ساعةٌ من أجلِ تلكَ الشّاعرة

فراس حج محمد| فلسطين

ساعة تكفي لصُنْع قصيدةٍ ولهى
لشاعرةٍ تربّي بيديها آلهةَ اللغةْ
لتولدَ عاشقةْ
تنمو على شفتَيْها وردةً
تحبو على راحتَيْها أخيلةً فريدةْ
تعلو على قبّتين على صدرها
وتعلنُ أنّني السطر الأخيرُ
الحكايةُ كلّها
ساعة تكفي لأغسل سِفْر أخطائي القديمةِ
أصواتَ النساءِ في أذنيَّ
طقوسَ الأخريات في القصص الأثيمةْ
إيقاعَ اختيار تنزُّهي على فخذيْنِ مكتنزين في نهارات المدينةْ
ساعة تكفي لتضيئني امرأةٌ وتضيء لي برائحة الحبِّ
امرأةٌ مجدولة مِ (الما وراءِ)
شاسعةٌ فيّ كأنّها المدى
تقوم مثلي على الوقتِ المكثّف بالجمالِ
الفكرةِ المحتدمةْ
بذكاءٍ نادرٍ تضحكُ لي
لتحملَني إليها في موعدٍ حافلٍ
بالومضةِ القادمةْ
ساعة تكفي لأدسّ هذي القصيدةَ في القلبِ
هارباً من لوعة الشوقِ
جمرِ القبلة الهائمةْ
تنحلُّ الساعةُ في جسدي
ستينَ دقَّ دقيقةٍ في غَمرةِ الثانيةْ

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم أبو عواد / كاتب من الأردن

تَتميَّز الرُّوحَانِيَّةُ عِندَ الكاتب اللبناني الأمريكي جُبْرَان خَليل جُبْرَان ( 1883_ 1931 ) بِعُمْقِها الفَلسفيِّ، وقُدرتِها عَلى تَجاوزِ الماديَّاتِ ، والتَّعبيرِ عَن الحَنينِ إلى مَا هُوَ أسْمَى وأرْقَى في النَّفْسِ البشرية . وَهُوَ يَرى أنَّ الرُّوحَانِيَّة لَيْسَتْ مُجرَّد شُعورٍ أوْ طُقوسٍ تقليدية ، بَلْ هِيَ حالةُ وَعْيٍ مُتكاملة…

ابراهيم البليهي

من أبرز الشواهد على إخفاق التعليم الذي لا يقوم على التفاعل الجياش عجزُ الدارسين عن اكتساب السليقة النحوية للغة العربية فالطلاب يحفظون القاعدة والمثال فينجحون في الامتحان لكنهم يبقون عاجزين عن إتقان التحدث أو القراءة من دون لحن إن هذا الخلل ليس خاصا باللغة بل يشمل كل المواد فالمعلومات تختلف نوعيا عن الممارسة…

خلات عمر

لم يكن الطفل قد فهم بعد معنى الانفصال، ولا يدرك لماذا غابت أمّه فجأة عن البيت الذي كان يمتلئ بحنانها. خمس سنوات فقط، عمر صغير لا يسع حجم الفقد، لكن قلبه كان واسعًا بما يكفي ليحمل حبًّا لا يشبه حبًّا آخر.

بعد سنواتٍ من الظلم والقسوة، وبعد أن ضاقت الأم ذرعًا بتصرفات الأب…

خوشناف سليمان

لم تكن الصحراء في تلك الليلة سوى صفحة صفراء فارغة. تنتظر أن يُكتب عليها موتٌ جديد.
رمل يمتد بلا نهاية. ساكن كجسدٍ لا نبض فيه. و الريح تمر خفيفة كأنها تخشى أن توقظ شيئًا.
في ذلك الفراغ توقفت العربات العسكرية على حافة حفرة واسعة حُفرت قبل ساعات.
الحفرة تشبه فمًا عملاقًا. فمًا ينتظر أن يبتلع آلاف البشر…