إبراهيم محمود
” إلى بول إيلوار .. طبعاً ”
على وقْع اسمك ِ
تتداعى الحواجز الحديدية
الترسانات المسلحة
المتاريس عالية الصنْع
نقاط التفتيش السرية
كاميرات المراقبة عن بُعد
أجهزة الموبايل بإشاراتها الموجهة
الرادارات متناهية الصغَر
غرَف التعذيب الالكترونية
الجسور العابرة للموت
الأسطح المموهة
الممرات المعتمة
الأنفاق الرطبة
في صدى صوتك
تتنحى إشارات المرور
الكابينات الطارئة
المراصد التي لا تُرى بالعين المجردة
السيارات ذات البللور المفيَّم والمانع للرصاص
السيارات ذات الأرقام الخاصة
الدراجات النارية بأصواتها القطيعية
عصي حفظة النظام
مصورو المهام الخاصة
الذين يعرَفون بنظاراتهم المدورة والمعتمة
كتبة التقارير
الصحفيون ذوو الأسماء المستعارة
الوجوه المحمية بالأقنعة
الغازات المسيلة للدموع
مكبرات الصوت الصدئة
الأسلاك الشائكة والمكهربة
في ترددات اسمك
تهرب الأصفاد من أيدي حملتها
القضبان الحديدية السميكة
حزمة المفاتيح المعلقة بحزام السجان
الجلادون الذين يخفون وجودههم
المعنيون بالسجون الكاتمة للأرواح
القضاة المعادون للحياة
كتبة القوانين المخلة بنظام الطبيعة
حرّاس المناسبات المركزَّة
في حكمة اسمك
تنسحب البنايات ذات العناوين المبهرجة
تختفي الصحف المعرَّفة بالثقافة الجادة زيفاً
تختفي الجرائد اليومية التي تجعل الفن طُعْماً لها
تختفي المراكز ذات العناوين البراقة
تختفي الجامعات ذات الهويات المزدوجة
تختفي المهرجانات السنوية المستهلِكة لمشاعر البسطاء
تختفي معاهد الثقافة الشعبية الدخيلة على الشعب
يختفي المجازون الخاصون في إدارة الحفلات الخاصة
في مواجهة اسمك نافذ الأثر
تسقط الرتب والنياشين
تتلاشى المناصب
تختفي الألقاب
تختفي المِنَح التي تأتي من ” فوق “
تختفي الامتيازات ذات الدمغات السرية
الكراسي التي تحمل اسم” خاصة “
تتوارى الألوان عن النظر
تلتزم الموسيقى العسكرية الصمت
الساحات العامة تطرد الهواء الفاسد منها
الحدائق تركل المختفين بين أوراق شجرها
تجاوباً مع صداك الكوني
يتدفق النبع رغم صلابة التربة
يجري النهر غير عابىء بالصخور في طريقه
يغرّد البلبل في سمائه رغم أنف الباشق
يسطع الورد برحيقه متجاهلاً رياح السموم
تداعب السماء الأرضَ بزرقته بأريحية
لا يعود الذئب إلا عند الضرورة القصوى
تحترم الصحراء الحزام الشجري المواجه لها
وأنا أسلس القياد لروحي كي تحتضن كوناً كاملاً
وأنا أدرك أنه بدءاً من هنا يتصالح الموت والحياة دون رتوش