عصمت شاهين الدوسكي

 

آهٍ من الشَّوقِ، إن ضاقَتْ نَفْسي،

هَمَسْتُ لها: اصْبِري…

ففيكَ أَجْري، وفيكَ نَفَسي.

وَلَعي فيكِ نَداءٌ لا يَهْدَأُ،

ومَنْعُكِ لَسْعَةُ نارٍ

تَسْكُنُ همسي.

عِشْقٌ يَتَرَقْرَقُ ما بينَ صَباحي وأَمْسي،

فَلا تُمِلِّي عَلَيَّ المَسافاتِ،

هي ظِلِّي… هي كل أُنْسي

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يا مَلِكَةً تَسْكُنُ مِحْرابَ وُجودي،

يا نَبْضاً يَجْري في عُروقي

دونَ خارِطةٍ أو حُدودِ،

أَنْتِ الحاضِرَةُ في غيابِكِ،

والغائِبَةُ في حُضورِكِ،

أَنْتِ سِرُّ رُدودي،

كُلُّ أَشْتاتي تَذُوبُ فيكِ

لَهْفَةً تُخالفُ قُيودي…

صَباحاتُكِ…

ماهين شيخاني

كان الشتاء في ذروته، والبلدة تلفها غيوم سوداء أثقلتها أمطار متواصلة منذ الفجر. في ذلك الصباح، وبينما يراقب طلابه يحلّون مسائل الرياضيات، اقترب منه شاب في مقتبل العمر، ملامحه مضطربة وصوته بالكاد يخرج:

– أستاذ… عندي طلب شخصي.

رفع الأستاذ رأسه، وقد اعتاد على المفاجآت في هذه البلاد:

– تفضل يا بني.

– خلاف عائلي، لا شأن له…

مصطفى عبد الوهاب العيسى

حين تكون القضايا عادلة ، فإنها تمنح المناضلين والمؤمنين بها والمناصرين لها مساحة واسعة في الفكر والأدب ، ليهمسوا بها وللعالم همساً لطيفاً ، وبرقةٍ وأناقةٍ وهم يطرحونها ويعبرون عنها بأساليبهم المختلفة ، كقصيدة ، أو رواية ، أو مقال ، أو كتاب ، أو .. الخ ، وهذا ما…

عبدالجابر حبيب

لم يكن ذلك الوقت للشغف.

أنا من صنعته لك، قد اقتبسته من عقارب العمر.

استيقظت على قرع طبول الشمس، تطرق بعجلة قطرات الندى بملهى قلبي.

راقصات صماء، مبهرون.

نهضت على جلجلة تئن روحي.

عانقت قنبلة الشوق، ربما تزغرد على جبهة قدري.

شردت بصقيعك البارد.

امتطيت حضارة الفجر، لجأت إلى إكليل قبر ملغوم.

عانقت ركام وجعي، حفرت قبر قديس.

امتطيت معجزة.

راقصت القبور بسهرة ساكرة،…

أحمد عبدالقادر محمود

لم يكن نداءً للسفرٍ

عندما طرقتِ الأبواب الصور

كانت أصواتهم في البدء بشر

قالوا هيا إلى المغانم

لكم فيها كل النذر

لقد نصر الله القائد الغانم

في معاركه على الكفر

أمر سيادته بتقديم القرابين

حمداً وشكراً وتقرباً للمقتدر

أُخذنا رجالاً ونساءً وأطفالاً

إلى حيث لا ندري

أخيراً أُريد بنا أم شر

أُوقفونا في طوابير

على حافَّاتِ الحفر

ومن خلفنا وقفت تلك الصور

صاح مجيدهم

هيا أعطوهم الحصص من الصرر

فانهالت…

كاوا درويش

هناك في أقصى نقطةٍ في أعالي البحار من جهة الشرق، تقع جمهوريتنا التي تسمى بجمهورية الموز أحياناً أو بجمهورية البطيخ أحياناً أخرى… دويلةٌ لا تكاد تُرى على الخريطة، صغيرةٌ بحجم عقل رئيسها الذي لا يهدأ في إتحاف مواطنيه بقراراته الباذخة، وآخرها كان قراره حجب أشعة الشمس بغربالٍ خشية تلوّن وجوه مواطنيه باللون الأسمر لعقدةٍ…

عالية ميرزا

على حافة

الزمن المندلق

اترنح

أهادن ظلي العنيد الذي يئنُّ

خلف خطواتي المتعبة

خجولاً

كجذع شجرة بلوط

خانها الريح

واستوطنه خريفٌ

نسى ان يرحل

في أمسيات الحزن الموجع

أراه يحتضن وحدته

يمشي به على الجمر

لينساب

بين شقوق المعنى

تسكنه الدهشة

كشهيقِ غريق

ثم يميل باتجاه نورك المنفلت

كقرص دوار الشمس

عندها ينهشني الحزن

ويزاد يقيني

انك تسكن خلف السراب

خلف

حكايات الريح الزائلة

في حضن أشجار

الغابات الهرمة

التي نسيت كيف تهتز

لريح

صدر العدد (26) من مجلة شرمولا، وهي مجلة أدبية ثقافية فصلية تصدر باللغتين الكردية والعربية في شمال وشرق سوريا.

وتناول العدد الجديد للمجلة “الصحافة الورقية في سوريا الجديدة” كملف للعدد، وأدلى عدد الكتاب والصحفيين بآرائهم حول هذا الملف. ومما جاء في افتتاحية العدد:

“يكمن سر وصول أي صحيفة أو مجلة مطبوعة إلى النجاح والاستمرارية وتقبل الجمهور بكافة…

إبراهيم أبو عواد / كاتب من الأردن

الاغترابُ _ في المَنظورِ الأدبيِّ والنَّسَقِ الفَلسفيِّ _ لَيْسَ انتقالًا مِنْ مَكانٍ إلى مَكانٍ ، أو الابتعادِ عَن الأحبابِ والأصدقاءِ.إنَّهُ شُعورُ الفَرْدِ بالعُزلةِ،والانفصالِ عَن ذَاتِهِ والعَناصرِ المُحيطة بِه ، أي إنَّ الإنسانَ يَنفصِل عَنْ جَوْهَرِه ، وَيَشْعُر بالغُربةِ وَهُوَ مَوجود بَين الناسِ ، وَيَعْجِز عَنْ إيجادِ مَعْنى حقيقيٍّ للأحداثِ…

ياسر بادلي

أصبحتُ غريبًا بين الغرباء.
كلّ وجهٍ أحدّق فيه، يحمل قناعًا غريبًا، كأنّ الأرواح تلبّستها الغربة، أو كأنها خرجت من جسدها ومضت دون عودة.
أمشي صامتًا، أنسج خطاي بين شوارع باردة، لا تبتسم، لا تصرخ، لا تبكي.
أكتب على الأشجار الهامدة، في الحدائق الهامسة كأنّها مرايا مهجورة، لا حياة فيها، ولا موت.
هنا، حيث الأرصفة تتآمر على الصوت، والهواء…