ماهين شيخاني
- “وزارة شؤون اللافتات”
في أحد الأقاليم، تم تأسيس وزارة اسمها: وزارة شؤون اللافتات والشعارات الوطنية.
مهمتها الوحيدة: تغيير شعارات الأحزاب كل 6 أشهر، وإطلاق مصطلحات جديدة مثل: “الخط الثالث المعدّل”، أو “النهج المتجدد الثابت”.
كانت لافتاتهم تسبق أفعالهم، وحين يُسأل الوزير عن خطط الوزارة يقول:
– نحن نؤمن بأن الشعارات تُغيّر الواقع، أما الواقع؟ فمسألة ثانوية!
- “مخبرون بلا حدود”
تم تأسيس منظمة حقوقية جديدة اسمها “مخبرون بلا حدود”، مهمتها فضح كل من يُفكّر خارج السياق الرسمي.
يتمّ منح الجوائز لمن يكتب تقارير أطول، ويُخصّص راتب شهري لمن يبتكر “خطرًا وهميًا” على المشروع القومي.
قال رئيس المنظمة في مؤتمر صحفي:
– نحن نحمي حرية الرأي… بشرط أن يكون رأيك مطابقًا لنا!
- “صندوق الاقتراع الموسيقي”
في إحدى قرى الجبال، قرر الناس تنظيم انتخابات محلية، لكنهم لم يجدوا صناديق اقتراع.
فأحضر أحدهم صندوق عزف موسيقي وقال:
– نصوّت بالرقص… ومن يرقص أفضل، يفوز!
وفاز الزعيم التقليدي لأنه كان يرقص فوق ظهور الفقراء منذ سنوات.
- “وزارة الكوميديا الوطنية”
أنشأوا وزارة جديدة اسمها: “وزارة الكوميديا الوطنية”، وظيفتها إنتاج مسلسلات تظهر الزعيم وهو يزرع، يحصد، يحلّ السلام، ويرسم الابتسامة.
لكن الشعب لم يعد يضحك، فقرروا تغيير اسمها إلى: “وزارة الإعلام الجاد جداً”.
- “السجين الذي لا يريد الخروج”
في أحد الأيام، عفا الرئيس عن بعض السجناء السياسيين.
خرج أحدهم، ثم عاد في اليوم التالي إلى السجن.
سألوه: لماذا عدت؟
قال: في الخارج، لا توجد كهرباء، ولا عمل، ولا كرامة… أما هنا، فعلى الأقل لا أحد يطلب مني أن أصفّق!
- “مؤتمر القِطط”
اجتمعت كل الأحزاب الكوردية في مؤتمر طارئ، والرمز الرسمي للمؤتمر كان: قِطة.
سأل صحفي: لماذا اخترتم القطة رمزًا؟
فقال السكرتير العام:
– لأنها تنقضّ على الفريسة، ثم تنكر أنها أكلتها.
وحين تم التصويت على التوحّد، خرج كل حزب بتصريح:
– اتحدنا من حيث الشكل، وافترقنا من حيث الجوهر… فكلنا قِطط، لكن لكل واحد طريقتها في الخربشة.
- “حزبان وأرنب”
في جبل ناءٍ، اصطاد فلاح أرنبًا وطلب من حزبين أن يقتسماه بعدل.
جلس الطرفان، ونادوا إلى اجتماع طارئ، ثم تشكيل لجنة، ثم لجنة منبثقة عن اللجنة، ثم لجنة صُلح…
وبعد أسبوع، لم يبقَ من الأرنب سوى الجلد.
وقال المتحدث:
– نجحنا في تحقيق الشفافية… الأرنب فداء للمسار الديمقراطي!
- “البطاقة الحزبية السحرية”
أُطلق برنامج جديد اسمه “البطاقة الحزبية السحرية”، يحصل حاملوها على خدمات: الكهرباء، الغاز , الماء، التوظيف، وحتى درجات الامتحانات.
لكن أحد الشباب رفض استلامها وقال:
– أُفضل أن أبقى فقيرًا حرًا، على أن أكون عبدًا مرفّهًا.
فتمّ تصنيفه مباشرة كـ”معارض خطير”، ومنع من استخدام الإنترنت..!.
- “أحلام الزعيم”
في إحدى الليالي، حلم الزعيم بأنه صار ديكًا.
وفي الصباح، أصدر قرارًا بمنع جميع الديكة في الإقليم من الصياح قبله.
منذ ذلك اليوم، استيقظت الدجاجات متأخرة، وتأخر البيض، وانهارت الزراعة…
لكن الزعيم قال:
– المهم النظام، أما البيض؟ فمؤامرة خارجية!
- “لجنة الاعتذار عن الأخطاء التاريخية”
تأسست لجنة عليا للاعتذار عن أخطاء الماضي.
وبعد عام من الاجتماعات، أصدرت البيان التالي:
– نعتذر عن أخطاء لم نقم بها، ونحمّل المسؤولية لأشخاص لم يعودوا على قيد الحياة، وسنواصل العمل بنفس الأخطاء… لكن بصيغة جديدة!.
- أمنية الزعيم
في إحدى الليالي، وقف الزعيم الكوردي أمام المرآة وقال: “اللهم اجعلني سببًا في وحدة الصف الكوردي، ولو بعد رحيلي”. ثم ابتسم، وأضاف: “لكن ليس الآن… دعهم يتوحدون على ذكراي، وأنا حيّ لن أتنازل عن الكرسي!”
- تطبيق حزبي جديد
أطلق حزب محلي تطبيقًا جديدًا للهاتف باسم “الرفيق القائد في جيبك”، يقدم نصائح يومية مثل:
لا تفكر… نحن نفكر عنك.
لا تنتقد… نحن ننتقد من أجلك.
لا تحلم… نحن نحلم لك.
وقد تجاوز عدد التنزيلات الخمسة آلاف… لكن جميعها من أعضاء اللجنة المركزية فقط.
- المفصول العظيم
فُصل أحد الرفاق لأنه تكلم عن التقاعد السياسي.
قالوا له: “السياسة عندنا مثل الشرف… لا تُتقاعد منها، إما تُدفن بها أو تُسحب منك بالقوة”.
- المستقلون جدًا
تشكّل تيار جديد اسمه: “الحزب المستقل المستقل المستقل”.
حين سُئل مؤسسه عن معنى الاسم، قال: “حتى لا يتهمنا أحد بالولاء، فنحن مستقلون حتى عن أنفسنا!”
- رؤية استراتيجية
في اجتماع حزبي مغلق، قال أحد القادة بحماس:
– علينا أن نضع رؤية استراتيجية للسنوات الخمس القادمة!
فهمس أحد الشباب الجدد لصديقه:
– وهل وضعوا رؤية للسنوات الخمس الماضية؟
فردّ عليه بهدوء:
– نعم… رؤية كيف ننسى ما وعدنا به سابقاً.
- مناضل أونلاين.
أُعجب منشورٌ ثوريّ لرجلٍ يعيش في أوروبا بـ300 تعليق و500 مشاركة، فكتب فوراً منشوراً آخر:
– “أقسم إنني سأبقى في الميدان!”
فأجابه صديق قديم:
– أي ميدان؟
– ميدان الفيسبوك طبعاً… عندي 3 معارك غداً.
- الحزب القومي للّامنتمين .
أسس أحدهم حزباً جديداً بشعار “نحن البديل النظيف”.
في المؤتمر التأسيسي وقف وقال:
– لا عشائر، لا انتماءات، لا تبعية!
ثم وزّع المناصب:
الرئيس: هو نفسه.
النائب: ابن خاله.
الناطق الرسمي: صديقه في الغربة.
أما اللجنة المالية فذهبت لزوجته، لأنها “تثق به أكثر من الحزب”.
- تمثيل شعبي.
قال عضو برلمان في مقابلة إذاعية:
– أنا أمثّل الشعب!
اتصل أحد المواطنين يسأله:
– ومتى التقيت بنا؟
رد النائب:
– أنا لا ألتقي الشعب حتى لا أتأثر بمشاعره وأتخذ قرارات عاطفية.
- إصلاحات .
أعلنت الحكومة عن حزمة “إصلاحات سياسية”،
شملت:
– إصلاح أسماء الشوارع.
– استبدال “الفساد” بـ”خلل إداري”.
– تحويل لجنة المحاسبة إلى لجنة “النصح والإرشاد”.
ثم قال الناطق الرسمي:
– الشعب لا يحتاج إلى خبز فقط، بل إلى أمل…
فكتب مواطن بسيط تعليقاً:
– نأكل الأمل؟ أم نقطّعه بالمقص؟.
ملاحظة:
كل تشابه مع الواقع هو من محض الصدفة… أو لعلّ الواقع أكثر سخرية..!.