رشاد شرف
عندما ينام الليل.. أستيقظ .. أبحث عنكِ بين دفاتري القديمة بين أسطر الكتابة، أراكِ كئيبةً لا تريدين البقاء ولا المغادرة..
أقرأ الحيرةَ بين حواشي جفنيك وأسئلة كثيرة
من الذي سرقنا من طفولتنا وأجهض فتوتنا ورمانا في عش(الوقواق) قبل أن ينبت لنا زغب؟.
أنا طفل كبير، تعلّمتُ أبجدية العشق بين ضفائرك
الشمس كانت آيلة للغروب ..
لكنّي لويتُها بذراعيّ لنرتشفَ…
غريب ملا زلال
وهو يلتهم الفجر
وينحدر نحو الصبح
حتى
لا تضيع رائحة الطيب القديم
وهو
يحدثها عن مم وزين
وعن شجرة بارزة
كعرش في السماء
تثمر جسداً
يتأمل بخيبة
ريحاً
تنحني باللائمة
لملك أوغر قلبه في المسرات
فجأة
وفي غضون أمسية
أكثر فاعلية من أي معبد
أو
أي رغبة معلقة
على شجرة الموت
أو
من رغيف على شكل سمكة
كانت الشمس
تقف خجلى
دون ضوء
================
العمل الفني لرحيمو
بدرية دورسن
في مفترق الطرق
تعرت فينا كلمات القصائد
تسلخت الحكايات عن معانيها
تمركز الانتظار في حنجرة الموت
لترهقها غصات الاحتضار في الغياب
ليل طويل
ناي حزين
وصمت يحف الخراب في عينيك
لتستيقظ الذكريات جريحات
والأقحوان يتدلى من قلوبهن
تتلحف أسوار المدينة بموسيقا خطاك
العالقة على السلم الموسيقي
بمشبك شوق غريب
تصرخ بصوت خافت لا يسمع ولا يجيب
كقطرات المطر الهاربة من السماء راكضة لحتفها
على وجنتي سنديانة هرمة
وسوء الحظ كذبابة…
يسرى زبير
أرهقتني السنين، وغابت عني الأيام،
والحياة تسير بلا هوادة نحو عالم مجهول.
واحاتٌ تردد أصداء أرواحٍ،
من كانوا يومًا على قيد الحياة.
كضمير العمر، لا تلتقي آهات الأعماق بشجونها،
تدوي الروحُ ببلسم هشّ،
لكنها تحمل في جوفها زوبعةً من دخان،
ضجيجها يملأ عالم الأوهام،
وأحلامها ترنّ كأجراسٍ في معابد الكهنة.
رمسيسُ وسيتي، جبابرة الماضي،
اليوم مُحنّطون، مجمّدون كأصنامٍ لا صوت لها،
بعد أن حكموا العالم…
شكري شيخ نبي
كوردستان ؛
وَطَن ..
وَلَدَتْه الريح مِنْ خَواصرها
لا زمان يحمله في المكان …؟!
أَرْض دون السَمَاء …؟
تَسْكُن الرِّيح وَالرِّيح تسكنها…!
زهرة…
على خدود
وأخاديد ذرى الكورد
مأخوذة بالعشق
اسمها
ورسهما
/شلير و شيلان /
مَنْكبة ..
على النفس
تَتَأَمَّل القيامة ..
فِي داموزي الْحَبِيب … !؟
مَات داموزي
دُون ..
/ زيني /
مَات داموزي
دُون ..
/شيرين /
مَات داموزي
دُون..
/ خجي /
مَات وَمَات وَمَات ..
حتى مات الممات .. ؟!
وَلَا يزال..
/الشلير والشيلان /
منكب ..
ومطوي الأجنحة…
غريب ملا زلال
في اخر احتفال
وعلى تخوم البلاد
كانت المدينة حبلى
ففيما كان الذئب شبق
والرب لا يريد
لهذه الفراشات
أن تساق ļلى الضوء
كان الملك
يفترش أريكة على العرش
وهو يجدد شهواته المفتوحة
على السموات
كان ينبغي
لهذه الوجوه
أن تبتل بالأحمر
حتى يكتمل الاحتفال
بالتراب المراق
على جلباب المكان المقدس
لم يتعرض النهر
إلى ذبح كالآن
منذ جريانه الأول
ولم تكن الوليمة
التي حف بها الخدم
تحت الدالية وقفاً لعيد الدم
ولم يكن البكاء جديداً
على فواصل…
غريب ملا زلال
في حدود
طفولتك الأولى
أو فوق عرزال
كنت تعد نجوم الصيف
في ليله الجميل
أن تموت ببطء شديد
في شارع بيتك القديم
المطلي بهموم الراحلين
أو بين رفوف مكتبتك
حتى يتلقاك كتابها المجانين
إبتهاجاً بقلبك الموزع
على كل غلاف أو جدار
أن تموت ببطء شديد
في ساحة البيت الكبير
الصامت حزناً
على العاشقين الغائبين
خير
من أن تموت بسرعة الضوء
قي قصر
يشبه إناءاً فخارياً ،
طري العنق
جُهِّز
كي يرمى أرضاً
قرباناً
للإله الذي سيجيء
العمل ل ليديا…
هند زيتوني| شاعرة سوريّة
هبًّ البحرُ،
ينثرُ ملحه كتعويذة تطهّر جراح المدينة،
يغسلُها من الحزن،
ويسقيها من نبع الحياة قطرة أمل.
خرج الموتى،
يتمايلون في حلبة الريح،
يلقون النشيد المقدّس
على حقولٍ أثقلها التعب.
خرج الرسّامُ من المجزرة،
بيدٍ مقطوعة
ولوحاتٍ معفّرة برصاصٍ آثم،
وأحمرٍ خجول.
من يُعيد للألوان زهوها؟
غزةُ،
أيّتها المدينة العالقة
بين فكّي (الميركافا)
وعويل الطائرات،
كيف تحيا الذاكرةُ
حين يُشفق علينا النسيان؟
هناك،
كان الزمنُ يجلدُ نفسه،
والأشرارُ يحملون
صخرة سيزيف
من القاع إلى القمّة،
لتسقطَ…
بدرية دورسن
وَلِيدَاتُ القَهْرِ وَالْخُبْزِ المُسَافِرِ بَيْنَ
خُطُوطِ الطُّولِ وَالْعَرْضِ
بَيْنَ حُمْرَةِ الْخَجَلِ عَلَى وَجَنَتَيِ الْوَرْدِ
بَيْنَ الْخُضْرَةِ الَّتِي لَيْسَ لَهَا عُنْوَانٌ
وَلِيدَاتُ الشَّوْقِ وَالتَّشَتُّتِ
الَّتِي لَيْسَ لَهَا عِناقٌ
وَالحَلُّ
وَالحَلُّ بَيْنَهُمَا دَرْبٌ مِنَ الوَهْمِ وَالسَّرَابِ
فَكُلُّ مَا يُقَالُ كَلِمَاتٌ
كَلِمَاتٌ لَا شَيْءَ سِوَى كَلِمَاتٍ
كَلِمَاتٌ تَسْبَحُ لِلْهُرُوبِ مِنْ أَنْغَامِ الْأَحْزَانِ
كُلُّ شَيْءٍ تَشَابَهَتْ كُلُّ شَيْءٍ
فِي ذُرْوَةِ الْحَيَاةِ فِي قِمَّةِ الْمَوْتِ
وَلِيدَاتُ التَّمَزُّقِ فِي الْهَوَى
التَّنَهُّدَاتِ فِي التَّأَمُّلِ
وَكَأَنَّنَا خُلِقْنَا…
فراس حج محمد| فلسطين
الخضرةُ ماجت فوق ركام البيتْ
وانتشرت تحت الضوءِ
وضوحاً مثل جمال البفتْ
واندفعت تعلو وتجوب الساحة جبراً
تكسر أوهام المقتِ الجاثم في “عين السبتْ”
***
الشاشة ملأى بالبشرى
تجلو الإسراء وتقرا
وتفجّر أنفاساً تترى
تتحرّى الألواح الأخرى
كي يسمع هذا العالمُ بؤس الصمتْ
الشاشة تخطو بنسائم أرواح عليا
وتقبّل أيدي الوقتْ
***
الضحكة كانت خضراء نديّة
تسبح في موج الأرضِ بهذا السمتْ
تغسل أدران البارودِ الأعمى
وتعيد التوقيت بمدّ…