فراس حج محمد| فلسطين
-1-
لا تعدّوا الوردْ
فما زالتِ الطريقُ طويلةً
لا نحن تعبنا
ولا هم يسأمون…
-2-
ثمّةَ أُناسٌ طيّبونَ ههنا
يغرّدونَ بما أوتوا من الوحيِ، السذاجةِ، الحبِّ الجميلْ
ويندمجون في المشهدْ
ويقاومون…
ويعترفون: الليلُ أجملُ ما فيه أنّ الجوّ باردْ
-3-
مع التغريدِ في صباحٍ أو مساءْ
عصرنة النداءْ
يقولُ الحرفُ أشياءً
ويُخفي
وتُخْتَصَرُ الحكايةُ كالهواءْ
يظلّ الملعبُ الكرويُّ
مدّاً
تُدَحْرِجُهُ الغِوايَةُ في العراءْ…
-4-
مهاجرٌ؛ لاجئٌ من هناك
التقيته صدفة هنا
مررتُ به عابراً في…
عبد الستار نورعلي
(بمناسبة عيد المرأة)
حين تكون المرأةُ الأحلامْ
تنسدلُ الستائرُ الحريرْ،
فلا نرى أبعدَ من أنوفنا،
وخافقٌ يضربُ في صدورنا،
فكلّ نبض امرأةٍ هديرْ
والمطر الغزيرْ،
نفتحُ حينها عقولَنا
أم نسرجُ الخيولْ
والسيفَ والرمحَ
وصوتَ الحلمِ الغريرْ؟
في حلمٍ
يُبرعمُ الربيعُ فوقَ صدرِها،
ينتظراللحظةَ كي يدخلَ في الفؤادْ،
يُعطّرُ الروحَ بدفء روحها،
يقتطفُ العشقَ
ويبدأ الحصادْ،
في كتبِ الروايةِ الأولى:
غزالةٌ تسلَقتْ تفاحةَ البقاءْ،
وانتزعتْ تفاحةً لتقضمَ الغرامَ
واللعنةَ، والدهاءْ،
امرأةُ العزيزِ راودَتْ فتاها
عنْ…
أحمد جويل
بعد الموت…
كنت في قبري…
دون سُبل الموت…
كأنني سوري حتى في مماتي.
جاءني الملكان الموكَلان…
وعُقدت جلسة المحاكمة…
لم يكن بمقدوري
أن أقوم بواجب الضيافة…
لا علم لي بقصة الخرافة.
صفٌّ من الأحجار المرصوفة
فوق صدري، وقَشُّ النظافة؟!
اقتربوا مني يمينًا ويسارًا،
سِجِلُّ الأسفار والأقدار،ِ
ودون سابق إنذار،
بدأنا أولى خطوات المشوار.
رعديدان، رجفتُ من الخوف…
يا سَتَّار!
وبدأت جملة من الأسئلة والأخبار…
من أنت؟ وما اسمك؟ ومن…؟
قلت بلسان فصيح:
ومن أنتما؟
ملائكة…
يسرى زبير
نَوْروز كولن…
جعل المدينة تنطق بالكردية،
وجعل السماء تبكي، ولو للحظات،
على شعبٍ يلتفُّ حوله بالآلاف،
دون وطن،
دون هويةٍ تحتضنهم،
سوى أنهم مواطنون باسم دولٍ تحكمهم.
جعلت السماء تفرش لهم في الأفق
ألوان قوس قزح،
وتهدئ من لوعة انفسهم،
هيجان أرواحهم،
لينتفِضوا بالهتاف:
“واحد واحد، الشعب الكردي واحد!”
الشعب…
الذي له الوجود والخلود،
وكردستان الحلم.
هل سيصحو العالم على الحقيقة؟
شعبٌ يهوى الحرية والسلام،
لا يحلمُ إلا بوطنٍ يأويه،
وأرضٍ تحميه،
وترابٍ يحتضنه،
وسماءٍ…
عصمت شاهين الدوسكي
سَما الأمنيات إن تبسًمت قًليلا
غًدًتْ لًحْناَ في الأعماقٍ سَيلا
في صوتٍها المُعنى جَمالا
وفي بَسمتِها نَغمةً وتَرتيلا
مالي رمضان إن صِمنا مَعَها
بَهاء وضِحكة ونِعمَة تَهليلا
سَما السرى إنْ تَجلَت
هامَتِ الرُوح شَوقاَ وتَبْجيلا
حَضَروا سُفرة الألوانٍ
من زادِ وماءِ وَنفُوس جَزِيلا
فاليوم شٍفاه تَبسَمتْ
وَعُيون أشْرقَت حُبَا وقٍيلا
مَهْمَا كانَ البعدُ عِنْوَاناَ
يَظَل القُربُ حِلْما جَميلا
تَمُر الأيامُ في انتِظارِ
والقًلب يَتأمل فُطوراَ وَتَقْبيلا
على الجَبينِ والخَدِ…
عبد الجابر حبيب
على كتفِ الضحَّاكِ نبتتِ الأفاعي،
وكلَّما جاعَ الظلامُ،
كانتِ الرؤوسُ ولائمَ جنونهِ.
لكنَّ كاوا،
بحدِّ المطرقةِ، بوهجِ الشرارِ،
شقَّ في الليلِ نافذةً،
وأوقدَ للنارِ درباً.
قد لم يمتِ الضحَّاك،
ولكنْ لم ينكسرِ الجبل،
ومنذُ القدم
يبتلعُ صرخاتِ الذينَ ظنّوا
أنَّ الفجرَ لا يعودُ إلى الوراءِ.
“نوروزُ قادم!” هتفوا،
رغم أنَّ الجبلَ مغلقٌ كجفنِ نبوءة،
فارتطمت مطرقةُ كاوا
بليلٍ مسمَّرٍ على جذعِ الغياب،
فانكسر الصمتُ الحجريّ،
على آمالٍ باردةٍ كضلوعِ المدنِ…
عبدالجابر حبيب
على صفحة الغديرِ
مشاعلُ متلألئة
ظلالٌ تتمايل،
رقصةُ الصبايا حولَ اللهب
لوحةٌ جدارية
دبكةٌ كردية،
تشتدُّ معَ كلِّ خَبطةِ قدمٍ
حماسةُ الإيقاع.
نوروز،
معَ اتجاه الريحِ يصعدُ
عبقُ الشواءِ
قمةُ الجبل،
في دائرةِ الرقصِ
علمُ الحرية
ساحةُ الاحتفال،
عيونُ الصغارِ تلاحقُ
طائراتٍ ورقية
نهرٌ جارٍ،
على الضفةِ الأخرى
طائرةٌ ورقية
أعيادُ نوروز،
إلى ألوانِ ثوبِ الراقصةِ
ينجذبُ اليعسوب
يومُ نوروز،
تحتَ أشجارِ البرتقالِ
تتناثرُ البراعم
صوتُ الطبلِ،
تحتَ وَطْءِ المطرِ
رقصٌ مستمر
ظلُّ الأشجار،
على العشبِ الطريِّ
مجالسُ العيد
صباحُ نوروز،
على الطريقِ الجبليِّ
عطرُ الأثواب
حافةُ النهر،
تمحو آثارَ…
عصمت شاهين الدوسكي
جئتُ مباركا لكم لست وكيلا
أعماقي شوقا .. نورا جميلا
جئتُ احمل آيات الرحمة
والمودة والأصيل أصيلا
فلا تتركوا الأرض رمادا
تعلنوا نفيرا تكبيرا وتهليلا
” كاوه ” رمز للحلم للحياة
ليس شريعة تتبع بلا دليلا
فالفرح ليس في الألوان
بل في القلب شغف جزيلا
…………
جئتُ بعد أعوام الجفاف شكورا
نمت على الأرض دون حصيرا
أبشر القلوب مطرا ، ربيعا
وتارة من طيب الٱنعام كثيرا
فلا تعجل…
عبدالجابر حبيب
مهلاً يا آذار، قبل الرحيل،
ألا تريد أن تعرف من أنا؟
لأخبرك بكل أحزاني…
أنا نايٌ مثقوبٌ بريحِ المآسي،
كلّما عبرتني النكباتُ،
صرختُ رماداً.
في فمي أنينُ ديرسم،
وفي يدي حفنةُ ترابٍ من دموعِ حلبجة،
يا ليته كان تراباً،
بل رمادُ أجسادٍ
ذابتْ تحت سمِّ الغزاة.
على كتفي حملتُ الزابَ،
ظننتُه نهراً،
فإذا به مقبرة مفتوحة في ليلِ السليمانية،
وفيهالم تتوقف صرخات الأرواح،
منذ أن كنا أطفالاً.
في دروبِ خانقينَ…
غريب ملا زلال
في أجواء
ماعادت الرغبات
تلف دمعنا
في أجواء
و بنزعة عشق
ماعاد الشرق
يحمل صمتنا
فالمحطات التي مرت فينا
أشعلت الأصفر بوهجه
و بآااااااه في خطواتنا
فهل من الدلالة
أن يغرق البحر في شمسنا
أم أن ملامح ملاحمنا
باتت تتدفق
بجدية النار على هاماتنا
كل ما أذكره
أن رديف القلب
قلب يزاحم الطيف في صداه
والسر كامن
لا في الولادة
بل في ألمها
و هو يمطر زخات ألوان
يسمو بجمال الأرض
و بأوشحة الإنسان فينا .
…..
العمل…