أحمد مرعان
هل تكتمل المواقف .. هل ستجني براقش على نفسها وغيرها، وتلعق بقايا كؤوس النديم بندامة؟
ترتجف الأحرف على أسوار الشفاه، تتلعثم الكلمات على صفيح اللسان، تتجمد الدموع في الأحداق، ترعى الأفكار بين الوديان وعلى جنبات التلال، تترنح الأجساد بالإقبال والإدبار، يسهل صيدها على من نصبوا الكمائن بين تعرجات وسبل الأقفار ..
ما أكثر الكلاب التي تلوي بأذيالها حينما تقترب الذئاب ..
هل يمكن لمرياع ٍ مخصي رضع من حليب أتان أن يحمي القطيع من الذئاب ..
اختبأ الراعي في “خُرجِ “حماره المرمي على الأطراف ..
أدميت جميع النعاج والكباش التي أبت الانتشار، فقُتّلّت الخراف، نجت من تاهت عنها الذئاب وتشردت في البراري وفي متاهات الأدغال، فإن نجوا من هجوم الذئاب نبحت عليهم الكلاب فتشردوا إلى سبل الضياع، وباعت من بقي حياً إلى الجزارين بأبخس الأثمان، فذبحوا ماشاؤوا في مقاصل النحر، والتهمت بقايا الجزور من الكلاب وجرائها بالخفاء ..
صاحب القطيع جلس يندب حظه العاثر، وهو من تعود أن يلقبه أقرانه بالثراء، حيث كان يمتهن الزراعة بالبوادي دون تكاليف ويجني منها الأرباح، وانحبست عنها الأمطار في السنوات العجاف، فالتجأ إلى تربية الماشية ..
وها قد خسر في مشروعه الآخر، فما السبيل إلا إلى تجارة تعوضه خسائره ليحافظ على ثرائه دون أن يتحرك من قصره العاجي، سماسرة أصبحوا أشباه تجار، يشترون ويجمعون الغلال ويبيعونها عبر الحدود بأغلى الأسعار، حقاً إنها لتجارة تدر عليهم أرباحاً خيالية ..
هل ستبور هذه أيضاً كأسلافها ..
ما البديل الآخر برأيكم ؟
بعد هذا العناء والعناد، تُرجمت نواياه بالحياد ونال بها البراءة من الأحقاد ..
اجتمع الأثرياء بدعوة أثراهم، وقرروا تعويضه بما أصابه من بلاء، ومنحوه ثقتهم، وربما ساد عليهم لأنه أجاد الخروج من مآزق الأحداث بالرياء، فقط ليعلمهم شيئاً من خفايا تجربته وخبرته بفنون المراوغة والدهاء ..
لم تكتمل الحلقات بعد .. وربما تيتمت القصيدة على متن القافية !!