قصة

احمد محمود
هلّا أرحتني وأرحت نفسك ، قول لي مابك ، أنت منذُ وصولك تكلم نفسك ، تارتاً ترفع حاجبيك وتارة تخفضهما ، ثم تلّوح بيدك يمنةً ويسرى ، ما بك ؟ أشفق على نفسك يارجل . – البارحة يا صديقي البارحة ! لقد رأيتُ أمراً عجبا !؟ كيف يحدث هذا ؟ والأغرب أنه يحدث فعلاً .مضى…

زهرة أحمد
تقويم الرحيل
في حقيبته المثقوبة، أنقاض من مدينته، حفنة من رماد السنابل وسماء من الهموم.في غفلة من أزيز الرصاص، خبأ أنفاسه في كف الليل، وقطع مسافات عقيمة، يحصي خطوات الألم.على حدود التيه وقبل أن يكمل القمر حكايته، كانت خطواته تجتر عاصفة من الحزن.
من دون حائط، في خيمته الباردة، علق ساعة أمه، لتعد سنوات الحرب في…

رشاد شرف
كنا أربعة أصدقاء، في ليلة رأس السنة، أعمارنا كانت دون العاشرة، طلينا وجوهنا بالأسود وقلوبنا تشع فرحاً، بتنا نطوف على البيوت في حارتنا لنحصل على نقود أو سكاكر لنحتفل بقدوم العام الجديد. كان الجو ليلتها دافئاً والسماء تبكي على فراق حبيب. أكياسنا تبللت فمزج الحابل بالنابل، والماء تسرب إلى أحذيتنا الموحلة فازداد ثقلها. غمرنا…


د آلان كيكاني
لا تفارقه الكآبةُ لحظةً واحدةً. بل هي تلازمُه في العمل، وفي الأسواق، وحتى في شواطئ البحار التي يلجأُ إليها ليرفّه عن نفسه فيها. أما الشعورُ بالوحشةٍ فهو سيّدُه الذي يسيطر عليه في كل مكان، وحتى في أكثرِ الأماكنِ اكتظاظاً وأشدُّها ازدحاماً بالناس. ويرى أنَّ الإحساسَ بجفافِ الحياةِ هو العرضُ البارزُ لمرضِه الذي يعاني…

رشاد شرف
قبل ثلاثين عاماً ونيف، كانت خجولة مثلي.. لم نلتقِ على انفراد؛ لقاءاتنا كانت عامة ومحصورة في الأعراس، تبادلني النظرات, .. والابتسامات خلسة.بلغت العاطفة أوجها.. عاطفة قوية صادقة. شغفت بمحادثتها، لم أتجرأ البوح لها بمكنونات مشاعري وهيامي لها، كذلك هي! حتى أذْنبْتُ وتزوجت غيرها!أتتني يوم عرسي, وجهها مغبرٌ كأرض جدباء لم يزره مطر، تقدمت نحوي…

أحمد اسماعيل اسماعيل
خيبة:
صادفت رياح كانت تعبر المدينة نحو الغابات والحدائق، محلاً ممتلئاً بأزهار وورود من مختلف الألوان والأصناف:
الأبيض والأحمر والبنفسجي والأصفر والزهري…
والزنبق والتوليب والأقحوان والسوسن والنرجس والقرنفل…
فأثار هذا المنظر البديع السرور في نفسها، وأدهشها التنسيق المتقن الذي كانت عليه.
ومن فورها اتجهت نحو المحل، ودخلته بحماس، وسارعت إلى نثر…

رشاد شرف
ذات مساء خريفي، كانت الرياح غاضبة والسماء ترسل زخات من المطر فتقذفها في كل الاتجاهات وتزداد هيجاناً.طُرِق بابُنا الخشبي بقوة، أمرني والدي أن أفتحه! فتحت الباب بحرص شديد فإذا بجارنا العجوز وزوجته أمام الباب، طلبت منهما الدخول.. فقال العجوز: (داخلين عليكم) قبل أن يدخل!!نط والدي من خلف المدفأة، وأمسك بكلتا يدي العجوز وقال: تفضلوا يا…

هيثم هورو
-1-جعفر هو ذاك الفتى اليتيم من احدى قرى عفرين ، عانى التشرد والفقر والحرمان ، وكان كل احلامه بأن يأكل يوماً خبزاً من القمح ، بدلاً من خبز الشعير والذرة ، نتيجة الفقر المدقع .دفع هذه المعاناه جعفر ، بأن يعمل ليسد جوعه ، فعمل راعياً للأبقار لدى اهل قريته ، لقاء اشباع…

رشاد شرف
كنت أنا وصديقي نتمشى بين دروب البساتين نتحايل على العصافير فنصطادها، لكنه انقض على فريسة لم تكن بالحسبان. فريسة كانت محض مصادفة.كنا قد أنتهينا قبل أيام من المرحلة الإبتدائية. كان هناك جدول صغير يفصل قريتنا إلى نصفين غير عادلين، نحن الصغار كنا نسميهما بالحارة الصغيرة والحارة الكبيرة، كان على النهر جسر خشبي بالكاد يتحمل…

زهرة أحمد
مضى في طرق مأهولة بالرحيل، على عتبة تاريخ يئن تحت الأنقاض.يتهادن في خطواته المحترقة، خاصرته تنزف دهراً من الحزن.تشعبت خياراته بغبار الحرب، جميعها تؤدي إلى حيث لا يدري!في جغرافيا بلا عنوان، تقوده بوصلة الاغتراب إلى ذاكرته الأزلية، إلى ندى لا يشرق في صباحاته الباردة.

بعبق من أخضر الزيتون، بدأ يرسم جغرافيا من العودة …!!