نارين عمر
” التّاريخ يعيد نفسه” مقولة لم تُطلق من عبث أو من فراغ، إنّما هي ملخّص ما يحمله البشر من مفاهيم وأفكار عبر الأزمان والعهود، ويطبّقونها بأساليب وطرق متباينة وإن كانت كلّها تلتقي في نقطة ارتكاز واحدة، فها نحن نعيش القرن الحالي الذي يفتخر البشر فيه بوصولهم إلى القمر ومحاولة معانقة نجوم وكواكب أخرى…
محمد إدريس*
في زمنٍ كانت فيه البنادق نادرة، والحناجر مشروخة بالغربة، وُلد غسان كنفاني ليمنح القضية الفلسطينية صوتًا لا يخبو، وقلمًا لا يُكسر. لم يكن مجرد كاتبٍ بارع، بل كان حاملَ راية، ومهندسَ وعي، ومفجّر أسئلةٍ ما زالت تتردد حتى اليوم:
“لماذا لم يدقّوا جدران الخزان؟”
المنفى الأول: من عكا إلى بيروت
وُلد غسان كنفاني في مدينة عكا عام…
د. سرمد فوزي التايه
عندما تُبصر عنوان “فقراء الحُبّ” للكاتبة المقدسية رائدة سرندح، والصادرة عن دار فهرنهايت للنشر والتوزيع عام 2023، تُدرك أنَّ هناك أُناساً فقراء يفتقرون إلى الحد الأدنى من مُتطلبات الحُبّ كوسيلة من وسائل العيش الرغيد على وجه البسيطة، فتراهم يقتاتون ذلك الفتات على أملٍ منشود بأن يغنوا يوماً ما من ذلك المعين حتى…
نجاح هيفو
عندما نتحدث عن الذكورية، فإن أول ما يتبادر إلى الأذهان هو السلوكيات الفردية التي يمارسها بعض الرجال تجاه النساء: تحكم، تمييز، عنف، وتهميش. لكن الأخطر من كل ذلك هو ما يسمى بـ ذكورية المؤسسات، وهي الذكورية المتجذرة في أنظمة وهيكليات المجتمع، بدءًا من القانون والتعليم وصولاً إلى الأحزاب السياسية والسلطات الحاكمة.
ذكورية الرجال قد تتغير…
إبراهيم أبو عواد / كاتب من الأردن
تُمثِّل صُورةُ البَحْرِ في السَّرْدِ الرِّوائيِّ قِيمةً مَركزيةً شديدةَ الأهميةِ ، وتُشكِّل رَمزيةُ البَحْرِ في الخِطَابِ الأدبيِّ مَاهِيَّةً فِكريةً بالغةَ الدَّلالة ، حَيْثُ يَتِمُّ نَقْلُ البَحْرِ مِن جُغْرافيا المَكَانِ إلى جُغْرافيا النَّصِّ ، وَمِنْ التاريخِ المَادِيِّ للظواهرِ الطبيعيةِ إلى التاريخِ المَعنويِّ للظواهرِ الثقافية .
ويُعْتَبَر الرِّوائيُّ السوري حَنَّا…
صبري رسول
وجدتُ هذه الرّواية «عجوز عفرينية تزرع الصّمود» «Pîrejinek Efrînê pêdariyê diçînê» للشّاعر أنس قاسم، عند قارئٍ نهمٍ، وهو من أصدقائي، يهتمّ بالمواضيع الثقافية والأدبية، فاستعرتُ منه وقرأتها، لفت نظري أسلوب الرّواية، وخطابها الفنّي المباشر، وهي تحتلّ مائة صفحة من القطع المتوسط، إصدارات 2022م.
هنا تطرح أسئلة كثيرة نفسها على القارئ:
ما الذي يفرض نفسه على الكاتب…
ماهين شيخاني
في زقاق قديم من أزقة مدينة تتقاطع فيها الطوائف واللغات، وترتجف على وقع الحروب والهدن المؤقتة، كانت بنايتنا تقف شامخة، كأنها تعاند العواصف وتحنّ إلى زمنٍ مضى. كانت البناية مقسومة إلى جناحين متقابلين. الجناح الأول، الطابق الأرضي منه لعائلة كردية، والطابقان العلويان للأخوة المسيحيين. أما الجناح الثاني، فكان الطابق الأرضي لي، بينما يسكن الطابقين…
غريب ملا زلال
كلما فكرت بالكتابة عن أحد أعمال إسماعيل أبو ترابة، كلما أسرعت عدة مكابح توقف همتي وتكسر مهمتي. فإسماعيل نحات يتخذ من أزقة التاريخ حيناً ومن مرجعية الذات حيناً آخر موضوعاً لمجسماته التي تحاكي فلسفة تقارب فهم الحياة، عبر طرق تفضي عن قصد أو دون قصد إلى تأويلات معرفية تشغلك…
فواز عبدي
في أرضٍ اسمها “كردستان الكبرى… المؤجلة”، كان هناك زعيم سياسي عتيق، عتيق جداً يُدعى خالو نمرود، كان رئيس “الحزب الكردي الأصيل المتجدد الديمقراطي التقدمي الحر الشعبي الاشتراكي الوحدوي رقم 7”. حزب يضم سبعة أعضاء، ثلاثة منهم أقرباؤه، واثنان موظفون بالراتب، والسادس مسؤول عن صيانة مكبر الصوت، أما السابع فهو حساب تويتر مزيف.
عاش خالو نمرود…
إبراهيم محمود
من بعد التحية الكردية والسلام على روحك الكردية دائماً يا ” بافي رشو ” الكردي طبعاً، وأعني به بالحرف: محمد سيد حسين، أعني به الكرديَّ أماً وأباً، وخلفاً عن سلف..
كلّي يقينٌ، أنك هناك، كما لو أنك هنا، في بيتك الذي ألِفتُه، بيتي الذي ألفتَه أنت، بيت صديقنا المشترك ” بافي آزاد ” الذي ألفناه،…