أحمد جويل
أنا كتير مليح بهالومين
لأنني بعيد عن البحر
وقريب جداً إلى كتبي
شغف الغناء
بمواويل جدّتي
وهي تعجن الطريق
إلى جبال زوزان
لا يمكنني التواصل
مع طيور الحباري
رَفّ الحمام… على سقف دارنا
وهي تنقر بيادر التين
وأنين الحلم على وسادتي
أُضمّ… صهيلك إلى قلبي
مشواري الطويل
إلى جزر محظورة…
تفّاحات صدرك الناري
يدخل آدم
إلى متاهات الرغبة
وأنتِ بعنادك
تدخلين بساتين النرجس
تغار منكِ عشتار
وبوّاب الحديقة
ارتدي معطفاً
وغلـيوناً وقصيدة
أرسم تلويحة كفّك
الثلجي
فوق جبين الناي
فيأتي الربيع
زاحفاً…
تنكزار ماريني
الصمت يتسلل إلى الوجود،
بدون ضجيج، صمت متلاشي.
الوقت يتساقط،
يرقص، يكشف ويبقى في طيرانه
متى يعود الدائرة،
متى يتم إعادة تحديد المسار؟
بسهولة، على حافة الصمت،
متشابك مع النهاية؛
تتساقط قطرات من الكلمات،
تنهار جسور من السطور،
تفتح الحروف الساكنة البوابات.
تتفكك الأصوات، تلمع الورقة،
تنبعث منها ضوء المقاطع؛
تستقر الكلمات أو تتدفق،
تتحول بهدوء.
الفن يعانق الحب.
في كل حصاة يعيش أنا.
السماء تتسع،
كل نظرة هي جنة صغيرة.
اليوم يمسح…
شكري شيخ نبي
يفوح الياسمين
ويبوح الياسمين
كفرقد ..
مصلوب على ناصية الليالي ..!
يحصي النجوم
تنسل من الغمد شهبا
تندفع كطرائد من الأجل
في قضى قيافة كشتبان السماء ..؟!
يفوح الياسمين
ويبوح الياسمين
كالفرقد ..
مصلوب على ناصية الحلم ..!
يرتل آيات الحنين
في شعلة لهفة الشهب
ضجرا من مثوى اكناف السماء ..؟!
تتوالى..تتهاوى ..
تتلوى في العمه ..
بذورا للشوق في وتين و حنايا الثرى..!
إيذانا ..وإعلانا..
بميلاد التجلي
في اسطورة الياسمين…
رضوان شيخو
ألا يا صاحِ لو تدري
بنار الشوق في صدري؟
تركتُ جُلَّ أحبابي
وحدَّ الشوق من صبري.
ونحن هكذا عشنا
ونختمها ب ( لا أدري).
وكنَّا (دمية) الدُّنيا
من المهد إلى القبر..
ونسعى نحو خابية
تجود بمشرب عكر..
أُخِذنا من نواصينا
وجرُّونا إلى الوكر..
نحيد عن مبادئنا
ونحيي ليلة القدر
ونبقى…
عِصْمَتْ شَاهِينَ الدُّوسَكِي
أَنَا الْآتِي عَبْرَ الزَّمَانِ
أَبْحَثُ عَنْ عَيْنَيْكِ
لِأَدْنُوَ مِنَ السَّلَامِ
أَنَا الْمُتَيَّمُ الْحَائِرُ
يَا مَلِكَةَ الرُّوحِ يَا نَبْعَ الإِلْهَامِ
لَا تَهْجُرِي صَبَاحَاتِي مَسَاءَاتِي
طَيْفُكِ يُدَاهِمُنِي فِي النُّورِ وَالظَّلَامِ
يَا جَمَالَ الزِّيَارَاتِ الْمُلْهَمَةِ
وَصَمْتَ مِحْرَابِ الْهُيَامِ
دَثِّرِينِي أَنْقِذِينِي
مِنْ جُنُونِ الْوَحْدَةِ وَالظَّمَإِ وَالصِّيَامِ
عَطَشِي كَعَطَشِ الْحُسَيْنِ
فِي صَحْرَاءَ جَرْدَاءَ
تَحْتَ حَرِّ الشَّمْسِ بِلَا كَلَامٍ
لَا أُحَارِبُ مَنْ يُلْهِمُنِي
فَالْحُبُّ يَسْمُو فَوْقَ السُّحُبِ وَالْغَمَامِ
تَسِيلُ دِمَاءُ الْعِشْقِ عَلَى جَسَدِي
تُحْرِقُ مَسَامَاتِي رَغْمَ…
أحمد جويل
طفل تاه في قلبي
يبحث عن أرجوحة
صنعت له أمه
هزّازة من أكياس الخيش القديمة…
ومصاصة حليب فارغة
مدهونة بلون الحليب
ليسكت جوعه بكذبة بيضاء.
شبل بعمر الورد
يخرج كل يوم…
حاملًا كتبه المدرسية
في كيس من النايلون
كان يجمع فيها سكاكر العيد
ويحمل بيده الأخرى
علب الكبريت…
يبيعها في الطريق
ليشتري قلم الرصاص
وربطة خبز لأمه الأرملة.
شاب في مقتبل العمر،
بدر جميل،
يترك المدارس…
بحثًا عن عمل
يُجنّبه الحاجة إلى الآخرين
ويختلس بعض النقود
من…
ديلان تمّي
أريدُ وردةً حيّةً،
تجعلُني أثملُ في ثوبي الربيعيِّ الأصفرِ،
تلملمُ بقايا أنوثتي المغبرَّةَ في جيبِ المسافاتْ،
وترقّعُ رقصتي الأحاديةَ بخطواتِها الثلاثِ إلى الخلف،
كأنّني بجعةٌ شقيّةٌ، تراقصُ وَهمَها أمامَ المرآة…
بلا خجلْ.
أريدُ وردةً حيّةً،
تُعيدُ لي إشراقةَ روحي،
وتطردُ الظلامَ عن ظلِّ وجهي، الذي انزلقَ منّي،
وانصبَّ في خيبةٍ ترفضُ الحياةْ.
أريدُها حمراءَ كالدمِ،
لا بنيّةً،
طريّةً،
أخافُ على يديّ إن داعبْتُها،
وعلى الياسمينِ من على كتفي…
عِصْمَت شَاهِين الدُّوسَكِي
بَنَيْتُ حُلْمِي
بِآلَامِ جِرَاحَاتِي
يَدِي دَامِيَةٌ
هَوَاجِسِي مَلَذَّاتِي
كُلُّ لَيْلَةٍ
بِالْحُبِّ تَمْضِي لَيْلَتِي
كُنْتَ سَبَبَ وُجُودِي
فَرْحَتِي وَدَمْعَتِي
<p dir="RTL" style="text-align:...مصدق عاشور
أناملي
تداعب أوتارَ الزمن،
حنينٌ لروحِ أمٍّ،
تراتيلُ نغمٍ،
إنها صدى الروح…
فمتى تتناغمُ النغماتُ،
يا ياسمينَ الأغاني؟
قُم، وحاكِ ذاتَك،
أما آنَ لك أن تُواكِبَ الأغنيات؟
اليومَ سماؤُنا بيضاءُ،
تتماوجُ فيها الأوتارُ،
فلا تهتمّ، ولا تحتجّ،
عُد من شواطئِ البحار،
أيّها البحّارُ العجوز،
اركبْ موجاتِكَ بالأوتار،
فهي حكاياتُ الزمن،
وتغريدةُ عصفورٍ
يُشعِلُ الصباحَ بالحبِّ والحنين.
سلمى جمّو
– 1 –
والأسودُ
من حُسنك حسِدٌ
أنْ ما لك تسرقُ وقّارَك من كُلّي؟
والجهامةُ
من بسمة ثغرِك مكفهرّةٌ
أنْ من أين لك وهذا السحرُ الذي يلغيني؟
يا ويحَك!
يا بن هذا الكبدِ القطمير
رويداً عليّ، فالقلبُ أضناه السقمُ
امشِ هويناً
واخلعْ نعليّ الوساوسِ زاجرها
فأنت في حرم جسدٍ مباركٍ.
تغلغلْ فيه
شجرةَ تينٍ وزيتون
واسقِه عذباً فراتاً
من رُضابك العسل.
يا أنت الخرافيُّ الكينونةُ
يا مسيحَ المعجزاتِ
مسّدْ تشنّجاتِ توتّري بتراتيلك.
– 2…