مصطفى باشا وعشيرته ميران في أطروحة جامعية تركية «متابعة» 6

 إبراهيم محمود

الابن محل الأب
في الحديث عن المجتمع البطرياركي ” أي الأبوي ” يُستدعى في الحال المجتمع القائم على الزراعة، أو المرتبط بالأرض في تدبير أموره. ذلك يقرّب صورة العائلة من الأذهان، وليس من غرابة في الأمر لحظة الربط بين خاصية الأب في هذا المجتمع، باعتباره المنجب والسيد في البيت” رب الأسرة “، بالمسيطر على الأرض التي يتم تطويعها من خلال المنتَج عنها. إن شجرة العائلة بطرياركية من منشأ زراعي، حيث الأبناء ومعهم الأم/ الزوجة يختفون في ظل الأب أو يُنسَّبون إليه، وما في ذلك من إبراز لمكانته وهو القدوة في البيت، إنه حامل السلالة  بالتالي، في تراتبيته.
ذلك ما يعزّز مكانة قول القائل( يتميز المجتمع الكردي بتمسكه الشديد بالرابط القبلي الذي أثبتت الأحداث أنه أقوى بثير من الرابط الديني ) ” 30 “
هذه الصورة الجغرا-تاريخية، تظهِر إلى أي مدى يكون الرابط العائلي، العائلة المقطورة في ركاب الأب الذي يصبح سلفاً مع الأيام، والمتسامي بامتياز. ومن السهل في وضع كهذا أن يحمل الإبن ” عصا ” أبيه أي يحل محله، وعلى البنت أن تحمل ” طنجرة ” أمها، بمفهومها العائلي المحكوم بالتباين الوظيفي إجمالاً. إن مفردة ” إجمالاً ” هنا تُبقي ستثناء، وهي الحالة التي يظهر فيها أحد الأبناء محل أبيه في زعامة العشيرة أو القبيلة، انطلاقاً من ظرف معين، أو قوة معتمَدة، وهذا يتجاوب مع مفهوم ” لكل قاعدة استثناء ” !
في الحديث عن عشيرة ميران، كما رأينا، لقد انتهى أمر زعيمها المرهوب الجانب مصطفى باشا مقتولاً، دون معرفة حقيقة للقاتل، وهذه واقعة تستشرف بنا طبيعة تواجد العشيرة وانتشارها، وهي بين مد وجزر، وعدم ثبات الحدود لعشيرة رحالة وغازية واقعاً، وتراكم مشاكل مع القوى المنتشرة في محيطها، وقد خلَّف خمسة أبناء ( يُلاحَظ، كما رأينا أن ليس من ذكر للبنات، لأي بنت، وهو ما يشدّد على أن المجتمع الذي يقوم على الحرب والغزو، تكون المرأة طي المجهول: اللامسمى )، وأبناؤه هم: إبراهيم ، عبدالكريم ، ونايف ، وشلاش ، وبيرس ونعلَم التالي (لم يُعتبر إبراهيم بك مناسبًا لزعيم القبيلة بسبب طبيعته الغاضبة جدًا. لذلك ، تم انتخاب ابنه الثاني عبد الكريم ، الذي حصل على دعم القبيلة بأكملها ، كرئيس للقبيلة. تم الإبلاغ عن هذا الوضع إلى ستانبول وتم تلقي رد إيجابي. ولم يبحث عبد الكريم بك عن والده بالأنشطة التي أظهرها خلال السنوات الـ 14 التي كان فيها رئيس القبيلة. على الرغم من أنه ارتكب العديد من الجرائم مثل الاعتداء على القبائل الأخرى والابتزاز والاغتصاب والنهب ، إلا أنه لم يمثل أمام المحكمة مثل والده. هناك أيضًا العديد من الوثائق الأرشيفية حول أنشطة عبد الكريم بك. كما في برقية مرسلة من في 22 كانون الأول 1892 ، ورد أنه تم الإبلاغ عن هذا الوضع إلى ستانبول بعد أن أصبح عبد الكريم بك زعيم القبيلة. بالإضافة إلى ذلك ، شكر السلطان عبد الكريم ، نجل زعيم قبيلة ميران ، على الوفاء الذي أسبغه عليه. وصرح عبد الكريم بك ، رداً على هذا الإحسان ، بأنه سوف يمتثل بكل سرور لجميع أنواع أوامر معاليه ، وقال إنه مستعد للتضحية بنفسه ورجاله من أجل الخليفة.
كان عبد الكريم بك منخرطًا أيضًا في أنشطة ابتزاز مثل والده ؛ ولكن على وجه الخصوص ، لا بد أن وفاة والده مصطفى باشا شجعت بعض القبائل الأخرى ، حيث يمكن أيضًا اغتصاب قبيلة ميران في بعض الأحيان. في مثل هذه الحالات ، تم أخذ ممتلكات قبيلة ميران المغتصبة من المغتصب من قبل السلطات وإعادتها إلى القبيلة.ص 93 ).
استنمرار الخط المرسوم
ليس لدى الابن، وهو مأخوذ بسلطة الأب الكاريزمية، كما يبدو،ما يغيّر في مسار علاقة الأبوَّة جهة البنوة، ليكون هو الناقل لها كأبوة تالية، إلى البنوة، بعائدها التوارثي، طبعاً، لأنه كان يعيش سطوة القوة وتمكّنها من المكان، وفي النيل من الآخرين، وذلك في ظل الأب الأعظم” الأب الإمبراطوري ” الذي يسبغ بركاته على من يستظل بظله، ويحدد له المساحة الجغرافية، التي في مقدوره الانتشار فيها، والقوة التي يستعرضها عبرها.
هذا الابن من ذاك الأب، هو ما كان يطرب له السلطان العثماني. ماالذي يخسره هذا السلطان، سوى ما لا يُعَدُّ، بالنسبة إليه خسارة، بخاصيتها المادية أو المعنوية، بالعكس، إن خسارات تمت على الأرض: في الصراعات بين القبائل ” الكردية ” دعْك من غيرها، كلّفتها الكثير في الأرواح والتكاليف، وأضعفتها جميعاً، ارتد على السلطان بما كان يبهجه، ويزيد في قوته، كما اقتضت سياستها في أهدافها العملية .
وما ذلك العهد الذي ألزم الابن نفسه به للسلطان، وبالطريقة القربانية، إلا  الدليل المباشر على رضاه عنه.
هنا، في العلاقات نبحث عن أوجه الاختلاف، فهي الوحيدة التي تضمن برؤية ما يشغل التفكير، وفي نتيجة لن تكون نسخة عن سابقتها حرفيتها، وهي صفة نافرة للمجتمع البطرياركي. وطالما أن السلطان غير مدرج في لائحة خصومات المقيم في نطاق إمبراطوريته، فلا داعي للخوف، وما عرِف به نجل زعيم ميران، هو استمراره على خطى والده في السلوكيات التي عرِف بها، كما أشير إلى ذلك آنفاً . 
إن كل ما يأتي الباحث أوجماز على ذكره يبعث على الملل ليس لأنه يفقد ” السيطرة ” على موضوعه بطابعه الاجتماعي، حيث نتعرف على المزيد من الأمثلة المتعلقة بتلك الإغارات أو الهجومات أو الغزوات التي كانت ميران تشنها على الآخرين، وتمارس تخريباً وسلباً ونهباً، ولا يلعب الكم دور المغيّر في طبيعة النظرة إلى سلسلة الحلقات، بما أن اللعبة تكان تكون نفسها، وإنما لأن هناك مطاردة لخاصية الكم، حيث اختلاف أسماء المتعرَّضين للإغارة أو القتل أو السلب، وبالعكس رداً من باب الانتقام، وكذلك الأمكنة، وكذلك الشكاوى المرفوعة إلى الجهات المعنية، لا يغيّر في بنية الجاري، كمفهوم نوعي، مع الحرص الملموس، ومن خلال طريقة المتابعة والكتابة على تجنب الغوص في بنية كل واقعة، وصلتها بالمكوّن النفسي والاجتماعي، وأصداء الدائر في الجوار، حيث نكون إزاء ما هو تراكمي، من مثل، في برقية مسجلة إلى وزارة الداهخلية  في 14 تشرين الأول 1902 (بينما هاجر سكان قرية تنيس ، المكونة من 150 أسرة ، من منطقة مكوس الفرعية ، إلى بدليس ، فقد نهبوا 500 خروف و 3 بغل وحصان من قبيلة ميران البدوية في الهضبة في ذلك الوقت… وفي 4 آب 1905 ، ورد أن زعيم قبيلة ميران عبد الكريم وإخوانه ورجال القبائل سلبوا الركاب القادمين من الموصل وأنهم سيبدأون الهجوم على الرغم من عدم وجود مشكلة…ص 94 ) وفي مثال آخر، وعبر برقية مسجلة (في 8 شباط 1913 ،.. أنه تم الاستيلاء على المنازل والممتلكات والماشية ضد سكان المدينة ” سيلفي ” وبعض الشخصيات المؤثرة في المدينة. وبناءً على ذلك ، حُكم على العديد من أفراد القبيلة غيابياً ؛ إلا أنه تم طلب العفو عن الجرائم الجسيمة التي ارتكبها هؤلاء الأشخاص. لهذا السبب ، تم تقديم هذا الطلب ، الذي قدمه إلى وزارة الحرب من قبل قائد فوج الفرسان القبلية العشرين نيابة عن قبيلة ميران ، إلى الوزير الأعظم من قبل الوزارة.ص95 ) .
ما يهم هنا، هو أن الاعتداءات تتكرر، وليس من جديد في وضع حد لها، إن من جهة السلطة وضبطها للتابعين لها، أو من جهة التابعين أنفسهم، حيث تلعب الظروف دورها، في تغيير مواقفهم مما يجري على الأرض. ولا تعود الكتائب الحميدية، إنما الداعمة لسلطة جديدة وهي التابعة للاتحاديين، لأن الخليفة عبدالحميد الثاني انتهى أمره كما هو معروف على يد الاتحاديين أنفسهم سنة1909 . والذي يواجهنا به أوجماز وهو (في عام 1925 ، اضطر نجل مصطفى باشا ، نايف بك ، إلى الفرار إلى سوريا حيث لم يتم العفو عن الحكم الصادر بحقه ، رغم أنه ساعد القوات المسلحة بإهداء طائرة للجمهورية التركية مقابل العفو عن جرائمه ضد تركيا. ثم بقي هذا الشخص في سوريا مع قبيلة ميران بعد الانتهاء من الحدود بين تركيا وسوريا. لأنه نتيجة بحثنا ، لم نتمكن من العثور على هذه المعلومات باستثناء مصدر ذكرناه…ص 97 ) . يمضي بنا إلى نقطة اللاعودة، كما هو شأن التاريخ الذي يتلقى ما يُسجَّل باسمه أرشيفياً ووثائقياً، وحيث تكون ولادة دولة جديدة، قومية العلامة قد تشكلت تحت مسمى ” الجمهورية التركية ” سنة 1924، وبصفة رسمية ، إنما الأهم والأخط في الموضوع، هو أن مصير الكرد قد تقرر كلياً، وقد جرى طيّهم طي جغرافيا أخرى تتنكر لهم سياسياً، وتاريخ يتكلم التركية المتشددة، بعد معاهدة ” لوزان 1923 “، وفي الحالة هذه لم يعد هناك من داع لأن يمضي الذين كانوا يتحركون في ركاب تعليمات الباب العالي، لأن الدور المرسوم وفي ملعب السلطة الموجهة ضدهم عملياً، قد انتهى هو الآخر بالمقابل،  وربما تبقى ذكريات المكان وهي ساخنة، ولا يعرَف كيف يمكن التفاعل معها، في وضع انشطاري وكارثي من هذا القبيل، بالنسبة للكرد، وهم إزاء بعضهم بعضاً، وفي تاريخ يسجّلهم كرداً، إنما لكل منهم ” كتابه ” إن جاز التعبير. وما يترتب على علاقة كهذه، جهة التوجه إلى المستقبل ومن يشكلون أبناء وأحفاء إزاء ما جرى ماضياً .
إن ما يمكن قراءته في بحث أوجماز هو أنه لم يمض بالبحث كما هو متطلب البحث، بالطريقة التي ضع القارىء في صورة البحث هذا، أي ما يضع المفهوم في نطاق المتغيَّر، وما يترتب عليه من تغيير في تلك النظرة البحثية والعلمية، وتأثير ذلك على الموقف مما ينبغي الالتزام به، ويكون للتاريخ شأن آخر، ولعله تقيَّد بالمخطط الذي يبقيه- ربما- في وضعية الأمان بالنسبة للسيستام ” النظام المعرفي السائد ” جامعياً، وكما هي توجهات مشرفه، إذ إن البحث لا يعرف التأطير، بمقدار ما يعرَف بمدى عمقه واتساعه بالمقابل، وعلى سبيل المثال، إن المسافة الفاصلة بين واقعة وأخرى” قتل، سرقة، نهب، حرب، غزو، اشتباك، تنقُّل ..” لا تقاس بجانبها الحسابي، إذ ما أن يحل الحساب الرحال في المضمار الاجتماعي، حتى يكتسب أو يُكسَب لحماً ودماً، مشاعر وأحاسيس، أفكاراً وتصورات، وتموضعاً تاريخياً بصيغة ما، حيث الحراك التاريخي يكون الشاهد على مدى تمتع البحث بالصفة التي ترفع من شأنه. أي حيث يتم النظر في المادة عبر توضعها في الخريطة السياسية للمنطقة وتاريخها، أي إلى جانب مجموعة القوى الأخرى المنتشرة على الأرض.
أحسب هنا أن مكاشفة من هذا النوع، وأعتبرها منطقية في ضوء المتغيّر التاريخي، ستغيّر في بنية الموضوع، أي إضفاء تغيير آخر على العشيرة نفسها وزعيمها، ففي منطقة واسعة، حيث تنعدم الحدود بين العشائر، كما هي الحدود بين الدول،وانطلاقاً من رهانات القوة، وذلك التقابل الساخن بين القبائل، وزعاماتها الأبوية، من الصعب جداً، تناول عشيرة ما، وعبر تحالفاتها العشائرية، بعيداً عن هذه الذهنية التي تكاد تصل ما بين الجميع، وفي رقعة جغرافية واسعة تلك التي تواجدت فيها عشيرة ميران في الجزيرة السورية وعلى ضفاف دجلة، وليس من حدود فاصلة بينها وسواها من العشائر الأخرى، تكون القوة ذات تصريف آخر، وربما في ضوء معاينة علىهذه الشاكلة، يكون هناك اعتبار آخر للعشيرة، في لفت الأنظار إليها من جهة، وفي صيانة نفسها، وفي الوقت الذي نجد، كما تقدَّم، ندرة في الحديث عنها ” 31 “، وهو ما يمنح البحث قيمة اعتبارية، وليس من الزاوية السلبية وحدها، كما لو أن عشيرة ميران وفي شخص زعيمها الأول مصطفى باشا، وحدها المذنبة والتي تستحق ” العقاب ” التاريخي من قبل من يعنيهم الشأن الكردي.
الاستنتاج 
يصلنا استنتاج الباحث بما أشير إليه، وباختصار في البداية، كما هو دأب الأطاريح الجامعية، وفي معْلمها التقليدي، وليس الحديث، حيث زاد مفهوم الأطروحة عمقاً وثراء محتوى:
لهذا نقرأ ( لا تزال القبائل ، التي تشكل بنية ديناميكية مهمة لدى الكرد ، تظهر كإطار تنظيمي مهم في المجالات الاجتماعية والسياسية والقانونية والعسكرية. وعلى الرغم من أن القوة والسلطة السابقة للقبائل قد تضاءلت مع عالم التحديث ، يمكننا القول أنها قوة كبيرة اليوم. وأحيانًا نرى أن أي قبيلة في منطقة ما أصبحت قوة مهمة على المجتمع الكردي. وأن شعبية مثل هذه القبائل وصلت بشكل عام إلى قوة كبيرة بفضل زعيم قبلي عظيم. وفي هذا الصدد ، يمكننا الاستشهاد بقبيلة ميران والزعيم القبلي مصطفى باشا ، الذي أوصل هذه القبيلة إلى مكانة قوية ، كمثال لمثل هذه القبائل، بدعم من السلطان . ومن خلال إنشاء أفواج الحميدية ، أراد عبد الحميد إقامة سلطة في منطقة شرق الأناضول ، وإنشاء حاجز ضد الأحداث الأرمنية وكسر نفوذ الدول الغربية في المنطقة. وفي هذا الصدد ، كان على الدولة العثمانية السيطرة على زعماء القبائل من أجل تحقيق هذه الأهداف. ولأن السيطرة على القبائل تعني السيطرة على المنطقة وأنشطة اللصوصية التي زادت نتيجة التدهور الأمني في المنطقة. ومع ذلك ، على الرغم من نجاح أفواج الحميدية في السيطرة على المنطقة ، إلا أن هذا النجاح تسبب أيضًا في العديد من المواقف المؤلمة. على سبيل المثال ، استخدمت بعض القبائل التي دخلت أفواج الحميدية السلطة التي أعطتها لهم الدولة بنوايا سيئة واستخدمتها في صراعات الهيمنة بين القبائل. أصبحت القبيلة التي حاولت إنشاء إمارة خاصة بها من خلال المشاركة في هذه النزاعات قبيلة ميران في حضور مصطفى باشا. ومن كان هذا مصطفى باشا وماذا كانت أهدافه؟ بادئ ذي بدء ، كان زعيم قبيلة. ثم كان لصاً مطلوبًا من قبل الدولة ، وأخيراً باشا في أفواج الحميدية. أعطاه المشيخة القبلية واللصوصية قوة معينة.ص 98 ).
وما يمضي إلى النهاية ( وخاصة بعد دخوله أفواج الحميدية ، فمن المؤكد أن قوته زادت عدة مرات وخرجت عن السيطرة. وبالنظر إلى أن التأثير الذي خلقته أفواج الحميدية من خلال القبائل التي شكلها الكرد في الغالب ، كان له تأثير مهم ليس فقط على شعوب المنطقة ، ولكن أيضًا على تحديد السياسات الوطنية والدولية للإمبراطورية العثمانية ، فإن مصطفى باشا كانت مشاركته في الأفواج الحميدية نقطة تحول مهمة لقبيلة ميران. إلى درجة أن هذا الوضع أدى إلى تطورات كثيرة في المنطقة في المجالات الاقتصادية والقانونية والسياسية والاجتماعية والعسكرية. ولا سيما محاولة مصطفى باشا لملء محفظته  عبر النهب والهجمات  حيث كان لها عواقب اقتصادية وخيمة. لا يمكن أن ننتهي من إحصاء الفظائع التي ارتكبها مصطفى باشا. وعلى وجه الخصوص ، فإن حقيقة عدم مثوله أمام المحكمة بسبب حقيقة أنه كان محميًا من قبل بعض مسئولي الدولة ، على الرغم من حقيقة أنه ارتكب جميع أنواع الجرائم ، تسببت في إصابات عميقة من الناحية القانونية. وعلى الرغم من أنه دفع ثمن القسوة التي ارتكبها بتقديم حياته ، إلا أن كل ما فعله كان مكسباً .ص 99 ).
ينتهي البحث بعائده الخطي، لكنه بالنسبة للقارىء، وهو ليس واحداً، ينتظر قراءته الأخرى، قراءة في قراءة ، وهكذا، ليكون للبحث الاجتماعي  تكوينه المجتمعي أكاديمياً ؟
ثمة تضييق على المفهوم، وما ذلك من إحالة الفعل البحثي وفاعله إلى المرجعية الجامعية، جهة نظامها الداخلي، وقد زُجَّ بالمثال المطروح كمادة بحثية : عشيرة ميران وزعيمها مصطفى باشا، في إطار الموضوع الموصوف اجتماعياً، انطلاقاً من مرتكزات، تخفض سقفَ التاريخ، أي كما لو أن الذي تعرض له ليس للدولة وكل المعنيين بها شأن به، كما لو أن السوسيولوجي وفي مجتمع يتحفظ على كل شاردة وواردة فيه، من الناحية السياسية والإيديولوجية، تجنباً لما لا يريد مواجهته، ولأن ” عقيدة ” النظام تقوم على الإخفاء والإعلاء: إخفاء من جرى ويجري التعتيم عليه أو تهميشه بالصورة التي تبقيه حياً بين أموات، أو ميتاً لا يشار إلى تاريخ وفاته، حال الكرد، أو إبراز ما يبقيه أهلاً للتجاهل، عبر تلفيق كل ما من شأنه تشويه صورته، وإعلاء من يتولى أمره، أو تكون له السلطة واقعاً .
في شأن عشيرة ميران وزعيمها مصطفى باشا، ثمة ضحية مزدوجة هنا: ضحية السلطة التي تنزع عنها كل ما يصلها بما هو إنساني سوي، تستأهل تسجيل اسمها في التاريخ، وضحية اسمها ومسلكها، وهي على مذبح السلطة، وهي تتحرك على حلبتها، ومضاءة من عل ٍ، ظناً منها أنها ممنوحة كامل الحرية لتمثيل ذاتها في علاقاتها بالجوار . 
إنما لا ينبغي علينا ومن منظور بحثي، وكما تقدَّم، تناولها في معزل عن القوى الموجودة على الأرض، وحين يتأكد لدينا، وبمتابعة تاريخية، أنها أثبتت نفسها من خلال هذه الفرصة، وهي ليست مقتصرة عليها وحدها، وأن الحديث عن النواقص: السلبيات، لا يجوز إبرازها وحدها، دون الحديث عن الإيجابيات، ليس حصراً فيها فحسب وإنما على صعيد التواجد الكردي في المنطقة، تلك الرقعة الجغرافية الاستراتيجية، والتي تعرف ب، ” قره جوغ “.
في العنف الذي ” ينطبخ ” باسم الدولة، وتبعاً لنوعية الرهان السلطوي، من الصعب الإحاطة بثقله النوعي والمدمر، إن لم يجر التعمق في بنيته وتتبع أوجه تحركاتها، إنه العنف الذي يتلاشى في صيغة قانون، والقانون  يسمّي سلوكياته، ومفهوم العدالة من اعتبارها الخاص، بينما الآخر: الغريب، فإن كل عنف يسمى عقاباً وجزاء في الحالة هذه، وكل إيقاع بالضحية سياسة.
تبعاً للطريقة هذه، وإلى الآن، تتعامل الدولة عبر أجهزتها وهيئاتها ومؤسساتها مع الكرد، وتحتفظ بتاريخ لا يخفي عنفه المتعدد المقامات .
هوذا العدو، ومنطق العدو طبعاً، إنما بالنسبة لمن يطمئن إلى العدو، ويسلسل له القياد في التجاوب مع منطقه، يكون المسار مختلفاً، وحساب التاريخ لا يعود واحداً. ولا شك أن العدو بمفهومه الدولتي، يحسن قراءة الماضي له ولمن يجد فيه عدواً، بصورة جيداً، وهو يرسم الخطط لمواجهة كل ما يتهدده، في حرب مباشرة، أو عن طريق سياسة ” فرّق تسد ” والتي يعرفها الكرد جيداً، وهي سياسة لا تتفعل بيد العدو تحديداً، وإنما بمؤازرة خارجية، فيكون هناك توجه إلى المستقبل، وبالمقابل، فإن الذي يقلل من شأن الدولة: العدو، ويستخف بقوتها، ويجد سهولة في الاستفادة من هذه القوة تلبية لمصالح آنية، وعلى خلفية من خصومة أهلية” كردية- كردية “، كما الحال هنا، فثمة عدم النظر إلى الماضي لمعرفة تجاربه، واستحالة رؤية المستقبل، لرؤية الصورة المنتظَرة لمن يستهين بدرس التاريخ ويقظة التاريخ وفعله، وما في ذلك من بؤس المردود، وهو بؤس لا ينفكُّ يتجدد حين تنعدم النظرة إلى مرآة التاريخ، 
وينعدم التفكير في الحاصل من موقع النقد والنقد الذاتي، لأن التاريخ ببساطة، وكما هو مقرَّر لدى المجتمعات الحية:هو تاريخ تبيّن الخطأ ومعرفة نوعه وتجاوزه بالتاريخ عينه، مع فارق الحالتين النوعي: تاريخ ما قبل الخطأ، وتاريخ ما بعد الخطأ والمعترَف به، وهو الوحيد الذي يقود إلى الاتجاه الصحيح للتاريخ والدخول فيه، وما في ذلك من فضيلة معرفة الذات. 
إن ما أثرتُه هنا، لا يخص موضوع البحث، وإنما كماً وافراً من كردنا الذين يشار إليهم تاريخياً، ولا يشيرون إلى أنفسهم، من هذا المنطلق، طالما أنهم يتعالون على أخطائهم، أو يعتّمونها، ربما أكثر من أعدائهم أنفسهم، وإلى هذه اللحظة التي يبلغ بحثي فيها نهايته الكتابية المفترضة !
هوامش : 
1-جوردي تيجيل: كُرد سوريا” التاريخ والسياسة والمجتمع “، ترجمة : محمد شمدين، دار الزمان، ط1 ، 2021، ص 159-160 .
2-د. نجاة عبدالله: الإمبراطوريات، الحدود والقبائل الكردية: كردستان ونزاع الحدود التركي- الإيراني، 1842-1932، ترجمة: د. سعاد محمد خضر،/ تقديم: إبراهيم محمود،منشورات بنكَي جين، السليمانية، 2020، ص 38.
3-من تقديمي لكتاب أصليخان يلدرم: كوردستان والحدود في القرن العشرين، ترجمه عن الكردية: إبراهيم محمود، مراجعة وتدقيق الأستاذ الدكتور عبدالفتاح علي البوتاني، منشورات الأكاديمية الكوردية، أربيل، 2016، ص 9 . 
4-كما أعلمني بذلك شخصياً الاستاذ كرم سرحدي، الذي شغل منصب مدير الأرشيف العثماني في ستانبول، لمدة ربع قرن، في إحدى زياراته إلى مركز بيشكجي للدراسات الإنسانية- جامعة دهوك، حيث أعمل فيه منذ عام 2013 .
5-كما نوّه إليه في المتن، فقد ورد بالتركية هكذا:
Mehmed Mazlum Çelik :”Bavê Kurdan” (Kürtlerin Babası) Abdülhamid’in Doğu politikası ve Hamidiye Alayları, 18-7-2020
محمد مظلوم جيليك”بافي كوردان” (أبو الكرد  Kürtlerin Babası)سياسة عبد الحميد الشرقية وأفواج الحميدية
6-أصليخان يلدرم:في مصدرها المذكور، ص 53 .
7- حسن العلوي: التأثيرات التركية في المشروع القومي العربي في العراق،دار الزوراء، لندن 1988، ص 37-38 .
قبل العلْوي، كتب ساطع الحصر في كتابه البلاد العربية والدولة العثمانية، طبعة موسعة، دار العلم الملايين، بيروت،،ط3، 1965  : كان السلطان العثماني يتمتع بسلطات مطلقة، لا يحدها أي حد.ص32.
وكذلك: كان هناك الجواسيس المربوطون برجال القصر يعرفون باسم ” الخفية “لأنهم يتجسسون على الناس خفية، وتسمى التقارير المرفوعة ” جورنال “، وكان عددهم كبيراً.. يندسون بين الناس في الشوارع والميادين، في القهاوي والملاهي، في الترموايات والمنتزهات، ويتجولون في الشوارع المحيطة بالمدارس العالية، وبقصور الأمراء، وبيوت بعض الرجال… ويقدمون التقارير السرية عما يسمعونه أو يلاحظونه من أقوال أو أفعال.ص101.
8-هاكان أوزأغلو: أعيان الكورد والدولة العثمانية” هويات متطورة… وولااءات متنافسة… وحدود متحولة ..”، ترجمه عن الإنكليزية الأستاذ الدكتور خليل علي مراد، منشورات الأكاديمية الكوردية، أربيل، ط1، 2016، ص41 . أما عن مؤلف الكتاب، فهو تركي الأصل، وهو بروفيسور وأستاذ في جامعة فلوريدا الوسطى، وله مجموعة مؤلفات وأبحاث !
9- دافيد فرومكين:سلام ما بعده سلام ” ولادة الشرق الأوسط 1914- 1922″، ترجمة: أسعد كامل إلياس، منشورات الريس، بيروت،ط3، 2001 ، ص 34 .
10- د. خليل اينالجيك: تاريخ الدولة العثمانية من النشوء إلى الإنحدار، ترجمة: د. محمد . م . الأرناؤوط، دار المدار الإسلامي، بيروت،ط1، 2002، ص 67 .
11- دونالد كواترت: الدولة العثمانية: 1700-1922م، تعريب: أيمن أرمنازي، مكتبة العبيكان، الرياض ،ط1، 2004، ص 33 .
12-د. صلاح أحمد هريدي: دراسات في تاريخ العرب الحديث،عين للدراسات، القاهرة، 2008، ص 91 .
13- ريجيس دوبريه: مذكرات بوجوازي صغير بين نارين وأربعة جدران، ترجمة: د. سهيل ادريس، دار الآداب، بيروت،ط2، 1981، ص 100.
14-إسماعيل بيشكجي: منهج العلم، ترجمه عن الكوردية وقدَّم له وعلق عليه: إبراهيم محمود، إصدارات جامعة دهوك، مركز بيشكجي للدراسات الإنسانية، دهوك، 2018، ص 163 .
15-إريك هوبزباوم: اللصوص، ترجمة وتقديم: إبراهيم محمود ” عن الفرنسية “، ومن المفترض أنه سينشر عن الأكاديمية الكردية، أربيل، مع دراسة عن اللصوصية في فضائها الكردي، ومن خلال موضوعات تاريخية واجتماعية وسياسية وفنية وأدبية .
16-MEHMET BERK :İSYAN VE İTAAT: ANADOLU””””””””DA EŞKIYA MOTİFİNİN DÖNÜŞÜMÜ
محمد بيرك : الثورة والطاعة: تحوّل الصورة في الأناضول
17- Engin Sustam :Kürt Sineması: Siyasal Zamanın Kurucu İmgesi, Dekolonyal Coğrafi Manzaralar ve Ulus-Aşırı Görünürlük*
إنجين سوستم : السينما الكردية: الصورة التأسيسية للزمن السياسي ، والمناظر الجغرافية الاستعمارية والرؤية عبر الوطنية *
18-إبراهيم محمود:عليكي بطي في الوثائق العثمانية- التركية، دار الزمان، بيروت، ط1، 2021، ص 9. 
19- Ahmet Altan :Ecdat,www.ilkehaber.com
وقد تحدثت سابقاً عن هذا الكاتب التركي الإنساني الفريد من نوعه موقفاً وعمق رؤيا في موقع ” ولاتي مه “
20- سامي شورش: الأكراد ومعوقات الفردانية، ضمن :مأزق الفرد في الشرق الأوسط، إعداد: حازم صاغية، دار الساقي، بيروت، ط1، 2005 ، ص 119 .
21-وديع جويده: الحركة القومية الكردية ” نشأتها وتطورها “،ترجمة: مجموعة من المترجمين، دار الفارابي- بيروت، دار آراس- أربيل، ط1، 2013،ص140. 
22-م. س. لازارايف وآخرون: تاريخ كوردستان، ترجمة: د. عبدي حاجي، منشورات سبيريز،أربيل، 2006، ص157.
23- ذلك ما يمكن تبينه في مراجع مختلفة، تضيء طبيعة الذهنية الكردية ورصيدها المعرفي- المكاني، كما في كتاب وديع جويده الآف الذكر، وكتاب هاكان أوزأغلو: أعيان الكورد والدولة العثمانية، المصدر المذكور،ص 113، وما بعد،وما تطرقت إليه في كتابي: العالقون في الخندق المعلق ” المدخل القبائلي إلى دراسة تاريخ كوردستان “، منشورات الأكاديمية الكردية، أربيل،2020 . 
24-ينظَر، هوكَر طاهر توفيق: الكرد ” بحوث ودراسات في تاريخهم الحديث والمعاصر “،مركز زاخو للدراسات الكردية، ط1، 2019،صص 169-171.
25- القصيدة من وضع أحمد تانيري: بديع الزمان وزعيم قبيلة ميران مصطفى باشا
Bediüzzaman ile Miran Aşiret Reisi Mustafa Paşa
وتاريخ نشرها 11 أيار 2011 . وهنا يشار إلى أن كتابة القصيدة النظمية، لا بد أنها كتِبت في ضوء ما كان شائعاً عن العلاقة هذه، وللزاوية الدينية دورها في كتابتها، كما يظهر في سياق القصيدة، وذلك في ضوء بنية القصيدة.
 26- سهيل صابان: تطور الأوضاع الثقافية في تركيا من عهد التنظيمات إلى عهد الجمهورية “1839-1990″، تحرير ومراجعة: عثمان علي، المعهد العالي للفكر الإسلامي، فرجينيا، الولايات المتحدة الأمريكية، ط1/2010 .ص 438 .
27- د. آزاد سعيد سمو: سعيد النورسي ” حركته ومشروعه الإصلاحي في تركيا 1876- 1960 “، دار الزمان، دمشق، ط1، 2008  ص 106 .
أشير هنا أيضاً، وفي هذا السياق، إلى ماجد محمد زاخوي ، وكتابه: الفرسان الحميدية، مطبعة خاني، دهوك، 2008، حيث كان للنورسي موقف إنساني، من مجازر الأرمن، وقد كان ” وكما يذكر الكاتب “: آمراً عسكرياً على قوات الفرسان الحميدية في مناطق موش، في بدايات الحرب العالمية الأولى، وقد أنقذ 1500 أرمنياً، وسلَّمهم للجيش الروسي ” ص 186-187 : وكان ذلك مؤثراً في موقفه مما كان يجري من حرب منظمة، وشعواء ومدمرة كذلك. أي بعد وفاة زعيم عشيرة ميران بأكثر من عقد زمني، وما لذلك من تأثير في تلوين صورته التاريخية والاجتماعية بالمقابل، في ضوء متغيرات الواقع . 
 ماجد محمد زاخوي: الفرسان الحميدية، مطبعة خاني، دهوك، 2008،
28-يُنظَر حول ذلك كتابي معذَّبو النور ” في التصوف الكردي “، دار تموز، دمشق، ط1، 2015،  بحث: بديع الزمان النورسي وفق أي تصوف كردي يكون ؟ صص 378-413. 
29- ينظَر، تاريخ الذهنيات لفيليب أرياس ، ضمن كتاب التاريخ الجديد” إشراف جاك غودي “: ، ترجمة وتقديم : د. محمد الطاهر المنصوري، المنظمة العربية للترجمة، بيروت،ط1، 2007 ، ص 306 .
30-وديع جويده الحرة القومية الكردية” نشأتها وتطورها “، المصدر المذكور،ص101.
وللتعمق، ينظر، باسيلي نيكيتين، وكتابه: الكرد ” دراسة سوسيولوجية وتاريخية “، تقديم: لويس ماسينيون، نقله عن الفرنسية وعلَّق عليه: د. نوري الطالباني، منشورات الأكاديمية الكردية، الطبعة السادسة والمنقحة، أربيل، 2012،الفصل السادس ” العشيرة الكردية ” صص 193-244…إلخ.
31-أشير هنا إلى أن الباحث هوكر طاهر توفيق، في مصدره المذكور، تناول هذه العشيرة في شخص زعيمها، وربطها بالقوى العشائرية الكردية في المنطقة، ينظر بحثه، في الفصل الرابع ” صص 153-194 “، واللافت هنا، ما يخص كتاب ماجد محمد زاخوي: الفرسان الحميدية، المصدر المذكور، لم يتطرق إلى هذه العشيرة وزعيمها، هناك إشارة سريعة إليها ” ص 99 ” وتعريف موجز جداً في الهامش 5، من الصفحة نفسها، وعدم ذكر مصطفى باشا وكونه حاز على لقب الباشا من السلطان العثماني، وهو يأتي على ذكر من حازوا عليه” ص87-88″، والغريب الآخر، أن باحثاً عالي المستوى في دراسته الرصينة عن الحركة القومية الكردية، في المصدر المذكور، والمكون من ” 700 ” ونيّف لم يأت على ذكر الكتائب الحميدية، وهي نقطة تاريخية مفصلية في هذا المضمار. إن روبرت اولسن في كتابه: تاريخ الكفاح القومي الكردي : 1880-1925، ترجمة: أحمد محمود الخليل، منشورات الفارابي- بيروت، آراس- أربيل، ط1،2013، هو سلط  الضوء على” الألوية الحميدية ” ودورها في إيقاظ الوعي القومي الكردي، من ناحية، وتأكيد مكانة زعماء العشائر الكردية، ممن انخرطوا فيها، ومن برزوا من خلالها، وإثبات قوتها وسطوتها للآخرين،من ناحية أخرى ينظر في الكتاب ” صص 30-43″ .
” انتهى البحث “

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

جان بابير

 

الفنان جانيار، هو موسيقي ومغني كُردي، جمع بين موهبتين إبداعيتين منذ طفولته، حيث كان شغفه بالموسيقى يتعايش مع حبّه للفن التشكيلي. بدأ حياته الفنية في مجال الرسم والنحت، حيث تخرج من قسم الرسم والنحت، إلا أن جذوره الموسيقية بقيت حاضرة بقوة في وجدانه. هذا الانجذاب نحو الموسيقا قاده في النهاية إلى طريق مختلف، إذ…

عصمت شاهين الدوسكي

 

أنا أحبك

اعترف .. أنا احبك

أحب شعرك المسدل على كتفيك

أحب حمرة خديك وخجلك

وإيحاءك ونظرتك ورقة شفتيك

أحب فساتينك ألوانك

دلعك ابتسامتك ونظرة عينيك

أحب أن المس يديك

انحني حبا واقبل راحتيك

___________

أنا احبك

أحب هضابك مساحات الوغى فيك

أحب رموزك لفتاتك مساماتك

أحب عطرك عرقك أنفاسك

دعيني أراكي كما أنت ..

——————–

قلبي بالشوق يحترق

روحي بالنوى ارق

طيفي بك يصدق

يا سيدتي كل التفاصيل أنت ..

——————–

أحب شفتاك…

لوركا بيراني

في الساحة الثقافية الأوروبية اليوم، نلمح زخماً متزايداً من التحركات الأدبية والثقافية الكوردية من فعاليات فكرية ومهرجانات وحفلات توقيع لإصدارات أدبية تعكس رغبة المثقف الكوردي في تأكيد حضوره والمساهمة في الحوار الثقافي العالمي.

إلا أن هذا الحراك على غناه يثير تساؤلات جوهرية حول مدى فاعليته في حماية الثقافة الكوردية من التلاشي في خضم عصر…

محمد شيخو

يلعب الفن دوراً بارزاً في حياة الأمم، وهو ليس وسيلة للترفيه والمتعة فحسب، ولكنه أداة مهمة لتنمية الفكر وتغذية الروح وتهذيب الأخلاق، وهو سلاح عظيم تمتشقه الأمم الراقية في صراعاتها الحضارية مع غيرها. ومن هنا يحتلّ عظماء الفنانين مكاناً بارزاً في ذاكرة الشعوب الذواقة للفن أكثر من الملوك والقادة والأحزاب السياسية مثلاً، وفي استجواب…