(ألوان من ذاكرتي) معرض فني فردي للفنان التشكيلي د. سيف داود في مدينة بوخوم الألمانية

نصر محمد / المانيا 
الفن التشكيلي هو قيمة جمالية نستطيع التواصل بها مثل النوت الموسيقية . لغة عالمية نستطيع التواصل عبرها وقراءتها مهما اختلفت جنسيتنا ولغتنا . 
يحملنا اللون لتأخذنا أنامله إلى تلك الأعماق، إلى رحلة الفرح و الوجع، يشاركنا الإحساس بين حنين و أشواق، لنركب موجه و لحكايته نتّبع، هو الذي بالعطاء سبّاق، لتعبرنا دواخله و لنشيدها نستمع، بين خطوطه نقطف الاشتياق، لابتسامة بريقها يسطع، فتخطفنا نحو الانطلاق و الانعتاق، سفر للروح يبهج و يمتع، هو الذي أكد أن الفن عملاق، و لكل الأذواق يجمع، ليحصد بذلك لقب الفنان عن استحقاق، و هدفه الإبداع و له يسجع، انه الفنان التشكيلي د . سيف داود
هناك علاقة قوية بين لوحته وروحه، هي ليست فقط تقنية ومزج لون، هي جزء من روح ينبثق إلى اللوحة فيستطيع الجمهور الشعور بها،
سنحت لي الفرصة في اليوم الأول لأشارك، برفقة اعضاء،من الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الكرد . سوريا امثال الشاعر والكاتب ابراهيم يوسف والشاعر علوان شفان والكاتب مروان بافى زوزان والكاتب شكري بافى زارا والفنانة الكردية روجين كدو 
يوم السبت 17 / 12 / 2022 حفل افتتاح معرض بعنوان ( الوان من ذاكرتي ) للفنان التشكيلي د. سيف داود في مدينة بوخوم الألمانية .
وفي اليوم الثاني قمت بزيارة المعرض برفقة زوجتي وابنتي .
 لفتت انتباهي وجذبتني لوحات واعمال الفنان المميزة . اسلوبا ومضمونا كجزء، من رسالته ومسيرته الفنية 
وجدت في لوحاته المؤثّرة نوعًا من التحدّي ورسالة من بقوا، يصوّر بريشته معاناة شعبه الكردي . واتسم المعرض بالذوق الرفيع في اختيار الألوان وفي ايصال رسالة معينة مجسدا الجمال في ابهى صورة 
فيما يتعلق بالفن التشكيلي يقول د . سيف داود لا انتمي الى اي مدرسة فنية . لدي اسلوبي الخاص في رسم لوحاتي حيث اترجم معاناة شعبي في لوحاتي . 
بدأ الفنان التشكيلي د. سيف داود مشروعه الفني بدراسة المعاناة الانسانية ولجأ للتعبير عنها بأستعمال تقنيات والوان مختلفة . 
وشارك بأكثر من 20 لوحة في هذا المعرض بأحجام مختلفة صغيرة ومتوسطة وكبيرة . وذلك ضمن توزيع فريد للألوان . 
ماركريت حمي وهي من احدى زوار المعرض حدثتنا عن انطباعها قائلة : 
معرض جميل تحدثت مع اشخاص عبر لوحات الفنان سيف داود صديق العائلة .
تفاجئت حقا بمقدار الجمال الذي يملكه هذا الفنان . كانت لوحاته توحي برسائل دافئة ولوحات اخرى ملونة بألوان تبعث المتعة 
والأرتياح لدى رؤيتها . لست جيدة بالتعبير عما هو في داخلي . لكنني اقول انا سعيدة جدا بهذا المعرض الرائع . 
وبدورها اشارت السيدة Dorte Huneke رئيسة جمعية IFAK
وهي جمعية الأطفال متعددي الثقافات والهجرة الشبابية في مدينة بوخوم الألمانية 
الى ان الفن رسالة حضارة انسانية . لكل منا اختصاصه ووظيفته التي يقدمها . 
لكن يبقى للفنانين الدور الأسمى في تجميل الحياة واكدت السيدة
Dorte  
 ان الجمعية كانت وماتزال حاضنة لأي مبادرة فنية ابداعية تظهر موروثنا الثقافي المعرفي على حقيقته 
د. سيف داود فنان تشكيلي كردي سوري ، كائن مهووس بالألوان، ومن يتابع تجربته التشكيلية يلفت انتباهه إيمانه جماليا محبة الحياة ونبذ العنف،
وعلى هامش معرضه الفردي المقيم في مدينة بوخوم الألمانية 
قال الفنان التشكيلي د. سيف داود 
ان لكل فنان رسالة يؤمن بها وقضية يناضل من اجلها .فانا رسالتي تظهر للعيان . من يتابع تجربتي التشكيلية والتي مفادها زراعة الجمال وحب الحياة ونبذ العنف وغرس، ابجديات الفن التشكيلي في نساء، ورجال الغد .كما اعمل على تنمية الذوق الفني 
والرقي بثقافة اللون والشكل . 
وايضا قال : 
تعمدت في اغلب لوحاتي لا كلها ان اخفي ملامح الوجوه وارسمها من الخلف كي لا يظهر الوجه تاركا بذلك لخيال المتلقي ان يشاركني ان لم يكن في انجاز اللوحة . فعلى الأقل في قراءة 
وتخمين مااريد ايصاله وتمريره من رسائل . هذه هي شخوص لوحاتي روحا وفكرا ومعاناة .
في الختام .. الفنان التشكيلي سيف داود من مواليد القامشلي 1960 .درس في مدارسها وحصل على الشهادة الثانوية عام 1978 . واكمل دراسته الثانوية في دمشق عام 1982 . حصل مؤخرا على شهادة الدكتوراة في الهندسة البترولية ويعيش حاليا في المانيا . 
من الجدير بالذكر أن الفنان المبدع سيف داود بذل جهود واضحة على المعرض وساهمت في نجاحه 
ملاحظة .. يستمر المعرض لغاية يوم الخميس 22 / 12 / 2022

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

 

فراس حج محمد| فلسطين

تتعرّض أفكار الكتّاب أحياناً إلى سوء الفهم، وهذه مشكلة ذات صلة بمقدرة الشخص على إدراك المعاني وتوجيهها. تُعرف وتدرّس وتُلاحظ تحت مفهوم “مهارات فهم المقروء”، وهذه الظاهرة سلبيّة وإيجابيّة؛ لأنّ النصوص الأدبيّة تُبنى على قاعدة من تعدّد الأفهام، لا إغلاق النصّ على فهم أحادي، لكنّ ما هو سلبيّ منها يُدرج…

عمران علي

 

كمن يمشي رفقة ظلّه وإذ به يتفاجئ بنور يبصره الطريق، فيضحك هازئاً من قلة الحيلة وعلى أثرها يتبرم من إيعاقات المبادرة، ويمضي غير مبال إلى ضفاف الكلمات، ليكون الدفق عبر صور مشتهاة ووفق منهج النهر وليس بانتهاء تَدُّرج الجرار إلى مرافق الماء .

 

“لتسكن امرأةً راقيةً ودؤوبةً

تأنَسُ أنتَ بواقعها وتنامُ هي في متخيلك

تأخذُ بعض بداوتكَ…

 

محمد إدريس *

 

في ذلك المشهد الإماراتي الباذخ، حيث تلتقي الأصالة بالحداثة، يبرز اسم إبراهيم جمعة كأنه موجة قادمة من عمق البحر، أو وترٌ قديم ما زال يلمع في ذاكرة الأغنية الخليجية. ليس مجرد ملحن أو باحث في التراث، بل حالة فنية تفيض حضورًا، وتمنح الفن المحلي روحه المتجددة؛ جذورٌ تمتد في التراب، وأغصانٌ…

 

شيرين الحسن

كانت الأيام تتسرب كحبات الرمل من بين أصابع الزمن، ولكن لحظة الغروب كانت بالنسبة لهما نقطة ثبات، مرسى ترسو فيه كل الأفكار المتعبة. لم يكن لقاؤهما مجرد موعد عادي، بل كان طقسًا مقدسًا يُقام كل مساء على شرفة مقهى صغير يطل على الأفق.

في كل مرة، كانا يجدان مقعديهما المعتادين، مقعدين يحملان آثار…