شخصيات من مدينتي

نصر محمد / المانيا 

( عامودا )
قصة عشق تدغدغ ذواتنا ولا تأبى الرحيل، ولا تعترف بالمسافات
ابدا، تمنح عامودا كثيرا لأهلها ولزوارها دون ان تنتظر منة، أو إعترافاً بالجميل، لانها بكل بساطة، مدينة معطأة، تعطي دون مقابل، تحب من دون تبادل، تفيض احيائها بالعفوية والجمال،
( عامودا )
هي المدينة التي ولدنا فيها وولدت فيها احلامنا، تعرفنا على اصدقائنا، تلقينا فيها الدروس والعبر والقصص، جزء من روحنا وكياننا، لذلك فكل الإنتماء لهذا المكان العظيم الذي شارك في تكويننا وترك فينا جماله )
( في عامودا )
شارعان، اولهما، يخترق القمر كلما طلع من الشرق بدراً كاملاً، 
فيبدو كممر خيالي، ثانيهما يتمدد اسفل جبال طوروس حين عودتك من الجنوب الجاف .
( في عامودا )
تصنع قطعان الغنم دروباً نحو مراعيها، يصدح صوت جرس المرياع إيذاناَ بتحركها، اما الراعي، يهش بعصاه المتعبة، لتلخق 
به كلاب مطمئنة، فلا وجود للذئاب هناك
( في عامودا )
محمد امين سليمان تخوبي المعروف بأسم محمد امين جنو 
ولد في عامودا، فيها امضى طفولته، بين بيادرها وكرومها تربى،ومن مياهها العذبة نهل المعرفة، اكمل تعليمه الإبتدائي والإعدادي والثانوي في مدارسها، 
الصديق محمد امين من اسرة نبيلة لها تاريخها في العطاء، الحديث عن هذه الاسرة وهذه الشجرة المثمرة يطول، فلا غرابة
ان تكون اغصانها عبقة بالثمار الطيبة والعطاءات المتعدة، 
محمد امين جنو شاعر لم نعرفه، لم يصلنا شعره، ولم نكن نعرف بأنه شاعر، ففي عامودا شعراء كثر، لا يخلو بيت من شاعر او كاتب، لكن المشكلة تكمن في ان يصل اسم هذا الشاعر الى من يوثق . من اشعاره 
عندما كنت صغيراً 
كانت أمي 
تهديني حباَ كل يوم 
فأجمع هذا الحب في قلبي 
عندما كبرت لم اجد في قلبي 
سوى حزني عليها 
… … … …
لم يورثني أبي سوى 
بعض الشوق من يديه 
ولم ترثني امي سوى حزنها 
فرسمت الشقوق على يدي 
وخبأت احزان أمي فيها 
…. …. …. ….
لم تكن لدينا 
أية موسيقا في البيت 
كنت اطالع على صوت 
بكاء امي 
لأن امي كانت كثيرة البكاء
نبتت في بيتنا شجرة كبيرة 
من الحزن 
…. …. …. ….
أحياناً 
كنت اوهم نفسي 
بأنني سأكتب لك ماتستحقين 
لكن عندما كنت أحمل القلم 
أحس بأني طفل لا يجيد الكتابة 
…. …. …. ….
عبثاً أحاول 
ترميم جسدي الممزق 
تحت وطأة الالم 
فأنا الوحيد 
الذي دون الدمع لا ينام  
محمد امين جنو 
يحب ويعشق العمل في الإرض، لديه حقل يعمل فيه منذ سنوات، يزرع كافة انواع الخضار من بندورة وخيار وكوسا والبصل والبقدونس والنعتاع … ااااالخ 
يحاكي الساقية في حقله فيقول : 
كما يتدفق الماء
ليروي النبات 
يتدفق انهار قلبي 
باحثاَ عنك في كل الإتجهات 
محمد امين جنو 
في الخامسة والأربعين من عمره إلا أن متاعب الحياة جعلته يبدو في الستين، يحمل ملامح قاسية وله قلب رقيق احن من قلوب الامهات،يقول بأن الإيمان بالله والقدر اقوى من كل شيء، وان بعد الضيق الفرج،
الصديق محمد امين جنو هو والد الشاعرة آيه جنو، صدر لها مؤخرا ديوان مهنة المزاج، ايه جنو تتميز بأسلوبها المختلف عن باقي الشعراء الشباب، مجموعتها مستوحاة من مواقف حدثت معها في الواقع، عبرت عنها بقصائد وجدانية وعاطفية على النمط الحديث وخواطر فلسفية واخرى عاطفية ووطنية
ايضا هو والد شيخموس جنو الشاب الطموح والمكافح والذي قال في والده، رسالة مليئة بالاشتياق المنكسر، الى ابي الصارم كالحديد
في الختام 
تمنياتي وتمنيات عائلتي للأخ والصديق محمد امين جنو الشفاء، التام عاجلاً بأذن الله من المرض الذي اصابه مؤخرا،

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

حيدر عمر

تمهيد.

الأدب المقارن منهج يعنى بدراسة الآداب بغية اكتشاف أوجه التشابه والتأثيرات المتبادلة بينها، ويكون ذلك بدراسة نصوص أدبية، كالقصة أو الرواية أو المقالة أو الشعر، تنتمي إلى شعبين ولغتين أو أكثر، و تخضع لمقتضيات اللغة التي كُتبت بها. ترى سوزان باسنيت أن أبسط تعريف لمصطلح الأدب المقارن هو أنه “يعنى بدراسة نصوص عبر ثقافات…

نابلس، فلسطين: 2/7/2025

في إصدار ثقافي لافت يثري المكتبة العربية، يطل كتاب:

“Translations About Firas Haj Muhammad (English, Kurdî, Español)”

للكاتب والناقد الفلسطيني فراس حج محمد، ليقدم رؤية عميقة تتجاوز العمل الأدبي إلى التأمل في فعل الترجمة ذاته ودوره الحيوي في بناء الجسور الثقافية والفكرية. يجمع هذا الكتاب بين النصوص الإبداعية المترجمة ومقاربات نقدية حول فعل الترجمة في…

سربند حبيب

صدرت مؤخراً مجموعة شعرية بعنوان «ظلال الحروف المتعبة»، للشاعر الكوردي روني صوفي، ضمن إصدارات دار آفا للنشر، وهي باكورة أعماله الأدبية. تقع المجموعة الشعرية في (108) صفحة من القطع الوسط، و تتوزّع قصائدها ما بين الطول والقِصَر. تعكس صوتاً شعرياً، يسعى للبوح والانعتاق من قيد اللغة المألوفة، عبر توظيف صور شفّافة وأخرى صعبة، تقف…

عبد الجابر حبيب

 

أمّا أنا،

فأنتظرُكِ عندَ مُنحنى الرغبةِ،

حيثُ يتباطأُ الوقتُ

حتّى تكتملَ خطوتُكِ.

 

أفرشُ خُطايَ

في ممرّاتِ عشقِكِ،

أُرتّبُ أنفاسي على إيقاعِ أنفاسِكِ،

وأنتظرُ حقائبَ العودةِ،

لأُمسكَ بقبضتي

بقايا ضوءٍ

انعكسَ على مرآةِ وجهِكِ،

فأحرقَ المسافةَ بيني، وبينَكِ.

 

كلّما تغيبين،

في فراغاتِ العُمرِ،

تتساقطُ المدنُ من خرائطِها،

ويتخبّطُ النهارُ في آخرِ أُمنياتي،

ويرحلُ حُلمي باحثاً عن ظلِّكِ.

 

أُدرِكُ أنّكِ لا تُشبهينَ إلّا نفسَكِ،

وأُدرِكُ أنَّ شَعرَكِ لا يُشبِهُ الليلَ،

وأُدرِكُ أنَّ لكلِّ بدايةٍ…