عن دار الزمان، صدر الكتاب الأحدث للباحث إبراهيم محمود:
سماء على أرضها” حول تجربة الكتابة لدى الكاتبة والشاعرة الكُردية: مزكين حسكو ” في ” 462 ” صفحة من القطْع الكبير، وفي تجليد فني أنيق.
مزكين حسكو، شاعرة كردية معروفة في وسطها الكردي بكتاباتها الإبداعية في الشعر والنثر، وهي من مواليد ” 1973-..” تقيم في ألمانيا منذ ثلاثة عقود.
يتضمن فهرس الكتاب العناوين التالية:
سماء في ذمَّة الأرض ” عتبة إضاءة “
مزكين حسكو في مقام الآخر
مفرد مزكين حسكو وجمْع قولها الشعري
قراءة في كتاب ” المرأة وقضية الأدب “
سماءٌ على أرضها: ” قراءة في كتاب ” من صُرَّة الحياة “
مختارات
-مختارات شعرية
من ديوان: حروف الحب
من ديوان: بين أنفاس الآلام
من ديوان: قلادة زنابق
من ديوان: دروب مخضرة
من ديوان: ملاك الفضة الساحرة
من ديوان: البراعم الثملى بالضوء
من ديوان: دعسوقات في كؤوس الورود
-متفرقات
مختارات نثرية
من كتاب: من صرَّة الحياة
من كتاب: من قاموس التجوال
من كتاب: من إشراقة بستان السرد
ملحق 1
ملحق 2
ملحق 3
سيرة ذاتية لإبراهيم محمود
سماء في ذمة الأرض ” عتبة إضاءة “
لأنطلق من قول مشهود له بكثافة المعنى وشفافية الرؤية للفرنسي جان ميشيل مولبوا( …لا أجد سببًا أكثر جلاء للشعر من حقيقة أننا نتحدث عن مخلوقات. فمن خلال هذه الكلمة البشرية التي تكوِّننا ، نقف على حافة العالم ، بطريقة مختلفة تماماً عن الحيوانات ، مرتبطين ومنفصلين ، منغمسين فيه ومواجهته على حد سواء ، كما يشعر بالفضول حيال ما هو موجود ويزعجه. ونظرًا لأننا نتحدث عن مخلوقات ، يتم استغلالها برغبة واهتمام ، فقد تم إنشاء مكان فينا لهذه الأنواع من المفاهيم الغريبة التي هي المثالية أو المطلقة أو المستحيل أو الأبدية …).
لأبدأ بما يوسّع أفق الرؤية إلى هذا الكائن المرئي اللامرئي، المأخوذ بتكات الساعة، والمحرر من كل عقرب ساعات، أو دورة الزمان المعتبَرة، بصدد هذا الشعر الذي نتوسله شهادة حضور جلية علينا.
والبدء من لاتناهي الشعر هذا، امتلاءً باللامتناهي فضائياً، حيث إن الشعر يقيم في الأعالي، مثلما أنه يمد بجذوره اللامرئية في أعماق الأرض، المحيطات، قمم الجبال الأكثر علواً وشموخاً، في أوقيانوس الصحارى المتماوجة رمالاً وحكايات وأصداء أصوات كائنات تصل ما بين الأرضي والسماوي، وما في ذلك من إحالة للشعر على ما لم تره عين، ولم تسعه أذن، ولا التقطته ذاكرة، وهو الطليق باسمه، وليس كما يقال فيه، ما يبقيه القريب من كل شيء، وكأنه القابل للقياس والوزن…
امرأة كردية بعيداً عما يُستعار خارجاً لإبعادها عن شخصيتها التي نالتها بيمينها بجدارة.
امرأة لا تخفي بياضها، حين تسمّي سوادها( وهل سوى السواد ما يعطي البياض قيمته؟)، ولا تتجاهل سوادها، حين تسميه بدوره( وهل سوى البياض ما يستدعي السواد ليكون سوياً باسمه ؟ ) .
وهي في عقودها العمرية الخمسة ونيّف، لا تخشى من التذكير بعثراتها، أو أخطاء لها، أو حالات ندم لها، أو أوجاعها، أو مواجهتها لنفسها، ومن هم حولها، وبين آخرين، ليس بمنطق المداهم، وإنما القادر على لفت الأنظار، على أن الإنسان حصيلة عثراته وآلآمه وأوجاعه وأمراضه، ليحسن التعبير عن ارتقاءاته، وآماله، وأمانيه وتطلعاته، وطموحه الذي يمضي به هنا وهناك .
لتكون السماء صنعة أرضية، وكأنها بأرضها التي استوعبت ذخيرتها، وفي نطاق ما رأته وعاشته، أبصرت الكثير من مسلهمات ذائقتها الإبداعية، ومرورها في مراحل تمثّل تدرجها الكتابي، ومن هنا كان هذا الانشغال بما هو أرضي، ففيه نسبنا العضوي، وعبره تكون السماء مرآة وجودنا، وفي الوقت نفسه مدارات خيالاتنا، وكشفاً لحقيقة ما ينجزه كلّ منا إبداعاً وتنامياً روحياً، وهو الأثر الباقي.
وكتابتي عن كتابتها، عما كانته، وعما تكونه، وستكونه رأسمالاً ائتمانياً، لا يخفي تجذره في ذاكرة المكان الذي يعاند تقاطعه، ويساند وحدته كردياً، وثمة الألم : الخميرة التي تحيل عجينتها إلى خبز شهي في ” تنور ” المعاناة بجغرافيتها الكردية المرئية والمحمولة بين قلبها وقلبها .
تجربة، تسمي فضاءها الإنساني بلسان امرأة أمَّنت لنفسها صوتاً له تردداته وجمالياته .
لهذا، من هنا، وأبعد، وبناء عليه، وإليه أيضاً كان هذا الذي يُسمّي نفسه كتاباً، حولها، وعنها بجلاء