قصة

إبراهيم محمود
التقيتُ صديقي في ممشى حديقة مدينتنا. فوجئتُ بلون سحنته الليموني.كان شاحب الوجه للغاية، كما لو أن دمه مسحوب منه كلياً. دون أن أسلّم إليه ، هرعت إليه معاتباً إياه بشده:-كيف لم أعلَم بمرضك هذا؟ كان عليك الاتصال بي يا رجل !ابتسم. جاءت ابتسامته شاهدة على مدى تأثره بالمرض، كما تبيَّن لي، ليقول:-إنه ليس مرضاً…

ماهين شيخاني
منذ إحدى وأربعون عاماً ، عندما كنت في التاسعة عشر من عمري ، دس زميلي في جيبي نشرة حزبية من أربعة صفحات. ومنذ ذلك اليوم خضت العمل والنضال السري في صفوف الحزب وواجهت على الواقع شتى أنواع القسوة والحرمان والطرد من الوظيفة و التهديد بحياتي ولم أفكر يوماً بذاتي أو بمصير أسرتي ذقت الفاقة…

إبراهيم محمود
قَدِم إلى مدينتنا رجال ملثَّمون، بالكاد تظهر عيونهم، إنما كانت عيوناً دائرية غائرة، ولا تخفي بريقاً ينبعث من سطحها يحُول دون رؤيتها تماماً، وفي صحبتهم حيوانان مخالفان للمعهود، وهما ثعلب وابن آوى، إذ لا أحد يستطيع التأكيد على جواز مصاحبة مثل هذين الحيوانين للبشر، بالعكس إنهما ينفران من البشر، عدا عن ذلك، ماذا يفعل…

إبراهيم محمود
ورد في كتاب الجاحظ “كتاب الحيوان” وفي نسخة غير محققة، وفي هامش إحدى الصفحات المتعلّقة بـ” الحيّة “، ربما متأثراً بأرسطو، أن هناك جنساً من الحيّات، لا نظير له في العالم ككل، يصاب بمرض غريب هو ” مرض التضخم ” يضاعف فيه الشراهة والتهام أي حيوان يصل إليه، وحين يكف عن الالتهام المناسب لحجمه…

إبراهيم محمود
وحيداً كان، كما هو في نطفته الأولى، مأخوذاً بقوته الحيوانية المعهودة، المسجَّلة منذ الأزل في سجل الطبيعة، مسيطِراً على مساحة واسعة من حوله، متلذّذاً على طريقته المعهودة بوحدته، وهو مقيم أعلى شجرة ضخمة تضمن له أماناً وراحة وظلاً ورؤية لما حوله. لا شيء يمكنه إقلاق راحته، أنّى لحيوان آخر وهو بخفته ورشاقته وجماله أن…

إبراهيم محمود
هذه ليست هي المرة الأولى التي يرتفع فيها ضغط دمي فحسب، حيث تتوتر أعصابي دورياً، وحيث لا أعود أبصر الأشياء على حقيقتها جرّاء ذلك أيضاً كما يجب. أتساءل كثيراً:ماذا جرى، وإلامَ يجري ذلك، وكيف ألام على ذلك، وقد حاولت وما زلت أحاول ضبطَ الوضع ما أمكن ؟كل ما في الأمر، وهو ليس سهلاً، أنني…

د آلان كيكاني
ما إن هدأت الرياح قليلاً، وتفرقت الغيوم عن سماء برايتون، وتسربت من بين حواشيها المهدبة خيوطُ الشمس الواهنة وقت العصر لتسقط على شاطئ المانش باعثة فيه دفئاً لذيذاً، حتى امتدت الأنامل إلى الأزرار تحلها لتعرّي الأبدان الجالسة على رمل الشاطئ استعداداً للتعرض للشمس والماء. قطع جليسي مام علي، ذو الذوائب البيضاء، والأسارير المجعدة،…

د آلان كيكاني
تأخر القطار السريع عن الانطلاق في رحلة الساعة الرابعة عصراً من إيستبورن إلى هيستنغز لأكثر من نصف ساعة. وراح الركاب يبحثون عن مقاعد في المحطة يقتعدونها ريثما يأذن لهم المسؤولون بصعود العربات. كانت الشمس ساطعة، ونسمات لطيفة تهب من ناحية الغرب، بينما شرعت غيوم بيضاء صغيرة ومتناثرة ترسم على السماء الزرقاء لوحةً بديعة…

زهرة أحمد
وضع يديه على رأسه، يحصر حلوله التائهة، لعله يجد مخرجاً للسؤال النازف، الذي يكرره على نفسه مراراَ:أين سأدفنه؟؟يتقوقع على جرحه، صمته مليء بأجوبة تكفي لتغطي العالم ألماً.كانت الدموع تغزو وجهه وروحه، تتوارى خلف عتمة ثقيلة، بدأت تبسط ظلها دون استئذان.لم يتوقف آري عن البكاء على والده، يحبو كطفل تائه عن حضن أمه، أغشاه الألم…

هيثم هورو
-1-ذات يوم خرج تاجر من قريته ، مصطحباً معه بعضاً من الخراف والأغنام ، فراح يتجول في القرى المجاورة لقريته ، ولم يحالفه الحظ بأن يتاجر في تلك القرى ، الى أن أنتهى به المطاف في قرية صديقه الفلاح وأستطاع أن يبتاع منه بقرة حاملة ، ثم توجه الى قرية أخرى برفقة الحيوانات ،…