خالد حسو
….. كان يا ما كان في قديم الزمان، أسد عجوز عاش سنوات طويلة سيدًا لغابة مترامية الأطراف، وكان يحكمها بحكمته وقوته. وفي الجوار، كان هناك نمر شاب في مقتبل العمر، طموحه السيطرة على تلك الغابة وفرض نفوذه.
نشب قتالٌ شرس بين الأسد والنمر. كان النمر مليئًا بالطاقة والشراسة، بينما الأسد، رغم خبرته، كان يرزح تحت…
عبدالرزاق عبدالرحمن
مسنة نال منها الكبر…مسكينة علمتها الزمان العبر..
بشوق وألم حملت سماعة الهاتف ترد:بني أأنت بخير؟ فداك روحي ياعمري
-أمي …اشتقت إليك…اشتقت لبيتنا وبلدي …لخبز التنور والزيتون…
ألو أمي …أمي …
لم تستطع الرد….أحست بحرارة في عينيها…رفعت رأسها حتى لا ينزل دمعها،فقد وعدت ابنها في عيد ميلاده الأخير أن لا تبكي ،وتراءى أمام عينيها سحابة بيضاء أعادتها ست سنوات…
ماهين شيخاني
بالرغم من التخدير الكلي لجسدي إلا أنني كنت أسمع أصواتهم المبهمة الآتية من بعيدٍ أو من العالم الآخر ,وهم يتحدّثون ,ويتناقشون حول هذه الحالة الفريدة من نوعها ، بدت عليهم أماراتُ العجز والتّعب ، هؤلاء أشباه الرّؤوس الخضراء المُلثّمة ، و المكمّمة الّذين شكّلوا لجاناً تضمّ المتخصّصين لدراسة المشكلة وقد تجمّعوا فوق رأسي المليء…
إبراهيم سمو
فتحت عيوني على وجه شفوق، على عواطف دافئة مدرارة، ومدارك مستوعبة رحيبة مدارية.
كل شيء في هذي ال “جميلة”؛ طيبةُ قلبها، بهاء حديثها، حبها لمن حولها، ترفعها عن الدخول في مهاترات باهتة، وسائر قيامها وقعودها في العمل والقول والسلوك، كان جميلا لا يقود سوى الى مآثر إنسانية حميدة.
جميلتنا جميلة؛ اعني جموكي، غابت قبيل أسابيع بهدوء،…
هوشنك أوسي
كعادتهِ، سواء أكانَ في المنزل أم في المقهى أم في زيارةِ صديق، بعد انتهائهِ من شربِ فنجان القهوة، يَقلبُهُ، تاركًا خيالَ البُنِّ المترسِّبِ في القعرِ البدءَ برسمِ الطلاسم والأشكال. نادرًا ما يُصادفُ قارئةَ فنجان هاويةً أو محترفةً تقرأُ تلكَ الخربشاتِ والرسوماتِ الاعتباطيّة، مُعتمدةً على معجمِ تأويلاتِها، وغالبًا ما يتركُ فنجانَهُ مقلوبًا حتّى من دونِ…
إبراهيم محمود
عرفتُ الكثير من القطط: أجناساً وأنواعاً، أشكالاً وأحجاماً، قوة وضعفاً، لأنها شغلت جانباً من اهتماماتي القططية، شأن غيرها من الاهتمامات الحيوانية الأخرى: الكلبية، الحمارية، البومية، الثعلبية، الذئبية، الثعبانية، العقربية،الببغائية، الحجلية، الضفدعية، والنمسية…إلخ.
سوى أن الذي عرفته عما ذكرت، وما لم أذكر، لا يقارَن غرابة واستفهاماً عن قططنا وعن قرب، في مدينتنا هذه التي ما أن…
آهين أوسي
بخطوات كهل تجاوز السبعين، ورأس يثقله التفكير، وفكر شارد يعود كما كل يوم إلى بيته صفر اليدين.
تستقبله زوجته كعادتها بسيل من الأسئلة.
هل أحضرت النقود؟
هل قمت بعمل ما اليوم؟
هل ستستطيع أخذ فرح إلى الطبيب أم أنها ستبقى تصارع المرض اليوم أيضا؟.
– استهدي بالله يا امرأة، دعيني أصل إلى الغرفة أولا فوالله قدماي ما عادتا تقويان…
هيثم هورو
-1-
المدينة التي غابت عنها الشمس، مدينة عفرين العريقة والبريئة كاليمامة الوديعة لا تستطيع الطيران لمسافات طويلة من جراء المراحل القاسية التي مرت بها؛ دائمة النأي بالنفس وهذا من طبيعة حسن أخلاقها على مر الزمن .
كانت تعيش في تلك المدينة عصابة لئيمة تعمل في الخفاء بخلق المشاكل بغية الإستيلاء على الأراضي وكروم الزيتون والعنب بحيل…
ماهين شيخاني
كانت التحركات في المجمع على قدم وساق، تشي بأن هناك أمر ما يُحضَر له ..؟. توجهت نحو أحد ” البيشمركة ” حاملاً بيده جداول سألته بفضول :- عفواً “كاك ” ربما ليس من حقي هذا السؤال، ربما تحسبونه تدخل في شؤونكم ..؟.- لا يا أخي تفضل هاتِ ما لديك ..؟.- هل سنبقى هنا طويلاً…
ماهين شيخاني
ونحن نتسلق الساتر الترابي كان يرافق خفقان القلب المتسارعة صوت من أحشائي يحفزنا للخروج من دوامة الخوف والرعب , اجتزنا الساتر , سحبت نفسا عميقا وبحركة لا ارادية بسطت يداي , تنفسنا الصعداء وحمدنا الله على وصولنا لبر الأمان بسلام ، سلكنا الدرب الذي دلنا المهرب نحو وميض بعيد, كنا نخطو بصعوبة نحو مرتفع…