إبراهيم محمود

 

أطلقتُ الرصيفَ

فبحث عن شارعه

الشارع عن حيّه

الحي عن مدينته

المدينة عن ساكنها

الساكن عن مؤسسته

المؤسسة عن دولتها

الدولة عن حقيقتها

لكن الحقيقة التزمت الصمت

 

أطلقت الشم

فبحث عن رائحته

الرائحة عن وردتها

الوردة عن شجرتها

الشجرة عن حديقتها

الحديقة عن حارسها

الحارس عن حقيقته

لكن الحقيقة التزمت الصمت

 

أطلقت اليد

فبحثت عن جسمها

الجسم عن صاحبه

الصاحب عن موقعه

الموقع عن رمزه

الرمز عن مشفّره

المشفر عن كرسيه

الكرسي عن حقيقته

لكن الحقيقة التزمت الصمت

 

أطلقت الهواء

فبحث…

عصمت شاهين الدوسكي

 

سَما الأمنيات إن تبسًمت قًليلا

غًدًتْ لًحْناَ في الأعماقٍ سَيلا

في صوتٍها المُعنى جَمالا

وفي بَسمتِها نَغمةً وتَرتيلا

مالي رمضان إن صِمنا مَعَها

بَهاء وضِحكة ونِعمَة تَهليلا

سَما السرى إنْ تَجلَت

هامَتِ الرُوح شَوقاَ وتَبْجيلا

حَضَروا سُفرة الألوانٍ

من زادِ وماءِ وَنفُوس جَزِيلا

فاليوم شٍفاه تَبسَمتْ

وَعُيون أشْرقَت حُبَا وقٍيلا

مَهْمَا كانَ البعدُ عِنْوَاناَ

يَظَل القُربُ حِلْما جَميلا

تَمُر الأيامُ في انتِظارِ

والقًلب يَتأمل فُطوراَ وَتَقْبيلا

على الجَبينِ والخَدِ…

محمود فقيه

 

كانت الاحتفالات تقتصر على الكرد اللبنانيين، لكن مع انهيار الأنظمة العربية، استقطب لبنان كرداً من دول عدة مرة أخرى فصار “النوروز” مناسبة تجمع كل كردي، لبنانياً كان أم وافداً أم مقيماً.

جرت العادة أن يُحيي الكرد عيدهم في 21 آذار/مارس من كل عام. ومع بداية فصل الربيع، يتوجهون إلى الطبيعة بملابسهم التقليدية حيث يقيمون حفلات…

عبد الجابر حبيب

 

على كتفِ الضحَّاكِ نبتتِ الأفاعي،

وكلَّما جاعَ الظلامُ،

كانتِ الرؤوسُ ولائمَ جنونهِ.

لكنَّ كاوا،

بحدِّ المطرقةِ، بوهجِ الشرارِ،

شقَّ في الليلِ نافذةً،

وأوقدَ للنارِ درباً.

 

قد لم يمتِ الضحَّاك،

ولكنْ لم ينكسرِ الجبل،

ومنذُ القدم

يبتلعُ صرخاتِ الذينَ ظنّوا

أنَّ الفجرَ لا يعودُ إلى الوراءِ.

 

“نوروزُ قادم!” هتفوا،

رغم أنَّ الجبلَ مغلقٌ كجفنِ نبوءة،

فارتطمت مطرقةُ كاوا

بليلٍ مسمَّرٍ على جذعِ الغياب،

فانكسر الصمتُ الحجريّ،

على آمالٍ باردةٍ كضلوعِ المدنِ…

إبراهيم محمود

 

إذا كان في مقدور التاريخ أن يُعلِم الرواية، أنه يمثّل النسَب الذي يستحيل تجاهله، فإنه في مقدور الرواية أن تعلِم التاريخ من جهتها، أن ما تشير به إلى التاريخ لا يعود هو نفسه. إن التاريخ يطلق أسماءه على الأشياء والأحداث والوقائع، والمناسبات والرواية تقابل التاريخ منها بطريقتها. كم هي المسافة عميقة وواسعة بين تاريخ…

عبدالجابر حبيب

 

على صفحة الغديرِ

مشاعلُ متلألئة

 

ظلالٌ تتمايل،

رقصةُ الصبايا حولَ اللهب

لوحةٌ جدارية

 

دبكةٌ كردية،

تشتدُّ معَ كلِّ خَبطةِ قدمٍ

حماسةُ الإيقاع.

 

نوروز،

معَ اتجاه الريحِ يصعدُ

عبقُ الشواءِ

 

قمةُ الجبل،

في دائرةِ الرقصِ

علمُ الحرية

 

ساحةُ الاحتفال،

عيونُ الصغارِ تلاحقُ

طائراتٍ ورقية

 

نهرٌ جارٍ،

على الضفةِ الأخرى

طائرةٌ ورقية

 

أعيادُ نوروز،

إلى ألوانِ ثوبِ الراقصةِ

ينجذبُ اليعسوب

 

يومُ نوروز،

تحتَ أشجارِ البرتقالِ

تتناثرُ البراعم

 

صوتُ الطبلِ،

تحتَ وَطْءِ المطرِ

رقصٌ مستمر

 

ظلُّ الأشجار،

على العشبِ الطريِّ

مجالسُ العيد

 

صباحُ نوروز،

على الطريقِ الجبليِّ

عطرُ الأثواب

 

حافةُ النهر،

تمحو آثارَ…

صالح جانكو

‏فارس الأغنية البوتانية الجزيرية التراثية والفلكلورية الملحن الموسيقي والفنان الكردي ابن مدينة ديرك ، الديركاوي الأصيل شفكر ميرزا أو( شيفو محمدي صور) كما يسمى في الأوساط الشعبية في محيطه الاجتماعي كلقبٍ إرتبط به منذ طفولته وهو نوع من الإمالة ‏للأسماء في اللغة الكردية التي تستخدم للتحبب ‏واستسهال اللفظ.

‏هذا الفنان الأصيل الذي تشرب هذا الإرث…

عصمت شاهين الدوسكي

 

جئتُ مباركا لكم لست وكيلا

أعماقي شوقا .. نورا جميلا

جئتُ احمل آيات الرحمة

والمودة والأصيل أصيلا

فلا تتركوا الأرض رمادا

تعلنوا نفيرا تكبيرا وتهليلا

” كاوه ” رمز للحلم للحياة

ليس شريعة تتبع بلا دليلا

فالفرح ليس في الألوان

بل في القلب شغف جزيلا

…………

جئتُ بعد أعوام الجفاف شكورا

نمت على الأرض دون حصيرا

أبشر القلوب مطرا ، ربيعا

وتارة من طيب الٱنعام كثيرا

فلا تعجل…

صدرت حديثا رواية قلعة الملح عن دار الزمان للنشر والتوزيع في دمشق للكاتب السوري ثائر الناشف المقيم في النمسا، يناقش النص تحديات الهجرة والاندماج وصراع الهوية والانتماء بين الشرق والغرب.

تتناول الرواية قصة سامي إسماعيل شتيفان فالتر، وهو لاجئ سوري في النمسا، ويعمل في مجال التدبير المنزلي، يتعرّف بحكم عمله الاجتماعي على الدكتور جولد شتاينر…

عبدالجابر حبيب

 

مهلاً يا آذار، قبل الرحيل،

ألا تريد أن تعرف من أنا؟

لأخبرك بكل أحزاني…

أنا نايٌ مثقوبٌ بريحِ المآسي،

كلّما عبرتني النكباتُ،

صرختُ رماداً.

 

في فمي أنينُ ديرسم،

وفي يدي حفنةُ ترابٍ من دموعِ حلبجة،

يا ليته كان تراباً،

بل رمادُ أجسادٍ

ذابتْ تحت سمِّ الغزاة.

 

على كتفي حملتُ الزابَ،

ظننتُه نهراً،

فإذا به مقبرة مفتوحة في ليلِ السليمانية،

وفيهالم تتوقف صرخات الأرواح،

منذ أن كنا أطفالاً.

في دروبِ خانقينَ…