خالد بهلوي
ممارسة الرياضة بكل الوانها واشكالها مارسها الانسان منذ القدم لاشكّ انها من الأهمية والضرورة ان يمارسها كل شخص وابسطها رياضة المشي , الرياضة والدعوة اليها حالة صحية تعالج او تساعد على شفاء كثير من الامراض ؛ ولم ينقطع البشر عنها قديما كانت الرياضات التقليدية كالسباحة او ركوب الخيول او التنافس بالرماية أيهما أكثر دقةً وتصويباً .
كانت تمارسها كافة الشرائح والفوز لأكثرهم قوة او معرفة بفن الربح : وهذا كان المعيار ولازال. ولكن ثقافة المرحلة تحدد النوعية والرغبة العامة في الممارسة ولاشكّ الدول المقتدرة في هذا العصر تستغل الحالة الطبيعية المودعة في الكيان البشري عبر مؤسساتها لإشباع نهمها الرأسمالي في وقتٍ أصبحت الحروب تفتك بالبشر والشجر والحجر ونهب ثروات الكيانات الضعيفة لتتمتع الدول او الشركات الكبرى بالترف وبزخ المعيشة على حساب خيرات الدول الفقيرة …
يورغن كلوب مدرب فريق ليفربول الإنكليزي احسن مدرب بالعالم العام الماضي يقول :
كرة القدم مجرد لعبة لن توقف حروبا ولن تأت بالديموقراطية . نتلقى أموالا لننسي الناس همومهم ندفعهم ليصرخوا ويهتفوا حتى يهدوا ويتنفسوا فالحياة لا تتوقف على كرة جلدية مدورة.
نفرح اذا فاز منتخبنا : لكننا سنفرح اكثر ان فزنا على الفقر والجهل والظلم والاحتكار ووفرنا تعليم وصحة ولقمة عيش للفقراء والمهمشين . هنا سيكون فوزنا حقيقيا مثمرا مجديا سيسعدنا للابد.
للأسف منذ ان بدأ الاحتراف. لم تعد كرة القدم تلك اللعبة الشعبية لم تعد لعبة الفقراء رغم الملايين الذين يتابعون المباريات من شاشات التلفزة. فأصبح اللاعبين الذين يقبضون رواتبهم بملايين الدولارات والأندية التي تكسب أيضا الملايين. رياضة كرة القدم استغلتها الشركات والدول الكبرى لتكسب الأرباح من المباريات ومن الدعايات ….
مع زيادة أسعار اللاعبين ازدادت بالمقابل قيمة تذكرة الدخول لاي مباراة لأنها المصدر الوحيد لتغطية نفقات الدولة الراعية للمباريات او الأندية التي تشتري اللاعب بملايين الدولارات . لو دفعت هذه المبالغ لعالم اكتشف دواء لمرض مزمن وشافي الملايين من الناس لكان أرحم. اما اللاعب ماذا أنتج وماذا قدم للبشرية حتى يكرم بهذه الأموال.
اما الاسر التي لا تملك تلفاز او بيت وتعيش في المخيمات فهم محرومون من متابعة أي مباراة. إذا القينا نظرة سريعة على المونديال الحالي المقام في قطر ومن خلال متابعة ما نشر وكتب على شبكات التواصل الاجتماعي و حسبما نشرته الصحف بلغت تكلفة المونديال 222 مليار دولار: يقول الكثيرين لو توزع هذا المبلغ على فقراء الشرق الأوسط لاغتنوا جميعا واصبح لديهم رصيد وبيوت وتوقفوا عن التسول او البحث عن الاطعمة من براميل القمامة.
تثير التّظاهرات الرياضية اهتمام الاف الأشخاص الذين يملكون الأموال فيحضرون المباريات في ساحة الملعب.فيختصر الحضور والمشجعين على الأغنياء القادرين على شراء تذاكر الدّخول إلى الملاعب. ماذا لو سهلت الأمور ورخصت قيمة التذاكر الى قيمة رمزية ليتمكن أبناء الطبقات الفقيرة من المشاركة والحضور في استاد الملاعب مثل الأغنياء والميسورين.
للأسف تحولت الرياضة الى سلعة بيد الدول الغنية او الدول التي تملك الإمكانيات لشراء اللاعبين والأندية وتجهيز الملاعب.
من الحكمة الاهتمام بالأندية الصغيرة، وأن لا تقتصر على النجوم ذوي الرواتب الضخمة، التي تتبناها الأندية وشبكات البث التلفزيوني التي تستغل اللاعب لتنقل من خلال محطاته الإعلانات والدعايات لكبرى الشركات الرأسمالية.
الجانب الإيجابي للمونديال ملتقى للحضارات والثقافات وفرصة لتبادل المعلومات والمعرفة والخبرات من خلال هذا العرس العالمي الكبير.
لكن بالمقابل عندما يدخل الفساد والواسطة كرة القدم لتحقيق أرباح لمافيات المراهنات تفقد بذلك الكرة شعبيتها وجمالها وسحرها ورونقها.
انها معادلة رأسمالية لهذا يغيب عن المشاركة والحضور الفقراء والطبقات الوسطى فيحتكر المدرجات أولاد الطبقات الميسورة والغنية ويضطر أولاد العامة التصفيق من خلال مشاهدتهم المباراة من تلفاز بيوتهم لمن يملك تلفزيون والبعض يتابع من نوافذ المقاهي التي تعرض المباراة لانها لا تملك قيمة المشروب .