شاعرُ غده، أي ملا أحمد بالو، وكتاب «شهنامه الكرد: اجتماع الخالدين» قسم أخير

إبراهيم محمود
إضاءات حول شهنامه الكرد
يشار إلى أن الذي حفَّز بالو على كتابة شهنامه الكرد، هو رؤيته لكتاب، بالمصادفة، في يد أحدهم، حيث كان في إحدى المكتبات، وبعد سؤاله عن الكتاب المحمول، يريه، فيتصفحه، ويردّه إلى حامله، وهو يقول:
أهذا كتاب،أستطيع أن أؤلف كتاباً أفضل منه !
ويقال أنه لزم بيته شهرين متواصلين، وبعدها خرج إلى الناس ليقول عن أنه أعد كتاباً . ص 32 .
أي هذا الكتاب الذي يحمل اسم ” شهنامه الكرد “!
طبعاً لا يجب أن يؤخَذ بكل ما يقال، بسهولة، وفي مثل هذه الحالات، ومن باب التوثيق، خصوصاً، حين نعلم أن الكتاب الذي استخف به بالو، هو ” رسالة الغفران ” للمعري ” ص 32 “. وهذا يضعنا في مواجهة أكثر من سؤال عن حقيقة ما تفوَّه به شاعرنا، وهو في تلك المكتبة، وما إذا كان قد رأى الكتاب لأول مرة، والكتاب هذا ذائع الصيت، ومن ناحية أخرى، ما إذا كان قد قال ذلك بالفعل، وما في هذا الحكم من تجنّ واضح، وربما تقليل من مكانة بالو الذي جرى التعريف به بأنه ذو عقل راجح، وحكْم من النوع المذكور، يناقض ما قيل فيه .
لاحقاً، نعلَم أن كتابه شهنامه الكرد، ربما يكمّل مسيرة كردستان وسيرتها، الكتاب الذي يشكل إطلالة جغرافية وتاريخية كردستانية، وما في ذلك من تذكير بآخرين، مثل ( جلبي، خيالي، ثابت ..ص 33). 
وهنا أنتقل إلى فقرة ” محتوى الكتاب ” من باب الإيجاز،وهو المهم، بغية أخذ فكرة عنه:
شهنامه الكرد: اجتماع الخالدين، مؤلف لافت بحجمه، باللغة الكردية ” الكرمانجية ” وموضوع وفق القواعد العروضية الكلاسيكية في الوزن والقافية..ص 37 . 
وما يُذكر، هو ذلك التقابل بين شهنامه بالو وشهنامه الفردوسي، حيث يقلد الفرودوسي في بعض حالاته، وهناك أكثر من مثال، ومن ذلك، ما قاله بالو مقابل نظيره القديم الفردوسي:
أفضل لنا أن نموت تباعاً الواحد إثر الآخر بدلاً من أن نسلّم الوطن للعدو.ص 39 .
وكما أن الفردوسي في الشهنامه، عرَّف بالترك والعرب، هكذا عرَّف بالو بالمقابل بأعداء الكرد، مثل الترك، الفرس، والعرب، بصيغة ميثولوجية، مثل الذئب، الحية، زهاك، والتنين، في شعره..ص 41 .
وفي الوقت نفسه، مثل سالفه انتقد بالو شعراء العصر السابق عليه، حيث إنهم لم يهتموا بقضايا مثل الحرية، الاستقلال،الوطن، قضية القومية الكردية، في موضوعات وأبحاث أخرى كردستانية  . ص 43 .
ويشار كذلك، إلى أن بالو انتقد شاعراً مثل فقي طيران،لأنه عرِف بأنه شاعر الطبيعة والحب، ورأى أن الأهم هو التفرغ لقضية الشعب والقومية الكردية..ص 44 .
طبعاً، مثل هذه الانتقادات من شاعر في العصر الحديث، لا يؤخَذ بها في سياقها التاريخي والاجتماعي، جرّاء الفارق الزمني الكبير بينهما، وما في ذلك من تحميل وزر، وإخراجه من سياقه التاريخي والثقافي،، وما يخص مفهوم القومية بطابعها الاجتماعي والمدني، وليس لأن التصور الديني هو الذي ساد عصر شاعر مثل فقي طيران، وكان مداده الأبرز، وبذلك، فإن عاطفية بالو هي التي تعايَن هنا، وليس قراءته التاريخية التي لا تأخذ مكاناً سوياً لها، إن جرى النظر فيها انطلاقاً من متغيرات العصر.
ماالذي يفسّر مثل هذه القفزة فوق التاريخ؟ إنها غصة التاريخ، الخيبة، والإحباط من الجاري. وللمؤثر السياسي دوره في توجيه تصور عاطفي وبلغة الشعر لديه، حيث إن ( بالو في عصره اهتم بأحداث ووقائع سياسية، قومية كانت، أم دولية، وهذه النقطة كثيراً ما استعملها في كتابه هذا. ص 45 ) .
وثمة نقطة أخرى، وهي حيوية، وقد شغلت شعراء عصر بالو وأدباءه، وتتمثل في التقسيم الحدودي بين تركيا وسوريا، وكيف حرّم الكرد من كيان سياسي، وحيث كررها كثيراً في كتابه ” ص 45 “
وفي السياق نفسه، يشير إلى تلك التحالفات الدولية والتي تكون الغاية منها، كيفية النيل من الكرد، كما في حلف ” سعد آباد ” ص 47 “.
ومن هذا المنطق، كان نداؤه الموجه إلى عموم وجهاء الكرد في أجزاء كردستان الخمسة ليتحدوا، ويحصل اتفاق فيما بينهم ” ص 48 ” 
ويرى أن ما يناسب الكرد في إدارة أمورهم هو تواجدهم في نظام جمهوري ” ص 48 “
وفي سياق الاهتمام بكل ما يشغل الكرد، ويهمهم، يكون للشعراء الكرد وزنهم، حيث يشير إليهم بالو، كما في حال( حاجي قادر كويي،بيكس،هجار مكرياني، وجكرخوين..” ص 52 ” 
ولكي تتضح صورة الكتاب أكثر، ثمة نقطة مهمة، جديرة بالتذكير، وهي أن بالو لا يكتفي بكيل المديح للكرد، أو نقدهم، أو إعطاء معلومات عنهم،إنما يقدّم وجهة نظر بخصوص القوميات والشعوب المجاورة ، ومثال ذلك، أسماء عشائر كبيرة للسريان، مثل ” كشيش دناخ، كشيش توماريس ومور أفرم…” ص 53 “. 
وأخيراً وليس أخيراً، يشير بالو إلى الانتفاضات الكردية، وبلغة الشعر( لهذا نقول عن أن هذا الكتاب الثمين الذي بين أيدي القراء، يشكل مصدراً مهماً في عِداد التاريخ الكردي. ص 55 ).
وماذا عن إيقاع الكتاب ؟
هناك تقريظ للكتاب من جهة الإيقاع،وقد جاء مختلفاً، متميزاً، في خياله المنسوج، تاركاً ما هو كلاسيكي وراءه، ولهذا، وكما يقول المعدون، أنه منبن ٍ على أساس أوبرالي ” ص 57 ” .
بالو، كما يلاحَظ في أسلوب الكتابة عن مؤلفه، يمزج بين ما هو خيالي وواقعي جهة أبطاله ومقداميه، مثل ” سَرْوَر،بَرْدَر، جفدر، بلش، سركيش، زيروان، سركار، قهرمان، دربان، شِير،دلاور، ريبَر،ميفان، دَبير، بردَف،، تَكان، بيزي، فواد…إلخ . “ص  58 “.
إنها أسماء لها دلالاتها على صعيد المعنى، وجِهة التمثيل المكاني والزماني بالمقابل. وما يرافق كل ذلك من إيقاعات موسيقية ملحمية الطابع، تجاوباً مع البُعد الرمزي والاعتباري لمؤلَّفه الواسع المدى .
وما يعزّز مكانة الشاعر بالو، هو أنه يقيم علاقة مع شعراء الكرد الكلاسيك، ويقتبس منهم أحيانا، كما في حال ” مم وزين ” أحمد خاني ” ص 60 ” .
لغة المؤلَّف وأسلوبه 
هذا يمضي بنا إلى معرفة نوع لغة المؤلف وأسلوبه، ذلك مهم، للربط بين مختلف العناصر التي تكون جملة الكتاب أو عموم الكتاب، أو مجتمعه، إن جاز التعبير. إذ إن المعروف هو أن ( كل مجتمع يتميز بمجموعة عوائد وعلاقات حيث يعرَف بها، إلى درجة الدخول في الحرب مع الشعوب والقوميات الأخرى، لحماية تلك العوائد والعلاقات، لهذا تكون تلك العوائد والقيم الرمزية خاصة بالمجتمع . ص 63 ). 
لهذا، نجد أن بالو، مثل الفردوسي، لم يستعمل كلمات ذات أصل عربي، إذ بالرغم من أن بالو كان يقيم ضمن حدود دولة عربية ” سوريا ” وفي مدرسة تعلّم بالعربية ، لكن أغلبية مفرداته وردت بالكردية ” ص 63 “.
ويظهر أن بالو كان يمارس ذلك النضال وهو يكتب مؤلَّفه، كما هو معلوم تحت وطأة نظام البعث، حيث كان ظهور مؤلفه هذا ” ص 64 ” 
وما يفيد في هذا الشأن، أنه استقى مفرداته من منابع كردية مختلفة في جهاتها ولهجاتها: جولِك، نصيبين، جزيري، قاميشلو، وهكار، وبأسلوب حِرَفي في أشعاره ..دون نسيان ذلك المزج بين كرديته الكرمانجية والزازاكية بالمقابل ” ص 65 ” وما في ذلك من تعميق أثر الإيقاع والمعنى في نسيجه الأدبي . 
ماذا يُستنتَج من كل ذلك؟ ( يُلاحَظ أن بالو وسط الكرد يعطي أهمية للغة، حيث يتحدث عن الوضع الكردي الثري باللهجات، لهذا، يعني أن موضوع المعيار في الكردية، يقابل نموذج الدول العربية، والتي تتكلم بلهجات مختلفة، وتقدّم حلاً، حيث إنهم أنفسهم يعيشون وسط لهجات مختلفة، بوجود لغة مشتركة . ص 65  ) . 
وهذا ما يضفي قيمة تاريخية وجمالية وقومية على عمله، كما هو المقروء في هذا الجانب، أي إن ( اللغة التي اعتمدها في عمله لها دور ظاهر، وبمقدار ما يكون هناك تواجد لشفاهيات ولهجات كردية مختلفة أيضاً، فإنه أخذ بخصوصية الوحدة الكردية، بصورة ناجحة، ونقلها إلى الورق، وأبرز خصوصية اللغة هذه في عمله. ص 66).
وبغية توضيح يخص طريقة إعداد هذا العمل/ المؤلَّف ومنهجه، وعلامات أخرى، ثمة نقاط استنادية لقراءة العمل:
هناك جهد ملموس في إعداد هذا العمل، كما هو مكتوب، من ذلك، وكان القصد منه، كيفية إخراج عمل بالو بالشكل الأفضل.  ويظهر أن القائمين عليه لم يقوموا بهذا الجهد دون تخطيط منهجي، تمثَّل في كيفية نقل الأثر المكتوب بحرفه العربي إلى الحرف اللاتيني، والأمر الثاني، وهو شاق كذلك، كما يبدو، حيث إن العمل كان موزعاً على دفترين لدى شاعرنا، وفي السياق نفسه، كانت هناك حواش وشروحات معان. وهذه بالمقابل، تعامل معها بالو بطريقتين، جهة إعطاء المفردات المعنى الحقيقي، وأحياناً بالمعنى المجازي ، وبغية تسهيل عملية القراءة، جرى نشر هذه المفردات القاموسية، وكل ما يخص أسماء جغرافية، وأحداث سياسية، واجتماعية.. في القسم الأخير ” نهاية الكتاب هنا “.. وقد تكررت أحداث في القسم الثاني، حيث كانت في القسم الأول، وكان هذا يقلل من قيمة العمل، فكان هناك عدم نشر ذلك، إلى جانب إعطاء مكانة لتلك الشخصيات التاريخية، السياسية، والأدبية، إلى جانب أسماء الأمكنة والنواحي ، بحيث تشكَّل أرشيف في هذا المقام ” ص 67-68 “
مؤكدٌ أن عملاً بهذه النوعية، يتطلب جهداً موازياً لمحتواه ومبناه، وهو ما نتلمسه في المظهر العام للكتاب. 
وفي السياق نفسه، هناك معلومات جرى تثبيتها بصدد تلك الشخصيات الميولوجية والتاريخية الزعاماتية قبل الإسلام، الميدية- الإيرانية، إلى جانب الحضارات السابقة على الإسلام، مثل كياني، بيشدادي، خالدي، لولي، بالتوازي مع إضافة معلومات تخص أسماء الملوك والأبطال الميثولوجيين، من أمثال كيخسرو، فريدون، كاوا الحداد، ، رستم زال، وديسم الكردي…ص 68 .
وهناك ما يؤسَف له، جهة الحالة المزرية التي كان عليها هذا العمل في أساسه، حيث كان النسخة الوحيدة لدى بالو، ولم يجر استنساخها، فكان فيها ما اهترى، وفيها ما تعرَّض للبلل ” قرابة أربعين صفحة “، وفي جانب أخرى للقطع، وأحياناً محو بعض الكتابات، وقد كتبت ملاحظات حول ذلك في مواضعها..ومن جهة التعامل مع الأبيات، يظهر أن كان هناك نقصاً أو خللاً في بعض الأوزان أو المفردات، فجرى ضبطها بإضافة ما يلزم…ص 69 .
وهناك عائق آخر، كما يظهر واجه المعدّين، تمثّل في كيفية نقل تلك المفردات المكتوبة بالعربية، وهي كردية، ووضعها بالكردية ” بحرفها اللاتيني ” ليس بالأمر السهل، كما في مفردة ” بهشت ” لدى الشاعر، والشعراء الكرد الآخرين، سوى أن نقلها إلى الكردية، بحرفها اللاتيني كتابة، ثمة أكثر من صيغة:
Bihişt,behişt,buhuşt, beheşt..
وما هو معروف، أن هذه التهجئات مستعملة شفاهة لدى الكرد ..ص70 .
وتالياً، أشيرَ إلى محاولة إخراج الكتاب بالصورة المثلى التي استطاعوها، مع ما جاء تقديماً للكتاب، من سيرة حياة موجزة ، وغير ذلك من التوضيحات والإضاءات لحياته وأعماله وهذا العمل..ص 71 . 
وبدءاً من الصفحة ” 73 ” يبدأ الجزء الأول” اجتماع الخالدين “
وهنا أنوّه، إلى أن قراءة العمل ليست يسيرة، إنما يجري تذوقه بالكردية، حيث الوزن وتلك العلاقات بين المفردات الدالة، وهي في إيقاعاتها الموسيقية، ومسار الحوار، بدءاً من التركيز على الاجتماع، وكيف يجب أن يكون، كما يشدد بهلوي على ذلك، ويتجاوب معه جفينداري، بدءاً من صفحة ” 75 ” تأكيداً على أهمية المحتوى، والغاية المترتبة على هذا العمل من قبل الشاعر. 
الشاعر لا يدخر جهداً في إبراز عراقة أسماء شخصياته الكردية في الأصل، كما في حال بهلوي المعروف لديه بأصله الكردي، ونأيه عن فعل ما هو مؤذ، وهو ما يأتي بَروَر على وصف عظمته..ص81 .
ومن يتابع الحوار الدائر ونسجه لنص العمل، يتلمس هذه الحميمية الفاعلة فيه، كما في مخاطبة برور، جهة الترحيب به في بدء الاجتماع:
جئت أهلاً أيها الأخ  كيف أصبحت برور وسط الشكوك والمضايقات..
فيأتي التوضيح، أنه ما كان له أن يصبح برور من دونه ، أي بهلوي.
ليكون هناك ، تالياً، السؤال عن حقيقة اسمه ” بهلوي “ليأتي الجواب على أنه كردي، وزازاكي وآري، وهو معروف بالشجاعة والبسالة في الحرب..ص 83 . 
والذي أستطيع قوله، هو أنه من المستحيل بمكان تتبع هذا الحوار من بدايته إلى نهايته، لأن هناك تاريخاً ضمن تاريخ: تاريخ ما حاول بالو إظهاره، وتأكيده، وتاريخ ما هو مسطور، تبعاً لقراءته وقناعته، كما في حال إبراز بهلوي على أنه من كرد زازا، وما يثير ذلك من أسئلة لدى قرائه، وسوى ذلك من المسائل التاريخية، ومدى دقتها، أي حيث يختلط الجانب التاريخي، وهو المهم أساساً، بالجانب الشعري، الذي جاء في خدمة الأول، ومن هنا، أستطيع التوقف عن المتابعة، وأترك عملية القراءة، بعد الذي حاولت إظهاره في الفقرات السابقة، أي حيث ينحصر العمل في هذا الجزء، بين ص : 73- 460 . ليبدأ الجزء الثاني ، من الصفحة ” 461 “، إلى الصفحة ” 663 ” وتحت عنوان مجتمع الخالدين والثورات الكردية، ولا بد أن قراءته المركزة تتطلب متابعة جامعة بين كيفية تذوق المسطور شعراً وورود المكتوب تأريخاً، وكيفية التفاعل معه في عملية المزج هذه.
ويلاحَظ، أن إضافة قسم تحت عنوان ” بعض الثورات الكردية ” : صص665-742 ، تثير تساؤلات بالمقابل، جهة طريقة التعامل معه، وكيفية قراءته في سياق سابق، وهو شعري وبطابع ملحمي كذلك. ويدءاً من ثورة 1607، ص 667- وصولاً إلى حركة إيزدين شير، ص642، وقد انمحى المسطور، تحت تأثير الرطوبة أو التلف.. وما شابه ذلك . 
وما يردُ في النتيجة، حيث يجري التأكيد على أن التاريخ وكل ما يخصه من أدبيات أساس وجود شعب، حيث يحاول الشعراء المزج في إبداعهم بين ما هو صريح وما هو مضمر، وبعقلانية اجتماعية، سياسية وثقافية ..ص 745..
ولنجد أنفسنا إزاء ما يشبه الإقرار بحقيقة هذا العمل، وفي عدة نقاط:
اعتباره عملاً قومياً وملحمياً.
وقوياً من الناحية الفنية والأدبية.
ويتضمن أحداثاً وتاريخاً كردياً، بالتوازي مع إعطاء معلومات موسعة حول الشخصيات الكردية والكردستانية المؤثرة .
وإظهار، أن كردياً زازاكياً، عندما يتعلم الكردية الكرمانجية، يستطيع الإبداع في هذا المجال، وبالعكس .
وإن كان الشاعر معروفاً بجانبه الديني، فإنه يستطيع أن يكون مثقف شعبه .
وفي مقدور العمل أن يُقرأ بطابعه الأوبرالي وتقديمه للمسرح ..ص 747 . 
وتالياً، هناك المصادر” صص 749-750 “، ومن ثم قسم القاموس ” صص 751-768 ” وهو في تسلسله الألفبائي، وأظنه يغْني الأثر، ويفيد قارئه، حين التزود منه .
وإذا كان لي من كلمة أقولها، فهي أنني اكتفيت بتقديم العمل من خلال النقاط السابقة، ومحاولة تسمية ما هو موجود، تاركاً ما هو مهم، وجدير بالقراءة، ومنحه الوقت الكافي لقراءته للتعرف عليه، وأرى أنه في كل عملية قراءة، سيكون هناك الجديد على صعيد المعلومة التاريخية وغيرها، أو نوعية التفكير لدى شاعرنا، وفي الواجهة، خاصية الذائقة الشعرية ومتعة القراءة، ودون نسيان عملية الربط بين محتويات الكتاب .
كل ذلك، يجعل من العمل المقدَّم جديراً بالثناء.. وما حاولت كتابته، يندرج في هذا السياق !

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

حاورها: إدريس سالم

ماذا يعني أن نكتب؟ ما هي الكتابة الصادقة في زمن الحرب؟ ومتى تشعر بأن الكاتب يكذب ويسرق الإنسان والوطن؟ وهل كلّنا نمتلك الجرأة والشجاعة لأن نكتب عن الحرب، ونغوص في أعماقها وسوداويتها وكافكاويتها، أن نكتب عن الألم ونواجه الرصاص، أن نكتب عن الاستبداد والقمع ومَن يقتل الأبرياء العُزّل، ويؤلّف سيناريوهات لم تكن موجودة…

إبراهيم أمين مؤمن

قصدتُ الأطلال

بثورة من كبريائي وتذللي

***

من شفير الأطلال وأعماقها

وقيعان بحارها وفوق سمائها

وجنتها ونارها

وخيرها وشرها

أتجرع كؤوس الماضي

في نسيج من خيال مستحضر

أسكر بصراخ ودموع

أهو شراب

من حميم جهنم

أم

من أنهار الجنة

***

في سكرات الأطلال

أحيا في هالة ثورية

أجسدها

أصورها

أحادثها

بين أحضاني

أمزجها في كياني

ثم أذوب في كيانها

يشعّ قلبي

كثقب أسود

التهم كل الذكريات

فإذا حان الرحيل

ينتبه

من سكرات الوهم

ف

يحرر كل الذكريات

عندها

أرحل

منفجرا

مندثرا

ف

ألملم أشلائي

لألج الأطلال بالثورة

وألج الأطلال للثورة

***

عجبا لعشقي

أفراشة

يشم…

قررت مبادرة كاتاك الشعرية في بنغلادش هذه السنة منح جائزة كاتاك الأدبية العالمية للشاعر الكردستاني حسين حبش وشعراء آخرين، وذلك “لمساهمته البارزة في الأدب العالمي إلى جانب عدد قليل من الشعراء المهمين للغاية في العالم”، كما ورد في حيثيات منحه الجائزة. وتم منح الشاعر هذه الجائزة في ملتقى المفكرين والكتاب العالميين من أجل السلام ٢٠٢٤…

ابراهيم البليهي

لأهمية الحس الفكاهي فإنه لم يكن غريبا أن يشترك ثلاثة من أشهر العقول في أمريكا في دراسته. أما الثلاثة فهم الفيلسوف الشهير دانيال دينيت وماثيو هيرلي ورينالد آدمز وقد صدر العمل في كتاب يحمل عنوان (في جوف النكتة) وبعنوان فرعي يقول(الفكاهة تعكس هندسة العقل) وقد صدر الكتاب عن أشهر مؤسسة علمية في أمريكا والكتاب…