لاليه*… نشوةُ الماضي

نارين عمر

لاليه…
الكلُّ لفهُ إعصارُ
الرّحيلِ
وَحْدكِ باسِقةُ الأفقِ
تهندسينَ فسيفساءَ
ديريك
أناملُ النّسيجِِ
ما زالتْ تتراقصُ
بين خفقاتِ ذاكرتكِ 
نشْوى
تغزلينَ تأوّهاتِ مَنْ عَبَروا
مثلكِ أبْجَدية الآلامِ
لعلّني أرى كيفَ تنسجينَ؟!
قمو دينى
تتربّعُ عرشَ الحكمةِ
مَن ْيرشقها
بمسّ الجنونِ؟!
كرى…
تعي طنْطنةَ ثغْرِكمْ
ها هي تلوّحُ بمهراس
الأمان.
درو دينو…درويش
مَنْ يترنّحُ في محرابِ
الجدّ…فليتفضّل.
رحيمة…
نعم…هبّتْ عليها نسائمُ
الأربعينِ
اخْتلسَتْ منْها
ثمرةَ المسيرِ
ملك…
ما زالَ يجرّ عربة إيليا
يصيحُ على عرضٍ سينمائيّ.
آهٍ أمينة*…
تتماوجُ زرقة عينْيكِ
في غيثٍ زمرّدي الخَفايا
حين تتعالى إلى مجاهل الغيب
تتذكرين أبي
وأمّي أيضاً
لا أخفيكَ سرّاً
غيرة مجنونةُ الهويّةِ
تهزّني في هذه
اللحظاتِ
أنْعشتكِ همساتهما
أكثرَ منّي
لفحَتكِ لمساتُ حنانِهِما
أكثرَ منّي
أمّ سيامند*…
كلّما نقشتْ شفتاكِ
قبلة على يدي
على جبيني..يلّفني معها
نبضٌ سكران
بعبقِ الطّفولةِ
أنينُ الصّاجِ
موبوءٌ بنفثاتِ
 السّيركه
رحيقُ الجبنِ واللّبن
الرّائقين
يفوحُ من خفتان
 الكوجرياتِ
بعدما تلاعبه طرائِفهُنّ
وضَحِكاتهنّ
أتسْكركِ النّشوةُ أيضاً؟؟!
نعم…أعي ما تقولينَ
 الإيماءُِ؟!
أنتِ ملكةُ الإيماءِ
أمامَ صَمْتِكِ
تخْشعُ ومْضاتُ
النّطقِ والتّصوير

.—–
*-لاليه ( lalê): الخرساء.
*-أمينة: هو اسمها الحقيقي.
*-سيامند:اسم ابنها البكر.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

ادريس سالم

 

«إلى تلك المرأة،

التي تُلقّبُني بربيع القلب..

إلى الذين رحلوا عني

كيف تمكّنْتُ أنا أيضاً على الهروب

لا أريدُ سوى أن أرحلَ من نفسي…».

يفتتح الشاعر الكوردي، ميران أحمد، كتابه «طابق عُلويّ»، بإهداء مليء بالحميمية، ملطّخ بالفَقد، يفتتحه من قلب الفَقد، لا من عتبة الحبّ، يخاطب فيه امرأة منحته الحبّ والحياة، لقّبته «ربيع القلب». لكن ما يُروى ليس نشوة…

علي شمدين

المقدمة:

لقد تعرفت على الكاتب حليم يوسف أول مرّة في أواخر التسعينات من القرن المنصرم، وذلك خلال مشاركته في الندوات الثقافية الشهرية التي كنا نقيمها في الإعلام المركزي للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، داخل قبو أرضي بحي الآشورية بمدينة القامشلي باسم ندوة (المثقف التقدمي)، والتي كانت تحضره نخبة من مثقفي الجزيرة وكتابها ومن مختلف…

تنكزار ماريني

 

فرانز كافكا، أحد أكثر الكتّاب تأثيرًا في القرن العشرين، وُلِد في 3 يوليو 1883 في براغ وتوفي في 3 يونيو 1924. يُعرف بقصصه السريالية وغالبًا ما تكون كئيبة، التي تسلط الضوء على موضوعات مركزية مثل الاغتراب والهوية وعبثية الوجود. ومن المميز في أعمال كافكا، النظرة المعقدة والمتعددة الأوجه للعلاقات بين الرجال والنساء.

ظروف كافكا الشخصية…

إبراهيم اليوسف

مجموعة “طائر في الجهة الأخرى” للشاعرة فاتن حمودي، الصادرة عن “رياض الريس للكتب والنشر، بيروت”، في طبعتها الأولى، أبريل 2025، في 150 صفحة، ليست مجرّد نصوص شعرية، بل خريطة اضطراب لغويّ تُشكّل الذات من شظايا الغياب. التجربة لدى الشاعرة لا تُقدَّم ضمن صور متماسكة، بل تُقطّع في بنية كولاجية، يُعاد ترتيبها عبر مجازٍ يشبه…