قصة

رشاد شرف

لا أعرف كيف تسلل إلى داخل المعسكر رغم الحراسة الدقيقة من كاميرات منصوبة في كل الزوايا و الكلاب البوليسية الشرسة.
شجار بسيط بين ثلاثة شبان قادمين من أماكن نائية.. عنوان ثقافاتها السائدة هو القمع و كبح الكلمة الحرة.
في ذلك المساء كانوا قرب النهر يتراشقون بعضهم بعضاً بالماء، ويتمازحون، تحوّل المزح رويداً رويداً إلى…

دلوفان جتو
ترجمة: صبري رسول

نادَى الملِكُ وزيرَه سائلاً منه:
ما هي أحوال هذه البلاد؟ وما الجديدُ فيه؟ يا ترى هل الشعبُ راضٍ عني؟ وماذا يقول عني؟. لكن قبل أنء تُجِيبَ عن سؤالي، أعرفُ ماذا ستقول، لم أسمعْ ذاتَ يومٍ أنَّ أحداً أبدَى عدمَ رِضَاه، وأعتقدُ أنَّه لم يبقَ أحدٌ جائعاً، لأنَّني أعرفُ أنَّ الخيرَ وفيرٌ،…

وزنة حامد

الشرق العربي …
أو الشرق الأوسط…
أو الشرق الأبعد … أو الأقرب.. لا تهم التسميات ولا الألقاب … هذا الشرق العفن الذي يغط من ألف عام وأكثر بعادات مبتذلة رخيصة وتقاليد عفنة وهشة … المادة سيدة الموقف … داء العظمة بلاء لكل الضعفاء … عنترة الشوارب الطويلة هي سيدة الموقف …
المرأة … العبدة أو الجارية…

صلاح علمداري

رغم ان السفارة… تعود لدولة عربية فقيرة تعيش على مساعدات دول النفط والاخرين الا ان سعادة السفير اراد لمعقله هذا ان يضاهي في ارستقراطيته وفخامته سفارات دول النفط نفسها و دول اوربا . اما ضيوفه هذه المرة فلم يكونوا دبلوماسيين ولا مسؤولين كبار او رجال اعمال . بل لفيف من المغتربين من…

صلاح علمداري

…. وجدت نفسك تسير! كما يسير الاخرون . خذلتك الذاكرة عندما اردتها ان تعود بك الى الخلف…الى حيث اردتها ان تصل و لهذا عجزت انت وتعجز الان ايضا عن تحديد بداية المسير هذا زمانا ومكانا ومغزى !.
عجزك لم يظهر فقط هنا بل ومن قبل ذلك ومن بعد ذلك عجزت عن ايجاد الاجوبة…

قصة: محاسن الحمصي *

أفرك عيني وأنا أحث جسدي المنهك على النهوض فتؤلمني ويعاندني النشاط. أستسلم للحظات سكون لعلني أتحرك ، فتتحرك ذاكرتي وتنشط ، هو ذلك الفيلم بالتأكيد الذي تسمرت من أجله أمام الشاشة ليلة أمس ، أثار عواطفي ، إنسانيتي، دموعي، والذي حصد سبع جوائز سيزار .
ليس بيني وبين (سيرافين) وجه شبه لا…

الهوية حمراءٌ
والجيب خاوٍ
والجوع كافر
وذو الأربعين يوماً يبكي الليل كله بعد أن جف ثدي أمه الشاحبة بفقر في الدم كما قال الأطباء وعزوه إلى سوء في التغذية . استفاق الفجر قبل الآذان ووضع شهادتة الجامعية في حقيبته بعد أن دست فيها زوجته خاتمها الوحيد المتبقي , واستقل القطار يروم الشام , يبتغي وظيفة . وفي…

أحمد حيدر

كانَ عليهِ أن يكرهَكِِ بشدة كما كرهتِه بشدة وينتزعُكِ من ذاكرتِه بقسوة كما انتزعتِه من ذاكرتك ِبقسوة كعشبة زائدة في جنينة بيتك وتهملينه كقميص من موديل قديم وكأنَّ شيئاً لم يكنْ
كانَ عليه أن يخبط بيده على صورتك الكبيرة التي رسمها صديقهُ الفنان التشكيلي محمد سعيد بالألوان الزيتية قبل عشرين سنة وعلقها قبالة…

بقلم: نور شوقي

حين التجأ الاثنان إلى مملكة فارونا، كان القدر لايزال يجرش وحدتهما،
وحسرتهما، وعلى حين غرة غرزت فارونا سهامها في قلبيهما حينها كان الزمن
في ريعان شبابه، لكنه بدأ يتظاهر بإتكائه على عكازة الشيخوخة، تعاطفاً
منه، ومسايرةً لدوره الدرامي الأسود في محطات الحياة.
تعارف الاثنان من خلال شرفة صغيرة تطل على خريف أيامهما المصفرة فأضيئ
نور النهار في دجى…

د. آلان كيكاني

ما إن هدأت الرياحُ قليلاً وتفرقتْ الغيومُ عن سماءِ برايتون وتسربتْ من بين حواشيها المهدبةِ خيوطُ الشمس الواهنة وقت العصر لتسقط على شاطئ المانش باعثة فيه دفءً لذيذاً , حتى امتدت الأنامل إلى الأزرار تحلها لتعرّي الأبدانَ الجالسة على رمل الشاطئ والمتعطشة إلى النور والماء ونظرات من عيون جائعة , فبودلت القبلات…