أصدرت منشورات رامينا في لندن الترجمة الكردية الأولى من نوعها لمجموعة قصصية بحرينية، هي مجموعة “دخان الورد” للكاتب البحريني أحمد الحجيري، والتي أنجز ترجمتها إلى اللغة الكردية الشاعر والمترجم الكردي لاوين شيخو بعنوان “Dûmana Gulan“، في خطوة تُعدّ سابقة ثقافية بارزة في مجال الترجمة الأدبية، إذ تمثّل هذه المجموعة أول عمل أدبي بحريني يُترجم إلى اللغة الكردية (الكرمانجية).
تأتي هذه الخطوة بدعم من منشورات رامينا ضمن مشروع أوسع تتبنّاه بهدف مدّ الجسور بين الآداب العربية والكردية، وفتح قنوات تواصل بين الثقافات التي لطالما بقيت بعيدة عن التفاعل المباشر، على الرغم من التقاطعات الجغرافية والإنسانية. وقد حرصت الدار على أن يكون هذا الإصدار باكورة لتعاون ثقافي يمتدّ إلى أعمال أدبية أخرى، تعكس تنوع التجارب السردية العربية والخليجية على وجه الخصوص.
تتناول “دخان الورد” بأسلوب قصصي محكم تفاصيل الحياة اليومية في البحرين، متوغّلة في العوالم الداخلية لشخصياتها، والطبقات الاجتماعية المختلفة، بانحياز واضح للهامشي والمهمّش والمسكوت عنه. يلتقط أحمد الحجيري لحظات مأزومة في الوعي الاجتماعي، ويعيد رسمها عبر حساسية لغوية شفّافة، تجمع بين التوثيق الشعوري والاقتراح الرمزي، ما يجعلها نصوصاً قادرة على تجاوز جغرافيتها نحو مشترك إنساني أرحب.
وقد شكّلت خصوصية هذه اللغة السردية تحدياً كبيراً في الترجمة، لاسيما من حيث التعامل مع اللهجات والإشارات المحلية والثقافية، إلا أن المترجم نجح في نقل الروح الشعرية والبعد الإنساني للنص، دون أن يقع في فخ التفسير أو التبسيط.
وبهذه المناسبة أوضح هيثم حسين؛ المدير العام لمنشورات رامينا أنّ هذا الإصدار يأتي في إطار مشروع الدار النوعي لترجمة أعمال مختارة من الأدب العربي إلى الكردية، والعكس، بهدف تعزيز الحوار الثقافي بين الشعوب التي طالها التهميش أو الانقطاع الثقافي، سواء لأسباب سياسية أو مؤسساتية.
وأضاف: “نحرص على تقديم ترجمات أدبية نوعية تُعرّف القارئ الكردي بتجارب سردية من مختلف أنحاء العالم العربي، ونعتبر ترجمة مجموعة أحمد الحجيري مساهمة في مدّ الجسور بين أدبين ظلّا بعيدين عن التواصل المباشر في الحقل الأدبي على الرغم من القرب الجغرافي والإنساني.”
يُتوقع الإصدار أن يُحدث أصداء ملحوظة في الأوساط الثقافية الكردية، خاصة أن الأدب البحريني لم يكن قد وصل سابقًا إلى اللغة الكردية عبر الترجمة، ما يجعل “دخان الورد” بوّابة أولى لاكتشاف صوت سردي خليجي مغاير، أكثر قرباً للإنسان اليومي، وأقلّ تكلّفاً في لغته، وأكثر انحيازاً للهامش والهوية العميقة.
يشار إلى أنّ الكاتب أحمد الحجيري، وُلد في البحرين عام 1950، حصل على بكالوريوس اللغة العربية وآدابها، بكالوريوس الحقوق، وماجستير الإدارة العامة. تنوّعت مسيرته المهنية بين التعليم، الثقافة، العلاقات العامة، إدارة الموارد البشرية، الخدمات القانونية، والمحاماة. بدأ بنشر قصصه القصيرة منذ عام 1969، حيث ظهرت معظمها في الصحافة المحلية، وله مجموعة قصصية واحدة بعنوان “دخان الورد”. شغل عضوية إدارة أسرة الأدباء والكتاب في البحرين لعدة دورات، كما ترأس الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان لعدة دورات، ولا يزال في هذا المنصب.
جدير بالذكر أنّ المجموعة جاءت في صفحة ٩٢ من القطع الوسط، وبلوحة غلاف للفنان الكردي العالمي بهرم حاجو.