ابراهيم البليهي
الإنسان كائن ثقافي فهو لا يولد بعقل جاهز وإنما يتكون عقله بالتكامل بين الحواس والدماغ إنه من دون الثقافة يكون أسوأ من الحيوانات فهو محرومٌ مما تمتاز به بعض الحيوانات فالكلب مثلًا لديه قدرة هائلة في حاسة الشم وهي قدرة لا يملكها الإنسان …. وتملك الطيور قدرات مدهشة في الاهتداء عبر مسافات هائلة إن الطائر يهتدي إلى عشة في غابة تتشابه فيها الأشجار لكنه يسقط على عشه كالسهم …
إن الإنسان محرومٌ من كثير من المزايا التي تملكها الحيوانات لكنه قد مُنِح قشرة دماغية عظيمة لكنها قشرة فارغة إن عظمة قشرة الدماغ مرهونة بما يصل إليها من البيئة وبذلك تتركز مزايا الإنسان بما ينضاف إليه وليس بما يولد به ….
إذا تم عزل المولود البشري عن أي مؤثر ثقافي فإنه لا يتكون له عقل ولا لغة ولا أي شيء مما يتميز به الإنسان فيصير كائنًا بشعًا فلا هو بإنسان سوي ولا هو حيوان مكتمل التكوين منذ ولادته ….
هذه الحقيقة تستوجب الاهتمام الشديد بما يصل إلى دماغ الإنسان في سنواته الأولى لأن العقل يُكَوِّنه ويحتله ويتحكم به الأسبق إليه …..