نارين عمر
وضعَ إصبعه على مفتاح الرّاديو, سرعان ما رفعه. حاولَ الضّغط على زرّ التلفاز, عدلَ عن ذلك أيضاً.
-لا …لا…لن ألوّثَ أمواج سمعي في نجيع المهاترات المهترئة من كثرة التداول في قاع الأخبار والأنباء.
الحرب…الأسلحة النّووية…الدّمار…الحربُ في كلّ مكان, في الشّارع, في البيت, في الأماكن العامّة والخاصّة, حتى أحلامنا لم تسلم من هذه الوساوس الموسوسة.
أمسكَ بيديه المرتعشتين تلك…
محمود عبدو عبدو
-1-
مُعادلاتٌ لونية
الفقرُ أسودٌ, والغنى أبيضٌ , لكنْ
الغنيُ يحبّ سوادَ الليل ِ, كي يمارسَ فيهِ بياضهُ
بينما الفقيرُ يحبّ النهارَ , كي
يركضَ فيهِ خلفَ قوتهِ الأسود.
-2-
خـطايـا
كلَّ صباح ٍ أجدُ راحتايَّ مملوءتين ِ
بالكثير ِ منَ الأحلام ِ والخطايا
وفي المساءِ أتسولُ ….
أحلاماً
وخطايا
………….. جديدة .
-3-
مدينة ُ /الأنـا /
في كلِّ ناصيةٍ وقفتْ الأنـا ,…
أحمد حاج داوود
e.hajdawud@yahoo.com
اختلطت الألوان في زحام ساحة النظر , وتناثر بريقٌ رهيب له قوّة تلك الألوان المختلطة في فتور , ملمس جدران بدت كثيرة كان خشناً يودي بالذاكرة الى اصقاع مجهولة, في رحاب هذه الأجواء كانت بذور الأسئلة تنبت لتتفرس خلايا ذاكرة سوران ,المقبل على الحياة ـ بالصورة التي أرادها من سبقوه ـ في عتمة…
ماهين شيخاني
بالرغم من التخدير الكلي لجسدي إلا أنني كنت أسمع أصواتهم المبهمة الآتية من بعيد أو من العالم الآخر وهم يتحدثون ويتناقشون حول هذه الحالة الفريدة من نوعها ، بدا عليهم علامات العجز والتعب ، هؤلاء أشباه الرؤوس الخضراء الملثمة والمكممة والذين شكلوا لجاناً ومتخصصين لدراسة المشكلة ، تجمعوا فوق رأسي المليء بالمتناقضات والمرفق بطنين…
محمود عبدو عبدو
الصغيرة الأولى :
فارقت الموت وقاربت الحياة
تركت آثار هندسة الموت
مرسومة فوق صفحة وجهها
المغبر
و تبضعت سطورا
في خيالات الشعر الحر قافية ً
دون حرية في لعبة الاستلقاء
…………………….
الصغيرة المتمددة بجانبها :
رفيقتي في الموت
ما أخبار اللعبة
كيف هي غمزتها
نسيتها دون كفن
هل سينتشلها طفل من بعدي
…………….
الطفلة الأخرى :
أماه ما هذا الحجاب
الأبيض
لا زلت صغيرة
على ارتداءه
………….
وأخرى :
فرشت جدولتها كما تفعل كلما
ركبت مرجوحتها
لتُطير شيئا…
أحمد اسماعيل اسماعيل
خيبة:
من نافذة في أعلى بناء شاهق لاحت لنحلة قادمة من البراري العذراء زهرات جميلات.
ضربت النحلة الهواء بجناحيها الرقيقين، وحلقت صوبها عالياً، أحست بالتعب يثقل جناحيها، وخشيت أن تهوي من شدة ما أصابها من إرهاق.. لكنها تماسكت وراحت تحلم برحيق تلك الزهرات الجميلات.
فاض قلبها بالسعادة والسرور وهي تحط إلى جانب زهرات حمراء، وصفراء، وبيضاء..التفت…
نارين عمر
كان يعتدّ بنفسه كثيراً, ويذكرُ أمام رفاق دربه ومعارفه دوماً انّه ولِدَ وفي فمه ملعقة من الأدبِ الخالص النّفيس.
إنّ الكونَ احتفلَ بضيافته تيمّناً بالخصبِ المقروء في عمق فؤاده, لذا فقد جعله نبضاً دفاقاً في شراراتِ الأدبِ والثقافة. فهو خيّالٌ يصولُ ويجولُ في معمعانه دون رادع, صيّادٌ لا يُشقّ له نَفَسٌ أو تنفس.
خشبة المسرح عرينه,…
أحمد اسماعيل اسماعيل
مقايضــة
يقف قبالة المرآة بوجهه الأسمر ،يطالعه وجه مطاطي ،يستدير الوجه ،يتربع، يستطيل ،..وتجري المقايضة بين الوجهين سريعاً .
يستدير الوجه لبنت الجيران.. فتبتسم له.
ويتربع لشيخ الجامع.. فيبارك به.
ويستطيل لصديقه..فيهلل له.
ويتثلث لرب العمل..فيثني عليه.
وإن نسيَّ اللعبة يوماً.. تعبس الوجوه كلها، وتشيح عنه بجفاء.
وحين يلعن شؤم ا ليوم .. يطالعه الوجه المطاطي في المرآة: يستدير، يتربع،…
محمود عبدو عبدو
-1-
نـُور
ضـَوءُ النساء ِ …. عتمة ْ
يُحبّ أمثالي
استعمالها …كمصباح ٍ لحياتهم .
-2-
حـَرف
لـَنْ أزورَ ذاك َ القاموس ْ
دعـني
….هنا اكسرُ الفـَراغ ْ.
-3-
عـَراء
العـَراء ذاكَ المكانُ الوحيدُ , الـّذي يُمكنكَ
فيهِ أنْ تـَلـفـظ َ
……….. وجـُوهـُكَ الكثيرة .
-4-
نـُمو
رغم أنف الموت , نـَمتْ
بنفسجاتُ البراري
واشتعلتْ
بنقش ِ الحياة ِ…
نارين عمر
ذاكرةُ الإحساس
نظرتْ إليه بعينيها تعثرتْ خطواته صفعته بابتسامة اختلّ توازنه…… لوّحتْ إليه بيدها مسّه نوعٌ من الجنون قابلته…حدّثته…صارحته… وهبته حياتها قرباناً لأبجديات العشق…؟؟
أحسّ بنشوةِ النّصر…افترقا…التقيا…؟؟
نصف لقاء,ثمّ ربعه…ومن ثمّ فقد كلّ ما ابتدعته ذاكرةُ الإنسان من الحسّ ومشتقاته.
مصارحات
ارتمى في حضن أمّه بعدما جرفته تياراتُ الغربة والاغتراب بأنواعه وأجناسه وهو يحاولُ أن يبرّرَ لها مفرزاتُ ما…