عبداللطيف الحسينيّ.
سأرمي بنفسي في البحر.أمشي على الماء ولا أبتلُّ، وأتمرّغُ بالتراب ولا أتسخ.يكتبُ العشّاقُ أسماءَهم بخطٍّ نافرٍعلى أقفالٍ ثم يرمون المفاتيحَ فيالبحر دليلاً على أبديّة الصداقة.غيرَ أنّ عاشقَين رمى بنفسيهما فوقَالجسر في البحر دليلاً على أبديّة الموت معاً، ففي كلّ عام في يومٍ محدّد
و وقتٍ معلوم يأتي أهلُ العاشقَين مُطلِّين باكين ومستبكين على نفسالجسر. أَخَذَ…
عبداللطيف الحسينيّ.
بعدَ غيابِ عشرٍ من السنين زرتُ المدينة ….ما عرفتُ أحداً فيها ولاتعرّفَ عليّ أحدٌ، قلتُ سأزور مشارفَ أبي وأعمامي، عُلِمتُ بأنّهم قد…أَمسَوا، وجدتُهم يفيضون شباباً وبهجةً، كأنّي أُكبُرُهم بمئةِ عام.سأزورُ بيوت المدينة، فلي فيها عشبٌ وتمرٌ وأنفاسٌ، فما تعرّفتْ علىزائرها الغريب.مدينة من الأسمنت والحديد، كأنّها أنقاضُ أسمنتوحديد، وكائناتُها حجرٌ مطحونٌ أو نُثارُ حديد.
أبني داراً…
عبداللطيف الحسيني.برلين.
1ـنتبادلُ تحيّةَ الصّباح بإيماءةٍ من الرّأس أوإغماضةِ وفتح العين.أربعةٌنحن:الرجلُ العجوزُ و زوجتُه وابنتُهما المنغولية.بتْنا ثلاثةً بغيابالرجل نتبادلُ التحيّةَ ذاتَها كلَّ صباحٍ إلى أن استوقفتني المرأةُوتحدّثتْ معي بلغةٍ لا تشبهُ أيّةَ لغةٍ،وحين علمتْ أنّي لا أفهمُهاخفقتْ بيديها مشيرةً إلى السماء،فلم أفهم ،فأشارتْ عاليةً بإصبعِها
للسماء،فلم أفهم،إلى أن سألتُها عن زوجِها الذي تكرّر غيابُه كلَّ صباحفي هذه…
عبداللطيف الحسينيّ.برلين.
(يُفسَحُ للغريب في قبرِه كبعدِه عن أهلِه)بعدَ الرشفةِ المُرّة من كأسِه ارتخت جفناه سارداً حكايتَه:”عاد أوديسوسإلى جزيرة إيثاكا بعدَ عشرين سنة من الغياب، فلم يتعرّف إليه أحدٌ فيها،لا ابنُه ولا أبوه ولا زوجتُه ولا خدّامُُه…..وحدَه كلبُه العجوز تعرّفإليه…ثمّ ماتَ لحينه”1ـ أيُّ ألمٍ ههنا:امرأةٌ تحمل صرّةً وخلفَها أولادُها الصغار تقطعالحدود من سوريا لتركيا، ولا أحدَ…
إبراهيم محمود
إذا شعرت ِ يوماً بالخوف من كلاب الحيوأنت على حدود حيّك التليدوهي تتعقبكوتخشين عضَّتها المعهودةاطمئنّيأنا أعرفها كلباً كلباًبأشكالها، ألوانها، طبيعة نواحها، وبصبصاتها
تذكَّري جيداًداخل قلبي قطيع من الذئاب التي درَّبتها على يديّأهدهدها بجواري ليلاً وأطلقها نهاراًتستطلع كل شبهةتعرف مداخل الحي ومخارجه تماماًإن ذئباً واحداً قادر على مواجهة كل الكلاب التي تعرفين أسماءها***إذا شعرت يوماً أن هناك…
إبراهيم محمود
ليلاًضحكت باقة الورد في يدهاأغميَ على القمرناحت السماء متنهّدةيا للقصيدة الكاملة الأوصاف
***
الشاة والكبش وهما يشمّان رائحة بعضهما بعضاًقريباً منهما كان خروف صغير يتفرج بمتعةرقص طرباً حول نعجة في أوان تفتحهاكان الراعي يبشّر نفسه بعائلة غنمية جديدة
***
خفق الماء في النبعطرب النهر في ظله ثمة أرض عَقدت قرانهاالليلُ لا ينام
***
الكتاب الذي فتحتُهتدفَّق الصوت عالي الجودةتملَّكت الأصابع رعدة…
إبراهيم محمود
لا تحتاج الوردة لمن يعلّمها كيف تبثُّ عبقهاالوردة وليَّة أمْرهاإنها تعبق دون استفسار من أحد***يغرّد البلبل لأنه من طبعه التغريد البلبل خرّيج صوتهالبلبل لا يستأذن أحداً إذا أراد ذلك
***النبع يدفّق ماؤه لأنه من طبعه التدفقالنبع له ذاكرة سارية المفعولهل سمعتم بمن علّمه كيف ومتى يتدفق ؟***قمة الجبل لا تحتاج لأن تشرح للناظر ما معنى الشموخيكفي…
إبراهيم محمود
شعرُها.. شعرها تماوجَ عالياًسقط الأفق مغشياً عليهثمة أمواج فارقت محيطهايا لقطعان النجوم التي عششت فيه !
***
مدّت يدهاسقط الورد من أفقهخشعت الفراشة لملمسهاصاحت النار ماذا أبقيت ِ لي؟
***
عينان تبثان مشاعلهماهوذا الليل يهتدي بهماتقرأ الغابة أصولها أمام إشراقاتهماتهبط الأنهار في مدارهما
***
ابتسمتْحلَّق مرجٌ عالياً جداًثمة صخرة جلمود تنفست بنشوةثمة سماء دانت لجاذبيتهاهوذا القمر يطوف في منازلها
***
صوتها الذي…
إبراهيم محمود
سيأتيك الذئب الذي تفرَّع في روحكلا تغضّ الطرف عن ظلهتنفَّس روحَه بعمقخذه بالأحضان لتمتلىء بالبرّيةخذه بشوق طريقك إلى أعاليك
***
سيأتيك الذئب واثق الروح من اسمهافتح له مظلة روحكمد ذراعيك بكامل طبيعتهماعلّق وردة كاملة على أنيابهلتتعطر شجرة إنسانيتك
***
سيأتيك الذئب مصطحباً بشتائه الجرّارأشعِلْ له عتبة بيتك بنار حنينك إليهيعرفك جيداً مذ عانقتَ اتجاهك المختلفلتبتسم لمقدَمه خطاك بجدارةسوف…
إبراهيم محمود
تقول الشجرة للزرافة خذيني بحلْم قضمك لا الآدمييقول النهر للفيل مثّلني بوقارك لا الآدمييقول الهواء لمالك الحزين أفرحني بلطفك لا الآدميالطبيعة تعلنها حياة لا تحتكَر من الآدمي
***
الحمار يستهل خطابه الحماري بنهيق متخم بالعظمةالنعيق يبشّر بومه بيوم سعده تفاعلاً مع النهيقالنعيب يهلل لغرابه بمأمول مجده مع النعيق-النهيقالخراب المزعوم يباشر تقويم الصواب المزكى
***
كان يمكن للسماء أن…