها

أتجرع كؤوس الماضي

في نسيج من خيال مستحضر

أسكر بصراخ ودموع

أهو شراب

من حميم جهنم

أم

من أنهار الجنة

***

في سكرات الأطلال

أحيا في هالة ثورية

أجسدها

أصورها

أحادثها

بين أحضاني

أمزجها في كياني

ثم أذوب في كيانها

يشعّ قلبي

كثقب أسود

التهم كل الذكريات

فإذا حان الرحيل

ينتبه

من سكرات الوهم

ف

يحرر كل الذكريات

عندها

أرحل

منفجرا

مندثرا

ف

ألملم أشلائي

لألج الأطلال بالثورة

وألج الأطلال للثورة

***

عجبا لعشقي

أفراشة

يشم…

قررت مبادرة كاتاك الشعرية في بنغلادش هذه السنة منح جائزة كاتاك الأدبية العالمية للشاعر الكردستاني حسين حبش وشعراء آخرين، وذلك “لمساهمته البارزة في الأدب العالمي إلى جانب عدد قليل من الشعراء المهمين للغاية في العالم”، كما ورد في حيثيات منحه الجائزة. وتم منح الشاعر هذه الجائزة في ملتقى المفكرين والكتاب العالميين من أجل السلام ٢٠٢٤…