همسة نرجسية

نصر محمد / المانيا 
في هذا المساء الشتوي ، وانا جالس في كافيه روزانا في مدينة بوخوم الألمانية العائد للسيد ادهم بطال الملقب ب ابو رافي ، ذاك الشاب الخمسيني وهو كوردي من مدينة القامشلي ، الإبتسامة مرسومة دوما على شفتيه ، لقهوة المساء مذاق آخر، وانت تستمع الى موسيقى واغاني كردية هادئة ، تشعر وكأنك في احدى المدن الكردية مثل عامودا والقامشلي .
في هذا المساء الشتوي ، كانت السماء تثلج وتطرز الأفق بلون ابيض ، كنت ارقب المشهد من الكافيه ، شعرت برغبة ملحة في كتابة رسالة او اي شيء ، لكن ليس على الورق ، اردت ان اكتبها في القلوب ، اخترت نفسي ، سازرع كلمة دافئة هنا
وإبتسامة هناك ، بدأت بالتجربة ، كتبت أول كلمة بحذر ، خفت ان تكون باهته ، او بلا معنى ، لكن حين اوصلت بها الى احدهم ، ازهر وجهه ، وارتسمت ابتسامة صافية ، عندها ادركت ان ما افعله يشبه الغزل ، لكن ليس بالخيطان ، كنت اغزل مشاعرا ، خيوطها من صدق ونقاء، الوانها من نبضات القلب ،
صنعت وشاحا من كلمات دافئة ، اهديته لكل من مر في حياتي ، ذات حين قيل لي ان كلماتك تشبه زهرة النرجس البيضاء في يوم بارد ، كنت ابتسم ، ادفئ بفكرة انني استطيع ان اترك اثرا صغيرا ، لكنه يزهر في قلوب الأخرين .
في تلك الاثناء سألني ابو رافي ان كنت سأشرب شيئأ اخر ، فطلبت كوبا من الكابتشينو ، بعدها عاد بي شريط الذكريات
يحدث أن يقودك القدر و تتعرف على إمراة في غاية الجمال وبهذه المواصفات
ضحكتها
تهز أوتار العود
صوتها
أجمل من
حفيف أوراق النعناع
جسدها
عطر قصيدة
عجز عن وصفها الشعراء
صدرها
بدء الحياة وختامها
خصرها
منحوت بحرفة
منه تولد الفراشات
نظرتها
فتنة
دورانها
حول الضوء
كبركان لايهدئه
 جنون الأرض ودورانها
إمرأة من نار
تتظاهر بالبرود
الصمت
بداخلها براكين و تدعي الرماد
لتداري جمرها
في طابور الإنتظار
للفارس الذي يزرع الورود في خدودها
لتحبه وستحبه …!!
تشبهك في كل شيء ، في تفكيرك ، في نظرتك للحياة .
كنا نتحدث ليلاَ ، إلى وقت متأخر عبر الواتساب ، كلما انتهينا من موضوع إلا و اخترعنا موضوعا آخر نكسر به ثقل الليل ، كلاَّ ، بل لنتمسك ببعضنا البعض ، أكون سعيدا حينما أستيقظ و أجد رسالتها ” صباح النور ” ، تشاركنا مواضيع كثيرة ، فتشنا حياتنا الشخصية ، فتشَتْ قلبي أكثر من مرة تأكدَتْ أني أعجبتُ بها ، بعد ذلك اتسعت دائرة الإعجاب – لأني لا أشعر بالحياة في غيابها – ربما تجاوزنا درجة الحب . ذات ليلة اعترفنا ، لكن وضعنا لاعترافنا شرط و هو أن نترك الأمر بيد الله ، نحن سنسير حيث قادنا القدر ،

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

ماهين شيخاني

كانت الكتب متناثرة على أرضية الغرفة كما جثث جنود بعد معركة فاصلة. وقف “شيروان” -زعيم حزب “التحرير الديمقراطي”- يتأمل خراب مكتبته كقائد يزور ساحة هزيمة.

في الأمس القريب: كان على منبر مؤتمر دولي مرموق، يلقي خطاباً عن “الديمقراطية التشاركية” و”حقوق الشعوب في تقرير المصير”، صوته جهوري، حجته قوية، إيماءاته تملأ الشاشات. قال للعالم:…

يسر موقع ولاتى مه أن يقدم إلى قرائه الأعزاء هذا العمل التوثيقي القيم بعنوان (رجال لم ينصفهم التاريخ)، الذي ساهم الكاتب : إسماعيل عمر لعلي (سمكو) وكتاب آخرين في تأليفه.

وسيقوم موقع ولاتى مه بالتنسيق مع الكاتب إسماعيل عمر لعلي (سمكو). بنشر الحلقات التي ساهم الكاتب (سمكو) بكتابتها من هذا العمل، تقديرا لجهوده في توثيق مسيرة مناضلين كورد أفذاذ لم ينالوا ما يستحقونه من إنصاف وتقدير…

نصر محمد / المانيا

-يضم صورا شعرية جديدة مبتكرة ، لغة شعرية خاصة بعناق ، تعانق الأحرف بالابداع من أوسع أبوابه ، انها لا تشبه الشعراء في قصائدهم ولا تقلد الشعراء المعاصرين في شطحاتهم وانفعالاتهم وقوالبهم الشعرية

-مؤامرة الحبر يترك الأثر على الشعر واللغة والقارئ ، يشير إلى شاعر استثنائي ، يعرف كيف يعزف على أوتار اللغة…

 

فراس حج محمد| فلسطين

تتعرّض أفكار الكتّاب أحياناً إلى سوء الفهم، وهذه مشكلة ذات صلة بمقدرة الشخص على إدراك المعاني وتوجيهها. تُعرف وتدرّس وتُلاحظ تحت مفهوم “مهارات فهم المقروء”، وهذه الظاهرة سلبيّة وإيجابيّة؛ لأنّ النصوص الأدبيّة تُبنى على قاعدة من تعدّد الأفهام، لا إغلاق النصّ على فهم أحادي، لكنّ ما هو سلبيّ منها يُدرج…