قصة

دهام حسن

آه.. لقد أظلم المساء سريعا.. لم أعد أتبين سبيلي، كان عليّ أن أبكّر في الخروج من البيت قبل غروب الشمس، سوف يفوتني الموعد.. كم الساعة.؟ ثمة فضل من الوقت، لكن ما جدوى الزمن في هذي الحال.! لن أستطيع أن أهتدي إلى المكان.. إذن ليس لي بدّ من العودة، لكن.. كيف.؟ فقد ابتعدت، سوف أضلّ…

نارين عمر

زغاريد مدويّة قهقهت بها طلقاتٌ متدفقة في تلك الغرفةِ الموبوءة برمادِ الموت, وصرخة ثكلى
تصارعُ لكماتِ مصيرٍ ينوحُ, يطلبُ الرّأفة والرّحمة.
صمتٌ مغلوبٌ على أمره, مفزوعٌ من وباءِ الحكايةِ, ينوب عن أنفاسِ صراخٍ لم يعد صراخاً.
محكمة هزلية كالتي يعقدها الصّغارُ في ألعابهم, تلهثُ تحت ثقلِ قلمٍ يبكي بين أناملِ رجلٍ مطأطئ
الرّأسِ يخطّ ما…

هلان روباري

تنفس الصباح في هذه المدينة الباردة معلناً صحوته من سبات عميق، وبدأت السماء تمطر بغضب، الشتاء قاسيٌ هنا، كاتمًٌ لأسرارٍٍ خفية، منغمسٌ برائحة الطين والمطر، فالسماء بخيلة لا تمطر كثيراً وأن أمطرت فمطرها مزعج؛ يحمل معه الطين..! يهدم البيوت..! يسد الطرق..! وسكانها…، يهدونك كل ساعة قناطر من الكلام المنمق المعسول، وثواني قليلة تكفي…

قصة: عبد الرزاق أوسي
ترجمة: جميل داري

صارت العجوز في قريتها داية.. لأن الله وهب جميع أهل القرية الأولاد والبنات على يديها ..نعم صارت داية لقرية بكاملها ..لهذا فإنهم صغارا وكبارا صاروا يدعونها ” الداية العجوز” وبهذا الاسم صارت معروفة في القرى المجاورة أيضا.
يدا الداية العجوز لا تحملان الخير والبركة في الولادات فحسب..لكنهما أيضا تحملان الخير…

وزنة حامد

نامت القرية يا حمد …مثلما تنام بقرتك المعلفة…أضوائها أضاءت كمصابيح هرمة … كلب جارتك العجوز والتي راودتها أكثر من مرة , تكوم منزوياً بعد عراك غير متكافئ مع البراغيث … وعجل الحاجة خديجة…استسلم للنوم بعد مراوغة طويلة مع النعاس , وأنت مازلت تتحصن بالعرق وتتشبث بالسهر … ما بك يا حمد ؟ ثيابك…

وزنة حامد:
w.hamedose@gmail.com

أنفقت الأموال, بعثرت الكثير, أهدرت تركتك كاملة, والآن ماذا بقي لتحتفظ به..عقارات بعتها..!! بساتين وهنتها ويبستها كلياً إلى أن باتت مرتعاً شاسعاً للأطفال ومعبراً آمناً للبهائم.
والطواحين آه أوقفتها.؟!
ماذا بقي من تركة والدك, سوى هذا المنزل البسيط وهذا الأثاث الرث الذي يقرف منه العين, وتشمئزه النفس
– انحدرت من جباهه قطرة عرق.

– ابتعد…

وزنة حامد أوسي:

لم يغمض لي عين في تلك الليلة المثقلة بالعناء , ولم يلمس النوم جفني لهنيهة واحدة ,وأنا أتقلب في الفراش يمنة ويسرة ً, تارة آسر أنفاسي ,وتارة أخرى أتحايل على حواسي بالنوم ,فراراً من انهياراتي العصبية التي تكاد أن تصدع جمجمتي بالسؤال والجواب …ما من جدوى..؟ أمسكت بغطائي أزحته عن جسدي نهائياً…

وزنه حامد
w.hamedose@gmail.com

كانت تهرول ..تضحك ,تشرع ذراعيها وهي تهبط من الدرج لتنثر الأرض وروداُ بنفسجية وأخيراً قفزت لتقطع المسافة في النزول من الدرج.
ارتمت في حضنه متماهيةً.انتابتها غبطة لا مثيل لها تملكها شعور أفقدها التوازن قال لها:
ـ مهلاً….مهلاً يا عدلة ما سبب هذه الغبطة الغريبة.
تناولت يده واصطحبته متابعة…. قالت:

ـ تعال معي.. يا حسن سأستضيفك اليوم في…

قصة بقلم : محاسن الحمصي

قبالة المرآة ,بصق على الوجه الآخر دامع العينين مستجيرا :” ملعونة تلك (الداية ) التي أخرجتك من رحم أرنبة شهوانية .. سحبتك من رأسك الفارغ , قدميك المهتزتين , يديك المرتعشتين..؟”
جمع قبضته , ولكــمـــهُ ..
خيوط دماءٍ تسيل , نجوم , دوار .
دخـل في غيبوبة النسيان ..
تناثرت شظايا المرآة , تبعثر…

وزنة حامد

لم يكن بالأمر السهل لعائشة عندما اتخذت قرارها الأخير فهي تقول إنه أصعب قرار اتخذته في حياتي ، لكن يجب على الإنسان أن ينحني أمام الحقيقة والواقع لا بد منه بهذه الكلمات كانت تتمتم عائشة وهي تلملم ما تبقى من أمتعتها التي يعز عليها أن تجمعها في حقيبة لتنهي بذلك آخر ارتباطٍ مادي…