بعضٌ مما تيسَّر في كتاب آذار الكردي

 إبراهيم محمود

أي باب من أبوابك أطرق يا صاحب الألف باب وباب؟
هوذا أول القول نظير الكردي المتناثر في ألف جرح وشعلة
كي أُحِل خطوتي على عتبتك العصية على الاستقرار
لأحسن تدبير بعض الوقت في مطالعة بعض مجهولك الذي يشدني إليه؟
أي مسلك يصلح كي أطمئِن ظلّي الوئيد وأنا أناظر أفقك المثقل بالعواصف
كي أعزّز نبضي وأنا أتابع تسارع الوقائع الشديدة السخونة في أسارير اسمك؟
كي أمكّن أصابعي – ولو- خلسة – من تقليب صفحة من صفحاتك الألف ومائة وصفحة
لألامس ما تيسَّر من غريب لوحك المحفوظ باسمي أنا الكردي !
لأقول التالي، أو ما يشبه التالي في المقروء الصعب طيّ مغزاك: 
آذار اسمٌ يستغرق لغة كاملة
آذار شهر، مقيم في أعراف كل الشهور
آذار إذ يقال، لا يقال إلا بالجمع الغفير
بين ألف ويائه دمٌ مراق
مدىُ لا يقاس
فمٌ مذاق
روائح أو صحائف أو قرائح تنتسب إليه
بين ألفه ويائه أزمنة وأمكنة بجهاتها الأربعاء
يختبر الكردي صوته أو موته 
يهذّب قدَره أو شجره
ويمضي في الغد
لا شيء يشبهه إلا إلَاه
لا شيء يشبه الكردي في آذاريته سواه
لا شيء يدخل آذاره إلا ويخرج منه مؤاذراً
لا شيء يخرج منه إلا وفيه بضع عميق من كرديته
لا شيء يتهجى اسمه إلا ويحضنه ترابه أو حسابه
لا شيء يثبت في قرارة عمقه
آذار ليس من ( 1- 31 ) بعدّاد ضحاياه ومراياه
كل الكرد يسكنونه مذ كانوا
كل الكرد مأخوذون به
معلومون به
مرفوعون به
منصوبون به
مكسورون به
معصومون به
فبأي القول والتعريف تًراه يقبل الحضور؟
الأرض رأس حليقة
والسماء قبّعة مهترئة
والهواء نزيف حاد
والماء يعتمر السراب
والأخضر قابض على نداه باستماتة
رغم ذلك رغم ذلك
كل الطرق تؤدي إلى آذار
وآذار يفتتح الشهية إلى كل الجهات
وليس آذار روما
ولا كانت روما بآذار
آذار اسم محلّي، إقليمي، دولي، تبعاً لصرف أس قوته
كل الطرق- ربما- تؤدي إلى جرح الكردي
الكردي اسم علَم لجرحه
ويشعل ليله في جرحه
يبلسم جرحه في صبحه
ويعلو على مدحه
لئلا يساق إلى كبحه
آذار في علمه المحصَّل مجزرة تسمي الكرد
آذار مقبرة تسمّي أعداء الكرد
آذار مفخرة تضيء أفق الكرد
آذار مأثرة تستبقي جلَد الكرد
آذار بلاغة الاسم في مقارعة مجهوله
آذار الفضيل ومطْهره الدم
آذار الجميل ومجراه الفم
آذار الجليل ويذكره الغد
آذار الأصيل وتذخره اليد
آذار ليس فيه إلا ما يفيه ارتقاؤه
آذار موعود باسمه على مدار العام
كل الكرد آذاريون ولادةَ
كل الكرد آذاريون عيادة
كل الكرد آذاريون شهادة
لا جهة كردية إلا ولها عنوان آذاري
لا شهقة كردية إلا ولها صلة قربى بما هو آذاري
لا واقعة كردية إلا ولها وارد في سجل آذاري
لا كردية كردي إلا ولها صك انتساب إلى أرومة آذارية
آذار سائلُ نفسِه عما يوسّعه دون حد
ليكون لكل كردي ظله فيه دون رد
آذار يخرج في كل آذار عن طوره
لا شيء يشبهه أكثر من لا شيء
لأن آذار يضيع في مرآته كلما طالع عمره
لأن الكردي يهيم في مرساته كلما ناظر جمْره
لأن الكريم يقيم في مأساته كلما ساءل وزْره
أي لون ٍ يلبّس الكردي كي يعرف قامة آذاره
أي صوت يجنّس الكردي كي يبلغ ذروة آذاره
أي نبْض يؤسس الكردي كي يوطّن صحوة آذاره
لا شيء يبقي الكردي في آذاره وهو يفيض عليه بمجهوله
لا علْم راسخاً في التكوين يسند الكردي في آذاره وهو يجود عليه بمعلوله
لا ختام شاهداً في التدوين يوطّن الكردي في آذاره كي يشدَّ على مأموله
أكلما استوقف الكردي آذاره قائلاً: وماذا بعد ؟
أكلما استبعد الكردي آذاره شاكياً: وأين الوعد ؟
أكلما استمهل الكردي آذاره ساخطاً: تُراك تعدو ؟
لا ساعة تعلِم الكردي بوجهه في مرتقى آذاره
لا خطوة ترشد الكردي إلى مراده في مرتجى آذاره
لا معلَماً يطمئن الكردي في ميعاده في منتقى آذاره
لا شيء في الأفق البعيد يحيله وجهاً كغيره تاركاً آذاره ليحل في كل الشهور
ويشد وجهه عابراً آذاره من دون أن يعلو صداه !

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم محمود

أول القول ومضة

بدءاً من هذا اليوم، من هذه اللحظة، بتاريخ ” 23 تشرين الثاني 2024 ” سيكون هناك تاريخ آخر بحدثه، والحدث هو ما يضفي على زمانه ومكانه طابعاً، اعتباراً، ولوناً من التحويل في المبنى والمعنى القيَميين والجماليين، العلميين والمعرفيين، حدث هو عبارة عن حركة تغيير في اتجاه التفكير، في رؤية المعيش اليوم والمنظور…

حاورها: إدريس سالم

ماذا يعني أن نكتب؟ ما هي الكتابة الصادقة في زمن الحرب؟ ومتى تشعر بأن الكاتب يكذب ويسرق الإنسان والوطن؟ وهل كلّنا نمتلك الجرأة والشجاعة لأن نكتب عن الحرب، ونغوص في أعماقها وسوداويتها وكافكاويتها، أن نكتب عن الألم ونواجه الرصاص، أن نكتب عن الاستبداد والقمع ومَن يقتل الأبرياء العُزّل، ويؤلّف سيناريوهات لم تكن موجودة…

إبراهيم أمين مؤمن

قصدتُ الأطلال

بثورة من كبريائي وتذللي

***

من شفير الأطلال وأعماقها

وقيعان بحارها وفوق سمائها

وجنتها ونارها

وخيرها وشرها

أتجرع كؤوس الماضي

في نسيج من خيال مستحضر

أسكر بصراخ ودموع

أهو شراب

من حميم جهنم

أم

من أنهار الجنة

***

في سكرات الأطلال

أحيا في هالة ثورية

أجسدها

أصورها

أحادثها

بين أحضاني

أمزجها في كياني

ثم أذوب في كيانها

يشعّ قلبي

كثقب أسود

التهم كل الذكريات

فإذا حان الرحيل

ينتبه

من سكرات الوهم

ف

يحرر كل الذكريات

عندها

أرحل

منفجرا

مندثرا

ف

ألملم أشلائي

لألج الأطلال بالثورة

وألج الأطلال للثورة

***

عجبا لعشقي

أفراشة

يشم…

قررت مبادرة كاتاك الشعرية في بنغلادش هذه السنة منح جائزة كاتاك الأدبية العالمية للشاعر الكردستاني حسين حبش وشعراء آخرين، وذلك “لمساهمته البارزة في الأدب العالمي إلى جانب عدد قليل من الشعراء المهمين للغاية في العالم”، كما ورد في حيثيات منحه الجائزة. وتم منح الشاعر هذه الجائزة في ملتقى المفكرين والكتاب العالميين من أجل السلام ٢٠٢٤…