مجو ويس
لكَثرةِ ما سمعْتُ بزوال كابوس البطش في بلدي، انتابتني لوهلةٍ رغبةٌ جارفة بأن أُقنِع نفسي بالعودة إلى حضن الوطن؛ فحجزْتُ تذكرةً، وعدت على متن الطائرة إلى حيث أنتمي.
في الحيّ الذي قطنْتُه يوماً ما، مشيْتُ على قدميَّ مقترباً من منزلي.
قبل الوصول إلى مدخل البناء بخطواتٍ، تذكّرْتُ أنني سأشعر بالجوع ليلاً، وبيتنا خالٍ من قاطنيه منذ سنين، فتابعت باتجاه دُكَّان جارنا.
بعد بضع خطواتٍ، تذكّرْتُ أن صاحب الدُّكَّان كان قد غادرَ الوطنَ مثلي، مهاجراً إلى الدانمارك!
ولأن الظلام بدأ يُخيِّم، وازداد عدد حاملي السلاح على حساب المارَّة المدنيين في ساحة الجامع الكبير؛ آثرْتُ أن أبقى آمناً على الشعور بالجوع، لذلك عدت أدراجي.
عبرتُ أحد المارِّين على الرصيف الذي لم يكن ضيّقاً، لكنه كان مشغولاً بثلَّةٍ من المُلتَحين، فأومأتُ للمارِّ بكلمة «شكراً» على إفساحهِ الدرب لي. لم أسمع ردَّهُ؛ فقد كان مُسرِعَ الخُطا مثلي.
على إثرِ سماع المُلتَحين لكلمة «شكراً»، رَغِبَ أحدهم أن يتباهى بسكِّينه أمام رفاقه مجرِّباً إياها:
-
هل أعجبتكم سكِّيني الجديدة؟