رواية

زاكروس عثمان
دخل سپاسکو الدار، ضم روزا الى صدره بقوة، يريد ان يطمئن عليها، وهي تضحك. روزا: ضربات قلبك تخبرني انك ظَنَنتَ حين تصل الى هنا ستجد لوحة على الجدران مرسومة بدمي، وان اشلائي تزين غصون الاشجار.سپاسکو: هذا المشهد يصرخ في ذاكرتي، خشيت على نراجس النوروز من ان تُذبَحَ ثانية في الحسكة، ويضاف الى جراح آذار جرح…

زاكروس عثمان
خرج سپاسکو على سطح منزل زوجة عمه، وسرق من خزانه سطلين من الماء، عاد يلعب مع الطفلة، سرعان ما انتعش صغير الضفدع وهو يلهو بين الماء، بقي سپاسکو وافراد اسرته على هذا الحال حتى الغروب, تَنَفَسَ الناس الصعداء، مبتهجين بغروب الشمس يمنون النفس بشيء من البرودة، ولكن هيهات فالليل مثل النهار يجد في نفسه…

زاكروس عثمان مرت الشمس من فوق شنگال، اعتصرت صدغيها بشدة، تذرف على الافق بقايا شعاعها الهزيل، تحاول التخلص من اوجاع رأسها، قبل ان تذهب الى المغيب، حتى لا يصاب الليل من بعدها بالحمة، لكنها حتى بعد المغيب ظلت تتأوه من الصداع، شاهدت صورتها المنعكسة على دموع گولي، لاحظت بان مَيلٌ اصابها ومنذ ذاك الوقت اصابها المرض،…

زاكروس عثمان
شم حفيد ارطغرل رائحة جوع أجداده، استفاقت غريزة الذئب في عينيه، الإيزيدي حمل وديع، انشغل عنه القطيع بالترهات، الإيزيدي طاؤوس يحمل رونق الحياة، والقطيع اعمى لا يبصر الحياة، في شنگال للعشب حق في الحياة، للجدول حق في الجريان، للعصفور أن يغرد في أمان، للقلب أن يثمل متى ما يشاء، في شنگال انسان في صورة…

زاكروس عثمان
صبية كانوا يُخرِجونَ بخرافهم من القرية إلى البرية يلهون بين الحقول، كبروا قليلا اخذت شهرزاد تقود سپاسکو إلى الوادي وتعتزل الصحبة، مراهقان يجهلان رومانسيات العشاق كلاهما يريدان أن يقول شيء للآخر ولكن ضاع منهما الكلام، استعانوا بالضحك ليعبروا عن ما عجز عنه اللسان، أطلقوا خرافهم في الزرع المحرم، صبية التقوا في المراعي وفي جعبتهم…

زاكروس عثمان
في صباح اليوم التالي صعد الرفقة باخرة ضخمة، ركابها عشرة اضعاف سكان قرية نهارو، انها بلدة صغيرة من ثلاثة طوابق تضم مطعما ومسبحا، وتحمل عشرات الشاحنات والسيارات، انطلقت الباخرة وبعد ثماني ساعات وصلت إلى أثينا، كان المهرب بانتظارهم حيث اخذهم للسكن في شقة خربة تحتوي غرفتين ضيقتين وصالة صغيرة وحمام سيء ومطبخ متسخ، يشاركهم…

زاكروس عثمان
خاف سپاسکو ان يفعل به الرحيل ما فعل بصديق طفولته نهارو واسرته، إذ بعد ما فقد الناس الثقة بباعة السياسة، أخذت تخرج في قوافل الى اوروبا، بقي نهارو في عامودا بلا رفيق او صديق، سأل نفسه لماذا يبقى، لأجل من يبقى ان كان الراعي يصاحب الذئب، ومع انه لم يجد في سؤاله حجة مقنعة…

زاكروس عثمان
في الصباح أراد الجرح خبزا ساخنا لكنه تلقى رصاصة اخرى في ظهر عامودا، جفل سپاسکو من نومه وجد الجنية تركت له رسالة وداع، عاد إلى المدينة شاهد الذبول الذي في خاطره بوجه المارة، الهواء مقطوع وكذلك الماء والكهرباء، ويأس يجلد الأجواء، وقطيع مضرج بجهله.نظر سپاسکو إلى أحفاد قابيل وهابيل وجد أنهم يحزنون سريعا يغضبون…

زاكروس عثمان
أشعل سپاسکو سيگارة ليخنق الحيرة التي تثقل صدره، سحب نفسا طويلا ثم نفث الدخان على شاشة الكومبيوتر ليحجب خيال وجهه الظاهر عليها، فعل النيكوتين فعله في جسده، تذكر أول مرة اشتهى فيها تدخين سيگارة، وأدرك لماذا كان جده يدخن بصمت ولماذا كان والده يدخن بكآبة ولماذا كان عمه ينفث دخان سگائره على جهاز الراديو،…

زاكروس عثمان
تنهد الطريق وقال في نفسه عدنا من حيث انطلقنا، أبناء اليوم أجداد الأمس في كل منعطف يبشر القرية بالخلاص تنهض الحماقة وترفع رأسها لتفسد كل شيء، جني احمق يعتقد أن العشق من حقه وحده وأنه قادر على تأديب الزلازل، جني اخر خامل و احمق ايضا يهرع إلى الغزاة ويبيعهم المفتاح حيث لا يسعه ان…