نصوص أدبية

خالد إبراهيم
عندما حاول طبيب التخدير أن يلعب معي لعبة الخيال والغوص بي نحو الموت السريري المؤقت، طلبتُ منه أن أرى الطبيب مسعود، كنتُ خائفا بعض الشيء، إلا أنني توسمتُ به كل الخير، لا أعلم من أين هو الطبيب مسعود، هو ليس كردياً بالطبع، ولكن أسمه جميل ويعشقه أغلب الكردستانيون.لا أعلم من أي مدينة بالضبط، ربما…

فريدة زادة

لماذا أنا..؟.لماذا أنا..؟.عمري أربعة عشر عاما. كنت أخطط لمستقبلي ..كنت رياضيا ممتازا. بماذا سألعب الان؟ أبالكرة؟
أم.. .بالكرسي المتحرك..؟.ياالله وابنة الجيران ..كيف ستنظر ليوانا على كرسي متحرك وبدون أرجل.لماذا اختارتني القذيفة..؟لماذا لم تختر مجنون الحارة او جدي العجوز أو أم فتحي جا رتنا التي تعاني من الزهايمر،
حيث تخرج بدون علم احد، ويخرج ابناؤها للبحث عنها…

ليلى قمر – ديريك
كان صباحا جميلا والعصافير في بلدتنا الوادعة تزقزق بألحانها الشجية يا أمل .. كان فعلا نهار وادع ياالأمل وقد خاب فينا الأمل وهيهات ان تبزغ فينا إشراقات شمس تكونين فيها الأمل .. عصافير تطايرن في الفضاء وصوتك يسبقك يااا .. هييييي اين انت يا أم مالك ؟ ربااه يا امل ؟ رائحة…

إبراهيم محمود
ثمة نهر صغير لاهث الأنفاس يجري بجوار مدينتنا اللاهثة على أرضها. إزاء منعطف له، ثمة صخرة مغروسٌ نصفها في الأرض، محدَّبة في أعلاها. ثمة رجل خمسيني اقتعدها، يسند وجهه المخطوف لوناً بيده الهزيلة قبل الأوان. رجل يفكّر في كل شيء، في لاشيء. ثمة صمت متوثب.ثمة كلب بادي النعمة في شعره وسمنته ودبيبه على الأرض….

جان بابيير (النمسا)
كل واحد منا كان يبحث عنه في المرآة.حينما يختلط الحب بين الزمن والجغرافية, أية بوصلة تحدد شمال القلب؟يلزمني الكثير لأرمم وجودي المتصدع بك قبل أن تتحدث شفاهي، نطقت أصابعي بما أمر القلب وغصة خلف غصة.طالما راودني النصح بأن أبكي على بقايا أطلال صباح من دونك, معك بالقرب من جدار الوحدة المتصدع لأنثاي التي…

فراس حج محمد/ فلسطين
نحن الذين اتّفقنا على أن نسمّي هذه الحالة التي نعيش فيها حالة “البين بين”؛ ليس لأنّنا نعيش في منطقة وسطى ما بين جنّة الحبّ وناره، أو بين جنّة الوصل ونار الهجران، وليس لأنّنا نعيش نصف الأشياء المحرّمة ونصفها الحلال، وليس لأنّنا في حالة لا هي حلم مطلق ولا هي واقع محقّق.ولكنّنا نعيش…

أفين محمد اوسو
نحن نختبئ خلف متارس النسيان وقلوبُنا تنبح من الاشتياق، اشتقت لعطر الزيزفون عند مدخل قريتي، لخبز التنور ورائحة الحِناء الصارخة من غرفة جدتي، اشتقت لبيت جدي ولأولاد عمومتي ولأتهاماتنا من سرق البيض ومن أفزع الخيل لا تسألوني أين حلوا ؟؟ فذاكرتي لا تسعفني لأذكر خريطة العالم ، اشتقت لقامتك وأنت تصلي فأين رحلنا يا جدي أولادك…

افين محمد اوسو
أنسدل نور الحياة على طفولتنا ونحن الأجنة الذين ولدنا من رحم نساء كورديات كنا بمثابة جدار فاصل بين حرب تدور رحاها بين حكومة تحاول جعلنا مسدس معطوب الرأس و عائلتي التي تحشي أدمغتنا الفارغة ذخائر وطنية وتعلمنا خلسة لغتنا الأم
خرجت للعالم في أول يوم مدرسي وأنا أتدحرج بحماسي الصبياني دخلت الصف وابتسامة عريضة…

فدوى حسين
عيناها الزرقاوان كزرقة بحرٍ هادىءٍ رست أمواجه بعد رحلة تعبٍ طويلة ، كانتا تختلسان النظر أليّ بحذرٍ من بين خصلات شعرها الذهبي المنساب على وجهها، هاربة ًمن جديلةٍ غير محكمة. جلستُ قربها، أمام ذاك البراد المعطل والذي حوله والدها إلى صندوقٍ مملوءٍ بالماء وقطع الثلج الكبيرة، تبيع فيه علب الماء البلاستيكية والعصائر للمتسوقين في…

ماريا عباس
تسكننا الأماكن وترافقنا الذكريات مع ساكنيها، وترحل معنا أينما ذهبنا. الأماكن التي شكلت بدواخلنا صروحاً تأبى الإنهيار، زرعت في أفكارنا بذوراً تنمو وتبحث عن حيزٍ جديد، عن التغيير الذي نرنو، عن طرق تمكننا من المحافظة على ذكرياتنا بأجمل حلة، ولعاداتنا وتقاليدنا المحببة لنفوسنا.ما أعتقدت يوماً بأن الأشياء المادية كفيلة بشدّ وثاق يربطنا بالحياة، والأماكن،…