صدور رواية معبد الغريب للأسير رائد الشافعي

تقرير: فراس حج محمد

صدر مؤخرا عن دار الرعاة للدراسات والنشر، وجسور ثقافية في رام الله وعمان، العمل الأول للأسير رائد الشافعي؛ رواية “معبد الغريب”. وتقع في (351) صفحة من القطع الكبير، رسم لوحة الغلاف الفنان علاء أبو سيف، وأعدها للطباعة مكتب “مجد” للتصميم والفنون في حيفا، وراجعها وحررها الكاتب فراس حج محمد.
تتكون الرواية من (29) فصلا، يسرد أحداثها سارد مشارك بالأحداث والبطولة، وتدور حول شخصية غريب، وهو مناضل فلسطيني اعتقله الاحتلال لنشاطه في المقاومة، ثم اعتقلته السلطة الفلسطينية للسبب ذاته، فأصيب بخيبة أمل، أوصلته إلى حد الاغتراب، والشك في كل منظومة القيم الوطنية والثورية التي تبدلت، وحل محلها قيم جديدة بقيادات أفرزتها اتفاقيات أوسلو، وانتقل للعيش في مناطق احتلال الــ48 ليتعمق الصراع في داخله، وتصبح أسئلته أكثر حديّة.
ومن خلال هذه الخطوط العريضة للأحداث التي حدثت في السجن، وفي الضفة الغربية، ثم في حيفا ويافا وتتناول بالسرد فترة الانتفاضة الأولى وما بعدها،  يناقش الروائي مسائل وقضايا فلسطينية معقدة، من مثل: مآلات الوضع السياسي الفلسطيني، وموقع فلسطينيي الداخل المحتل عام 1948 من القضية الفلسطينية وأجندة سياسييها المعاصرين، والتعامل الرسمي مع الاحتلال، وعمل بعض الجهات بجهود مشتركة صهيونية وفلسطينية من أجل إشاعة ثقافة السلام، والاستفادة من الشخصيات المؤثرة في الجانب الفلسطيني لتطويعهم وإبعادهم عن التفكير بالمقاومة والعمل المسلح أو معارضة وجود الكيان الغاصب.
قدّم للرواية الروائي الجزائري واسيني الأعرج، بقراءة مسهبة، جاء فيها: “هناك من جمع بين السيرة الذاتية وخصوصياتها ومآسيها كما فعل الكاتب رائد الشافعي، في هذه الرواية “معبد الغريب” التي جسّد فيها الأسير وجدان الأسير بكل آلامه وخيباته وخوفه ومحيطه وإنسانيته القلقة من خلال شخصية غريب”، ويضيف الأعرج قائلاً أن الرواية “انفتحت على السجن وعلى التاريخ الفردي والجماعي داخل السجن”.
وأما المحامي الحيفاوي حسن عبادي فقد كتب في تصديره للرواية: “حين قرأت المخطوطة وجدت كلماته تفجّر لغماً تحت أقدام كل من تسلّح بالسراب والوهم الأوسلوي لتخلصه من عبء يرزح تحته”، ويختم عبادي تصديره بقوله: “وأخيراً اكتشـف رائـد قيمـة للكتابـة، تـوازي قيمـة الأمل بالحرية؛ يعبر بواسطتها عـن آمالـه وأحلامه، عـن ذاتـه وعـن هزائمـه وانتصاراتـه، فالكتابـة تشـكل مضـادا للوهــم واليــأس وحارســا أمينــا علــى ذكرياتــه، والورقــة في الأسر هــي ذاكــرة حيــة مقابــل الحوافظ الإلكترونية في الجهاز النقــال الــذي احتــل عقــول النــاس”.
وفي قراءة نقدية أعدها الناقد رائد الحواري حول الرواية بين أن القارئ يجد فيها “كل السمات المتعلقة بالرواية؛من أحداث، وصراع خارجي وداخلي، وشخصيات: رجال ونساء فاعلة ومؤثرة”، ويضيف الحواري أن الرواية اشتملت على “طرح جديد يتمرد على ما هو سائد، سياسيا واجتماعيا، إن كان من خلال الحوارات أو من خلال المواقف”، ويرى الحواري أن حضور المرأة في الرواية كان لافتاً وانعكس على بنائها الفني.
ومن الجدير بالذكر أن الشافعي ولد في قرية شويكة قضاء طولكرم عام 1974، وحصل على درجة الماجستير في الدراسات الإقليمية من جامعة القدس- أبو ديس، ومعتقل منذ 28/7/2003 بعد مطاردة الاحتلال له لمدة عامين، وحكم عليه بالمؤبّد.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم أمين مؤمن

قصدتُ الأطلال

بثورة من كبريائي وتذللي

***

من شفير الأطلال وأعماقها

وقيعان بحارها وفوق سمائها

وجنتها ونارها

وخيرها وشرها

أتجرع كؤوس الماضي

في نسيج من خيال مستحضر

أسكر بصراخ ودموع

أهو شراب

من حميم جهنم

أم

من أنهار الجنة

***

في سكرات الأطلال

أحيا في هالة ثورية

أجسدها

أصورها

أحادثها

بين أحضاني

أمزجها في كياني

ثم أذوب في كيانها

يشعّ قلبي

كثقب أسود

التهم كل الذكريات

فإذا حان الرحيل

ينتبه

من سكرات الوهم

ف

يحرر كل الذكريات

عندها

أرحل

منفجرا

مندثرا

ف

ألملم أشلائي

لألج الأطلال بالثورة

وألج الأطلال للثورة

***

عجبا لعشقي

أفراشة

يشم…

قررت مبادرة كاتاك الشعرية في بنغلادش هذه السنة منح جائزة كاتاك الأدبية العالمية للشاعر الكردستاني حسين حبش وشعراء آخرين، وذلك “لمساهمته البارزة في الأدب العالمي إلى جانب عدد قليل من الشعراء المهمين للغاية في العالم”، كما ورد في حيثيات منحه الجائزة. وتم منح الشاعر هذه الجائزة في ملتقى المفكرين والكتاب العالميين من أجل السلام ٢٠٢٤…

ابراهيم البليهي

لأهمية الحس الفكاهي فإنه لم يكن غريبا أن يشترك ثلاثة من أشهر العقول في أمريكا في دراسته. أما الثلاثة فهم الفيلسوف الشهير دانيال دينيت وماثيو هيرلي ورينالد آدمز وقد صدر العمل في كتاب يحمل عنوان (في جوف النكتة) وبعنوان فرعي يقول(الفكاهة تعكس هندسة العقل) وقد صدر الكتاب عن أشهر مؤسسة علمية في أمريكا والكتاب…

عبدالرزاق عبدالرحمن

مسنة نال منها الكبر…مسكينة علمتها الزمان العبر..

بشوق وألم حملت سماعة الهاتف ترد:بني أأنت بخير؟ فداك روحي ياعمري

-أمي …اشتقت إليك…اشتقت لبيتنا وبلدي …لخبز التنور والزيتون…

ألو أمي …أمي …

لم تستطع الرد….أحست بحرارة في عينيها…رفعت رأسها حتى لا ينزل دمعها،فقد وعدت ابنها في عيد ميلاده الأخير أن لا تبكي ،وتراءى أمام عينيها سحابة بيضاء أعادتها ست سنوات…