شعر

ريوي كربري

لا تَقتَلِعوا أفكَاريَ الناعِسَة
ولا تُوقِظوا الزَيزَفُون
لِتَبقَى السَفَرجلَةُ القَصيرةْ عَطِشَة
فَأدْمعُ أميْ تَسقي الجِبَالَ العَارِيَة
ومِنَ التُوتِ الحَامِضْ
أعتّقُوا ريقِيَ الناشِف،
لتَكُنْ زُقاقاتُ قَريَتي مَليئةٌ بِالوَحَل

وَعَلى عَتَبةِ بَابٍ خَشَبي
لا يَعرِفُ الإقْفالْ
لتَكُنْ شَاهِدَةُ قَبْري
منَ اللَّبِنَةِ مَنْحوتَة
كَبَيارِقِ وَطَنيَ المُجَزَّأ
فَتَسقُطُ حُبَيبَاتُ المَطَرِ عَليها
كَحَباتِ القَمْحِ الأصْفَر
في سّنابِلٍ طَويلَة
أو لِتَدلَفَ عَلَيهِ الماء
كَسَقفِ بَيتٍ مِنَ القَشِّ..
فَلا تَقْتَلِعوا أفكاري
لَعَلّها تَحلَمُ بِوَطَن
كَثيرَةٌ هيَ كَرائِحةِ النَرجِس الأصْفَرْ
كأغصانِ…

نبيل عمر

بلا مواربة
يتقدم الموت جريئاً
من شرفاتنا
نحن أنصاف الأموات
وأنصاف الأنصاف
ينتقي منا أكثرنا قرباً من الحياة
و أقلنا ارتباكاً

لا شروق للفرح على بعد أميالٍ من الدمع
ولا أثر للورود التي تنهي قافلة الجثامين
القادمة من قلاع الطين والغبار

تتبخر الصلوات
على لهيب الرصاص
ولا أثر لنبيٍ
أو حتى دجالٍ يوقف قليلاً صهيل السلاح

هنا في وطني
يقام حفل الوداع لإنسانية الإنسان
و هنا تقسَم أحزاننا بيننا…

فواز أوسي

اِعْتراني…من فَقْدِكَ وجدٌ بهِ أَثَرُ
والطّيرُ باكٍ أتاني …ودمع العينِ
مُعتصرُ
الّليلُ ثَمل ٌيتخبَّط بوحْشَتهِ…
فاض التُّقى ….فُقِدَ اللقى
جادت سماء العينِ والمطرُ

حينَ قالوا …رحلْ
وكيفَ يرحل القمرُ
واراهُ الثّرى…
فيا لِلثّرى ما وارى من الذّكر ِ..
ليس مِثلهُ بشَرُ
أثَرٌ قدْ جَلَّ من لا يعرفُهُ…
هيهااتَ أنْ ينمحي ذلكَ الأثرُ…
فكيفَ ننسى..
وابتسامُ ثَغْرِكَ
ينبوعٌ في…

جلنك الأوسي

بَدَأَتْ بالظُهورِ
عَلى أوراقي الغَرَّاء
تَجاعيدٌ مِنْ الحَنين
غائِبَةٌ هي كَطُفولَتي
هي الفُصولُ
تتلاعبُ بنا
تِلكَ التي اجتمَعَتْ
أوجهُها الأربعة

في مَلامِحِ أيَّارَ يومَاً
كانَتْ وَرَقَةً
مِنْ آخرِ الأوراقِ
المُتساقِطة
في خَريفِ أيَّارَ الإستِثنائي
و لِسوءِ حَظّي أنَّ الريحَ
لَمْ ترمِ بي فوراً في الهَاوية
بلْ مَرَّت بي بينَ عَينَيها
و مِنْ فوقِ نَمَشِها
مِنْ فوقِ مُثَلَّثِ
الحُبّ الأخير
جرَّدَني مُثلَّثُ حُبّها
مِنْ روحي
و تركَ عَلى عِظامِ ذَاكِرتي
تجاعيدَ حنينٍ
لا يدَثّرُها الزَمَنُ
ها أنا ذا…

أحمد حاج داود

أخدعة أنت؟
أم بياضٌ مزخرفٌ بضياعٍ من أبجدية النور, أنت؟
يا ذا البداية المجهولة
أيها اللون..
أبرهانٌ أنت على اليقين , وأنت المدوّنُ في الأسفار غائباً
عارياً من كلّ يقين..
أبرهانٌ أنت على الزمان ؟
أبرهانٌ أنت على المكان ؟
و أنت المنفيّ في كلّ الأشياء
يا ذا البداية المثلومة
أيُّها اللون..

امسح عن ماضيك الغبار..
و تعال معي نهب الأشياء
معانٍ من نور…
ارم…

نسرين محمود
nesrinn282@gmail.com

سجينة أحضاني
كوني ..
لا تفارقيني كالطفل بين أحضانك
ضميني في بحر عينيك سيدتي
أبقيني كالسكر على شفتيك
ذوبيني …
أحبيني ….
أعشقيني ….

بعثريني يا نسيم الصباح
في ضحكتي
يا رائحة الحنين في صدري
أحتويني ………
سيدتي ..
تعالي لا تسأليني
أقتربي مني….. قبليني
أرتشفيني ككأس خمرةً
أسكريني ..
بعثريني كذراتٍ الهواء
استنشقيني .
لملميني في دفء أنوثتك…

روني علي

توأم وتمردي
هذا الفنجان الذي اكتوي بصحبته
وشلال العشق يدنو من مخدعي
فكلما راودني الخيال بكتابة حروف العشق
في قعره
انتابني شعور

أن غجرية ستقرأ كلماتي
وتدخل في عالم طلاسمي
وأنا أخشى البوح بما لا انتمي إليه
تلك قهوتي
ترسم أخاديد الشحوب في وجهي
وحبيبتي تخيط في خيالها
صورة فارس
يمتطي الريح
ليلهو مع ضفائرها
رقصة الحنين
إلى ذاكرة وطن
ارتعش
حين رسمت قبلة
على خدود القمر
في غفلة القدر

5/2/2014

فواز الأوسي

وتنسجين انتظارك ..
فيتوهج مجيئي بلذة اللقاء
كم ذا عصرت الشهد من الشفاه
والأصابع ترسم لوحة البقاء
مهلاً هو ذا العطر يزور الفؤاد
والرضاب يغتالني تاركاً كل الحياة

حنين ما هنالك يغني
ونهر ود ينعش الآه
شدو البلابل أنت
حط على نوافذ المساء
أيا انتحار القوافي ولحن الذكرى
ما بال الوجل يحول دون اللقاء
مذعورة تهمس بالشجن
هي ياسمينة النقاء
ترنيمة حسون ورحيق مهجتي
وبقايا من ألم ضمت…

نسرين محمود

أقبل مكشراً أنيابه في وجهي
ضاحكاً .؟!
سألته : مبتسماً هل آن أوان الرحيل ..!!
هلم بنا……
ولكن أمهلني برهة ..
أمهلني لحظة …….
أمهلني وقتاً ..

أنت الذي لم تمهل أحداً
أمهلني ألبس ثوب الزفاف
أودع من كان لي في الدنيا
سافر بي …
ولكن جسدي سيبقى في التراب .!
سينبت أزهاراً
سأنثر عطري أريجاً
أمهلني أقبل عينيها …
أمهلني…

كريمة رشكو

دعني
أرتشف آخر أنفاسي
وأنت …تمارس طقوس العهد
بين ذراعي
بنودٌ ومصطلحات وتراتيل ألم …
يالهذا البركان الذي يسكنني
أنينٌ في القلب وآهات
دعني أمارس اﻷلم …
بعيداً عنك …

أحلفك بالعهد …أغمض عينيك
ودعني أغني لك …كفوكامن
وأنت تغفو بين ذراعي
سأسرق من شفتيك …قبلة
وأصلي . . .
ويلي ..أي غابة أسلك
لماذا أركض في عينيك …
غموضك…