نصوص أدبية

يزن حدادين
لا أذكُرُ رَحمَ أُمّي جيِّداً ..فقد أَمضَيتُ مُعظَمَ الوَقتِ هُناكَ .. بل كُلَّ الوَقتِ .. وأنا مُغمَضُ العَينَين ..لكن ما أذكُرُه جيِّداً هو الصَّوت الرّوتينيّ المُتَناغِم الذي أَرَقَّ مَسامِعي طَوالَ فَترة عُزلَتي داخِلَ أَحشائِها ..تسعةُ شُهورٍ هناكَ كانت كَفيلةً لتَرويضِ قَلبي على الخَفَقان سويّاً مع ذاكَ الصَّوت …وما أَن ارتَأَت أُمِّي أَنّي جاهِزٌ لمُجابَهة…

ملاك إبراهيم مهنا
جسدي شجرة سريعة الاستسلام لرياح الخريف، كلّما هبَّتْ أسقطَتْ جزءًا منّي.شعريَ الأشقر الحريريّ يتساقطُ مع أولى نسمات الخريف، أمانيَّ تتساقطُ أمنيةً أمنيةً .. صبريَ يقصرُ مع قصر النّهار، وآلامي النّفسيّة تطولُ مع طول اللّيل .. في الخريف، صحّتي النّفسيّة عقارب ساعة تعود إلى الوراء معلنةً عن بَدْءِ التّوقيت الشّتويّ وتجدّد معاناة تتصراعُ داخلي….

إبراهيم محمود
سمّيتك للسماءفأشارت إلى مداها البهيج
سميتك للأرضفأشارت إلى بدعة تكوينها
سميتك للهواءفأشار إلى انتشار نفحته في الجهات الأربع

سميتك للنارفأشارت إلى نور يشع حبوراً
سميتك للترابفأشار إلى الخصوبة الفالحة فيه
سميتك للماءفأشار إلى زلاله العميم
سميتك لِقمَّة الجبلفأشارت إلى شموخها الفصيح
سميتك للسهلفأشار إلى راحته السمحاء
سميتك للواديفأشار إلى عمقه المهيب
سميتك للنبعفأشار إلى موسيقاه الصامتة
سميتك للصحراءفأشارت إلى كنوزها الحالمة
سميتك للغابةفأشارت إلى لوحها…

فدوى حنا
عندما أقفلتَ أبوابكَ أماميكاد يُغرقني بحر الجنونانهارت جسور أشواقيهبّت اعاصيرُ وجديبتُ حزينة كزهر البنفسج عندما اغلقت ستائرَ سماءك عنيضيعتُ طريق الرشدهاجت شطآنيوحيدة انتظريا مُنيتي ..ماذا وراء السكوت؟

تعال واغفوفي ربوع قلبياسرج الفرح واغمرنيفلهيب اللوعةِ يحرقُنيتناجيك كؤوس الهوىٰفي ليالي الغياب مراكبيتتقاذفها امواجكتعالَ بجنونكَبغضبك وشغفكاملأ فضائيلأهدأفقط حُضنكَ مسكنيوعيونكَ سلوتيعندما ينتاب الشرود ذهنيتتسلل الذكرياتالى اوردة قلبيبتمردك فهوَ متعتيتهمس لأعتاب أنفاسيبثورتكَ…

إبراهيم محمود
لا شيء يمنع صوتي من موافاتِكْ شاداً إليه مـــــداه رهْــــن أصواتكلا شيء يوقف نهــــري في تدفقه حباً بوجهــــــــك في نبراسك الفاتك لا شيء يمضي بعيداً عـن معانقة منك إليــــــــه ضروبٌ من كراماتك لا شيء يغفل عنـــك في مشاغله مهمـــــــا تلبَّستِها فـــــــي لامبالاتكيا أنت أكبر من أفق عـلى وسْعه وكل أفــق ٍ يشعُّ فــــــــــــي…

نزهة المثلوثي
لا شيءَ أجمل من كلامه إذْ دنَاهمسٌ الرّبيعِ بوجْده قد أبهرَاينساب كالحلم اللذيذِ كرشْفةٍ وتدفّقت بالدّفءِ أجْرت أنهرَاويقول لي:” كوني بخير وانعمي أنت الصّديقَةُ دائمًا “ما أجدَرا!

قَلْبي يرفرف بالأعالي زاهِيًاحرفي على كلّ الصّحائِفِ أزْهَراأجْتازُ بالحبِّ النّقيِّ شراسَةًوأبثّ بالتِّحنان لينًا أكبَرا ما الحبّ إلا رحمةٌ وعظيمةٌما ضاق عيش بالمودّة واعْتَرى أمْشي ودربي بالنَّقاء مكلّلٌوالدَّهر أبهجَ مُهجتي وتيَسّرَاأوقاتُ أفراحي تصُولُ…

كمال درويش
مُذْ نام بين عينيناذاك الجدول السّكرانما نامت رموش القلبولا غفا في حقلها الريحان
تراتيل عشق ليل نهارلوحات سفر حبلى بالأمانيوالجلّنار

وأغنيات تزيّت حروفها قبلا .. ونار
مذ قلتُ أحبّك اتّسع الطريقوالخطوات تحترق إلى جنّاتكتهتدي بسكّر شفتيك .. للروح فنار
والريح في المدى توقد جنونهافي كلّ زاوية انفجار
عشقك يغيّر بوصلتي .. لا يصلّي للهزيمةشلّال إصرار
كلّما ترشّفت أمنية من صدرك…

فائقة نائل فائق
مَن يُضيء القناديلمَن سيملأ الكؤوسالبارعُ في رقصكَ الأزليمحطتي أنتَ للأستراحةلا سواك يفهم ما يخط القلمولا غيرك يعلمُ ما في القلب يدور ويخفقتشدني مفاتيح الفردوس اليكَاصوغ ألف والف من الحكايات

لعلي أستطيع أن استرجع قلبيالهارب مِنكَ وإليكوانا التي اخترعت خط الرسائلوالآن افشل كيف أكتب لكربما يفضحني تَلألُؤ بريق عينايحالة غريبة من العشق انتبئرٌ من الكلمات…

إبراهيم محمود
على هذه الصفحة الضوئيةأمضيتُ عمراً أكنّ له تقديراً لائقاً به رغم مهامه الجسامعاينتُ حياة وعاينتني حياة وتعلمتُ الكثير مما يبقيني في الحياة الحياةأردت أن أكون لاتباهياً بالحياة، وإنما ما يكسِب الحياة لوناً، شكلاً، حجماً ومعنىً..أمضيت بعضَ نهر من الحياة، وفيه تجلَّت حياة تقرّبني منّي وأخرج إليها بظلّ مناسِبعمراً تسلسل في مئات ومئات من المقالاتفي…

إبراهيم محمود
لي من الآخَرما يبهج القلبوتسكن إلى روحها القصيدة
ولي من الداخلما ينير حمة الخارجوترتاح إلى خطوها القصيدة

ولي من الحربما يثمر لسان السلاموترتاح في معناها القصيدة
ولي من الصمتما يزيد الكلام طيراناًوتوسّع في حلْمها القصيدة
ولي من القراءةما يطرّي جمرة الكتابةوتؤذن ساعة القصيدة
ولي من الكتابةما يبقي القراءة يقظةوتنبجس وعود القصيدة
ولي من الموت ما يوقف الحياة على قدم وساقوتنطلق بها…