ابجدية بتنى[1] وعنب شنكال
لالش زردو
كحلِّ غياب الشرفة بهم
يأتونك من كل فجٍّ هكذا… غير موصدين
يطرقونك بالقلق
يتدحرجون بأحلامهم كالأعياد
يضحكون بلا حرج من حمولتهم
يجرّون النطق لعقود
وكلمات لم تأتِ
يرتادونك كالعشب
ويرسمون اللون على خيوط النسل
هي المكاشفة اذاً:
للقبُرات ولعشقٍ لم ينضج في بهو المكان بعد
دعهم يحتسون النكهة
دعهم يقرؤون…
أفين إبراهيم
لم يكن رجلاً..كان حزمة من الملائكة. . فردت السماء و طوقت خصري بالغيوم… لم يكن رجلا… كان طفلا من النايات الحنونة… يطلق غزالات حزنه ويترك العشب لصدري القليل.. كان جوقة من اللبلاب الأحمر..
اللبلاب الذي يبحث عن جسد يفرش عليه وجعه أواخر الصيف… لم يكن ذئبا كما علمتني يا أمي. . كان قطيعا من…
وليد عمـر :
ارفعه عاليا أيها الأمير
فهكذا يُرفعُ العلمُ
ارفعهُ عاليا
فعلى رؤوس أناملكَ
تكمنُ الناصياتُ و القممُ
ومن تحت ذراعيك بوابةٌ قد فتحتْ
يعبرها الأحرارُ
ومن بقيت بهم ذممُ
ارفعهُ عاليا
وحطمْ جدار الخوفِ فينا
فليس فينا بعد اليوم خوفٌ يَلجِمُ
على كفيك قد خُطتْ كتابةٌ
فسرتها قارئةُ الكفِّ
بأنها بشرى لقومٍ بيوم خلاص يقدمُ
تتشابك فيه الأيادي على الظلم
و تلتحمُ
و تمضي في قراءتها
أميرٌ يصعد عنان السماء
بعد أن…
إبراهيم اليوسف
مساؤك من قطن ودم
مساؤك من حلم ولازورد
كيف لك أن تستدلَّ على عثرات الغبار
وتسدل على الخوف الستارة
مطلاً في شرفتك
كل يمرُّ بوروده
يرميها بانتظام
حيث تكون….!
عِمت نشيداً
كنت كتبته ذلك الصباح
بزهوٍ بارع
ورنينٍ معلّم
عِمت أبهاء لم تنس
وخزامى
تجاور السنديانة
في الحضن الوفير من سمَّاق وزبيب وجوز…..!
عِمت فضاء
حطَّ عليه رفُّ الحجل
حطَّت عليه الزرقة والرياحين
عِمت ضحكة الطفلة الصغيرة
تنشر دهشتها في صحن الضوء
تنهمر عناقيدها…
صالح برو
كلما لجأتُ إلى فراشي
سبقني الزمن
فاتكأتُ على عصا حبرٍ
نبت من قلب الوقت
ودوَّنت على صفحات مخيلتي
ثمة آيات……….
لن أصوم إلا في شهر الكلمات
فأحب الروائح لدَيّ
رائحة فمِ القصيدة
حيث لي في معدة الشعر موعدٌ مشويٌّ
على طبق من الأيام المتبلة بالعناوين
وسبعُ قطراتٍ من دمِ الهواء
وكأسٌ من نبيذِ الخيال بصحبة الذكريات.
كلما لجأتُ إلى حلمي
فاجأني وصول المطر
فاعفني أيها القارئ
يا من تقرأ كلماتي…
إبراهيم اليوسف
لم أغادركي أعود
وحدك كنت بعيداً
خطواتي تلجم الهواء
وترتج بياض الجهات
كقلانس مرتبكة
في شهوة للعويل البرونزي
قبل أن تفاجىء بوابة المدينة
كانت دمشق قريبة
كرنين عربة بائع الحليب الصباحي
كشرنقة من دماء
كجبل محفوف بالخوف
وياسمين ينام تحت وطأة البارود
ونهرظامىء
كان الهواء في مصيدة الوقت
أعمى
كخلد
ذهبيّ
وكنت تشد إليك أربطة الحكمة
في ميزان العمامة
لم أغادركي أعود
أجرُّ الأمكنة
كإبهام يدي اليمنى
وأنا في الصلاة الأخيرة
كقامشلو في فلقتين
أوثلاث
في المخطوط…
سلمان ابراهيم الخليل
أعود تحملني أشجاني
أعود حاملا أحزاني
وخطوات الزمن المترهلة
تطأ أحلامي ….. تثقل كل أيامي
أعود فافتحي ذراعيك
ضميني .. ضميني حتى الثمالة
أحرقيني … وانثري أحلامي
لتنبت … براعم … ورود … زهرة
حديقة أقحوان
ضميني … لا تخذليني
فأني متيم أعاده الهوى
لا أبغي .. لؤلؤ ولا مرجان
ورائحة خرنوبة برية
ترحل بي تضعني فوق لأحزاني
إبراهيم اليوسف
ليس من نبأ غيره….!
ليس من سبيل إلى مبعث الأزيز
ورعدة الوقت
ليس من سدرة نحو الأهلين
ليس من خلاص من خيوط الوثاق
ليس من ذبذبات بين الأصابع المنفردة
قرب آلة الطنبور المرتمية
ليس من أذان هذا الصباح
في ثوب الغرباء
شرر من كل جهة
ودم
حساسين ذاهلة
على مقربة من الأجساد
هامدة
والبيوت مهدمة
كأسطورة لا تصدق
اطلعي يا شجرة من جلد الاخضرار
وتوضئي بصيف ليس على مايرام
قناديل الأمس…
صالح جانكو
ابكي كلَّ مدينةٍ حين يغادرها طفلٌ
بأشلائهِ الموزعةِ على قبور الآخرين
أضحك من فرط البكاء
على الرهانات الخاسرةِ
والطعن في الخاصرةِ
اُرثي بشريتي وأغني بعض المواويل
لآثبت بأني مازلتُ بشراً أجيد البكاءَ
وأذرف الضحكات والآهات
في أزقةِ المدن التي لم تصحوا من موتها بَعْد
وأدفنُ موتايَّ على عَجلٍ
كي أدرك من سيموتونَ بعدي
وأسردُ لهم الحكايةَ…
هيفي جانكو
مازلتُ أصرخُ استنجدُ
بدموعِ نجمةٍ تشاكسني
أنتظر صدى صراخيَ الصّامت
في زحمةِ نشازِ أصواتٍ
كأنّي أنادي وهماً
بدا لي حلماً لِحُبِّ عاشقةٍ
تُمطرُ روحنا
بوابلٍ منَ الأملِ
حُبّاً يُبشّرنا بنهايتهِ
قادماً من عصر البدايات
مُرقَّعاً بالجرائمِ و الندبات
يمرُّ في حياتنا
كبراءة غيمةٍ تلاعبها
أصابعُ ريحٍ شَقيّة
لكنّيِ…
سئمتُ البحثَ عن وهمٍ
يوحي بالبدايةِ المزروعةِ
بينَ أشواكِ النهاية.