شعر

شكري شيخ نبي

كوردستان ؛
وَطَن ..
وَلَدَتْه الريح مِنْ خَواصرها
لا زمان يحمله في المكان …؟!
أَرْض دون السَمَاء …؟
تَسْكُن الرِّيح وَالرِّيح تسكنها…!

زهرة…
على خدود
وأخاديد ذرى الكورد
مأخوذة بالعشق
اسمها
ورسهما
/شلير و شيلان /
مَنْكبة ..
على النفس
تَتَأَمَّل القيامة ..
فِي داموزي الْحَبِيب … !؟

مَات داموزي
دُون ..
/ زيني /
مَات داموزي
دُون ..
/شيرين /
مَات داموزي
دُون..
/ خجي /
مَات وَمَات وَمَات ..
حتى مات الممات .. ؟!
وَلَا يزال..
/الشلير والشيلان /
منكب ..
ومطوي الأجنحة…

غريب ملا زلال

في اخر احتفال
وعلى تخوم البلاد
كانت المدينة حبلى
ففيما كان الذئب شبق
والرب لا يريد
لهذه الفراشات
أن تساق ļلى الضوء
كان الملك
يفترش أريكة على العرش
وهو يجدد شهواته المفتوحة
على السموات
كان ينبغي
لهذه الوجوه
أن تبتل بالأحمر
حتى يكتمل الاحتفال
بالتراب المراق
على جلباب المكان المقدس
لم يتعرض النهر
إلى ذبح كالآن
منذ جريانه الأول
ولم تكن الوليمة
التي حف بها الخدم
تحت الدالية وقفاً لعيد الدم
ولم يكن البكاء جديداً
على فواصل…

غريب ملا زلال

في حدود
طفولتك الأولى
أو فوق عرزال
كنت تعد نجوم الصيف
في ليله الجميل
أن تموت ببطء شديد
في شارع بيتك القديم
المطلي بهموم الراحلين
أو بين رفوف مكتبتك
حتى يتلقاك كتابها المجانين
إبتهاجاً بقلبك الموزع
على كل غلاف أو جدار
أن تموت ببطء شديد
في ساحة البيت الكبير
الصامت حزناً
على العاشقين الغائبين
خير
من أن تموت بسرعة الضوء
قي قصر
يشبه إناءاً فخارياً ،
طري العنق
جُهِّز
كي يرمى أرضاً
قرباناً
للإله الذي سيجيء

العمل ل ليديا…

هند زيتوني| شاعرة سوريّة

هبًّ البحرُ،
ينثرُ ملحه كتعويذة تطهّر جراح المدينة،
يغسلُها من الحزن،
ويسقيها من نبع الحياة قطرة أمل.
خرج الموتى،
يتمايلون في حلبة الريح،
يلقون النشيد المقدّس
على حقولٍ أثقلها التعب.
خرج الرسّامُ من المجزرة،
بيدٍ مقطوعة
ولوحاتٍ معفّرة برصاصٍ آثم،
وأحمرٍ خجول.
من يُعيد للألوان زهوها؟
غزةُ،
أيّتها المدينة العالقة
بين فكّي (الميركافا)
وعويل الطائرات،
كيف تحيا الذاكرةُ
حين يُشفق علينا النسيان؟
هناك،
كان الزمنُ يجلدُ نفسه،
والأشرارُ يحملون
صخرة سيزيف
من القاع إلى القمّة،
لتسقطَ…

بدرية دورسن

وَلِيدَاتُ القَهْرِ وَالْخُبْزِ المُسَافِرِ بَيْنَ
خُطُوطِ الطُّولِ وَالْعَرْضِ
بَيْنَ حُمْرَةِ الْخَجَلِ عَلَى وَجَنَتَيِ الْوَرْدِ
بَيْنَ الْخُضْرَةِ الَّتِي لَيْسَ لَهَا عُنْوَانٌ
وَلِيدَاتُ الشَّوْقِ وَالتَّشَتُّتِ
الَّتِي لَيْسَ لَهَا عِناقٌ
وَالحَلُّ
وَالحَلُّ بَيْنَهُمَا دَرْبٌ مِنَ الوَهْمِ وَالسَّرَابِ
فَكُلُّ مَا يُقَالُ كَلِمَاتٌ
كَلِمَاتٌ لَا شَيْءَ سِوَى كَلِمَاتٍ
كَلِمَاتٌ تَسْبَحُ لِلْهُرُوبِ مِنْ أَنْغَامِ الْأَحْزَانِ
كُلُّ شَيْءٍ تَشَابَهَتْ كُلُّ شَيْءٍ
فِي ذُرْوَةِ الْحَيَاةِ فِي قِمَّةِ الْمَوْتِ
وَلِيدَاتُ التَّمَزُّقِ فِي الْهَوَى
التَّنَهُّدَاتِ فِي التَّأَمُّلِ
وَكَأَنَّنَا خُلِقْنَا…

فراس حج محمد| فلسطين

الخضرةُ ماجت فوق ركام البيتْ
وانتشرت تحت الضوءِ
وضوحاً مثل جمال البفتْ
واندفعت تعلو وتجوب الساحة جبراً
تكسر أوهام المقتِ الجاثم في “عين السبتْ”
***
الشاشة ملأى بالبشرى
تجلو الإسراء وتقرا
وتفجّر أنفاساً تترى
تتحرّى الألواح الأخرى
كي يسمع هذا العالمُ بؤس الصمتْ
الشاشة تخطو بنسائم أرواح عليا
وتقبّل أيدي الوقتْ
***
الضحكة كانت خضراء نديّة
تسبح في موج الأرضِ بهذا السمتْ
تغسل أدران البارودِ الأعمى
وتعيد التوقيت بمدّ…

مصدق عاشور

ليس عبداً
ليباع في سوق العبيد
جسدي ياسمينة
لمن أحببت
أحن لروحها
رغم السنين العجاف
قلبي
ميناء الغد الجميل
فهل يفهمه
البشر أوالحمير
عودي ياروحي
فالقبل ليست لي
بل لروحي
بل لها
قالت لي أحبك
أبتسمت روحي
وبكى قلبي
إنهاكلمة يتداولها القطيع
قلبي
حين قبلتني
بمطار البشر
قالت أحبك
وأخشى عليك
من حقد البشر
فهل أنا حالم
أم أنتمي لبشر
يا روحي كفى
ياجسدي كفى
روحي وجسدي لها
فهل يعرف الناس
أني روحها
أني قلبها
فبلغها ياحجر
جمعتنا المقبره
ولكن لن يفرقنا البشر

يسرى زبير

 

 

الأشجار عارية

تتراقص على أنغام الزوابع

تتمايل مع هبّات الريح

ثم تخبو تحت صليل الصمت.

 

أعشاش العصافير تتهاوى

كجريح ينزف في الهواء

تحمل بين هياكلها بقايا الريش

وآهات خرساء

تتأرجح بين الشمال واليمين.

 

أصوات الحزن تملأ الأفق

كنداء جريح على مشارف الرحيل.

زخات المطر تهوي

والأعشاش تتلاشى

كما تنهار الأحلام في عتمة الزمن.

 

تتمايل الأشجار

كما يميل الإنسان تحت ثقل الأوجاع.

الساحات خاوية

والأمطار ترقص أنغام الفقد

في حين تغيب الشمس

كمن…

برهان حسو

أسافر في قيح غيمة،
تتقاسم حلمي, جهاتي الأربعة
تحتل بقاياي
بقاياي قصرٌ
والحراس سعال!.
رهطي ثالم منذ صرخة ولادته
يهصر ثوبي رقتا
لفتيل الغيلم
يتناوبون على سعف ليلي
حراس لصوص
ينشلون عناقيد اوردتي
لقنديل عتمتهم
سهوا الفظ شظايا كبدي
انثرها في ريح عدو غزير
انا المطر
اهطل في كل البلاد
مناصفة
في كل مدينة خلية تترنح تحت قصف حلم العودة
في كل بحر جثة آخر شهقة
ورهطي سمج
أجوف
يملئ قربة غزواته من نشيش دمي
وزعفران…

إدريس سالم

– 1 –
أنطقُها
أجدُها…
فأشعرُ برغبة عارمةٍ
قدرةٍ إلهيةٍ
لمُجابهة كلّ الحروبِ،
والانتصارِ على ثعابين
جوارحَ
دبّاباتٍ
كوارثَ
وما في النساء من كيد
وما في الحياة من فقر
عطشٍ
جوعٍ،
وأوبئةٍ.

– 2 –
إن لم أنطقْها
إن لم أجدْها
تأكلْني ديدانٌ
نملٌ
دبابيرُ
رياحٌ،
وأشباحٌ.

– 3 –
أتساءلُ
عن إخوة يتقاسمون القمحَ
صِغاراً…
يتخاصمون عليه
كِباراً…؟!

– 4 –
هذيانٌ يهذي
سدودٌ مَجهولةٌ تُبنى
على حدود السؤالِ
تسليمُ حياةٍ
لوسواس جبانٍ
لخنّاس جربان.

– 5 –
ضعْ أصابعَ قلبِك
في تخوم وجعي؛
ولنركعِ الشمسَ
على ركبتيها.
هيّا…
هيّا يا أخي
هيّا… لِنعدْ صغاراً.