غريب ملا زلال
لا تتعبين من الإنتظار
تستعرضين وجوههم
و إنكساراتهم
و حبهم
الذي لا يكتفي بالرجوع
إلى آيات الخيال
و صندوقه القديم
و لا إلى حلم
يتدفق بالعشق
وسط تيارات الأنين
لا تتعبين من الإنتظار
تمضين صوبه
لرؤية ما هو أبعد منزلة فيه
تطوين عنقه جيداً
علك تلتقطين منه
الصور المتعالقة فيه
تدفعين به إلى السطح
لا شيء فيه يصلح مادة للغناء
و أنت تعلمين
أن الجواهر و العقيق
و الشوق
لا تعزف نشيدها
إلا في الأعماق
تعدين العابرين
واحداًً
واحداً
و الموسيقى ظاهرة
في تموجات الصوت
بين الإرتفاع و الإنخفاض
لا أحد يكسر الإنتظار
و لا موت الغياب
وحدها النوافذ تعود
لممارسة الطقوس بمنتهى التفاصيل الخفية
وحدها الأبواب تتعرى
لتستقبل طرقات العاشقين
و تعدين الغائبين
واحد
إثنان
.
.
.
.
.
عشرة
و في أسمى لحظاتك تناجين
إن لم يفعلها الرب
سأخبره
بأنني سأهدي صلواتي
لإله آخر
يتقن بدقة سماع
سيمفونية
الوجع
المعجون بروح الأحباب
و قلوب الأمهات .