من ديوان “في أعالي المعركة” دبابيس

فراس حج محمد| فلسطين

 

لماذا نحن لم نصرخ بوجه الطائرات؟

لماذا نحن لم نرجم بوارجهم بفوح البارجات؟

لماذا نحن لم نمسح عن الفتيان هذا اليومِ

شرّ الصاعقاتْ

لماذا نحن لم نتقن سوى اجترار الأحجياتْ؟

لماذا نحن ننتظر السؤال نصوغه بمجازه؟

والعجز كلّ العجز في هذا السباتْ

***

لماذا كلّ ما فينا فوات واندثار ومواتْ؟

لماذا يدخلون البيتْ

يأكلون من قصعاتنا

ويلبسون جلودنا

ويشربون دماءنا

ويبصقون في عوراتنا

ونحن هنالك قابعونْ

على ذيول الغانياتْ؟

***

لماذا عندنا القتل الشهيُّ مرتّلاً بالأغنياتْ؟

لماذا يحلم الشعراء بالحلوى؟

لماذا يلعب الأطفال بالموتى؟

لماذا نحن ما زلنا نقولُ

كما قال الثقاةْ؟

لماذا نحن لم نقرأ سوى كتب التراثْ

ونعرف التاريخ والراوي وكلّ المعجزاتْ؟

لماذا نكتب ما جرى وننسى كلّ ما يأتي

كأنْ لا شيء آتْ؟

***

لماذا يكفر الإيمان في أوطاننا

وتكبر في الرؤوس عمائم ولحى

ويعبث في لهاتنا بعض الهواةْ؟

لماذا مُزّقت هذي المصاحفُ في محاريب المساجد

كل وقت وصلاةْ؟

لماذا تُهدم الأبراج وتهوي الصومعةْ

تنقضّ كل بناية في المعمعةْ

ويصيب دهشتنا الذهول

ونستغيث بكل ما يهفو به قلبُ الطغاةْ؟

***

لماذا نسأل لا يفيد سؤالنا أحداً

أنزعجُ بالسؤالِ المرّ أحلامَ الطّغاةْ؟

النائمين في بهواتهم يحرّفون الحقّ في كل اتّجاه

ويصلبوننا في الريح إخواناً تُقضّم فكرها هذي الفلاةْ

لماذا يا اللماذا تسكنين لغاتنا

أجيبي يا دساتير الجناةْ…

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

جليل إبراهيم المندلاوي

تمر المنطقة بحالة من التدافع السياسي خلال موسم التنافس الانتخابي وارتفاع حرارة الدعاية السياسية، ما يستدعي التمييز بين رؤى البناء وإستراتيجيات الهدم، وفي خضم السجالات السياسية المحتدمة تختلط أصوات المواقف الحقيقية بضجيج الادعاءات، حيث تطرح أسماء كبيرة وثقيلة في ميزان التاريخ الحديث للعراق، لا بوصفها شخصيات عابرة في المشهد السياسي، بل بوصفها أعمدة…

مسلم عبدالله علي

قبل يومين، كنا عائدين من العمل. وقبل أن ننطلق، أوقفنا شابٌ مصريّ كان يعمل معنا في نفس البناء، فأردنا أن نوصله في طريقنا.

ما إن صعد السيارة، حتى انهالت عليه الأسئلة من كل حدبٍ وصوب:

ـ أين تقع الأهرامات؟

وقبل أن يجيب، أضاف أحدهم: هل زرتها؟

ابتسم وقال: ليست بعيدة تبعد ساعة فقط عن منزلي، أمرّ بها…

أحمد جويل

طفل تاه في قلبي

يبحث عن أرجوحة

صنعت له أمه

هزّازة من أكياس الخيش القديمة…

ومصاصة حليب فارغة

مدهونة بلون الحليب

ليسكت جوعه بكذبة بيضاء.

 

شبل بعمر الورد

يخرج كل يوم…

حاملًا كتبه المدرسية

في كيس من النايلون

كان يجمع فيها سكاكر العيد

ويحمل بيده الأخرى

علب الكبريت…

يبيعها في الطريق

ليشتري قلم الرصاص

وربطة خبز لأمه الأرملة.

 

شاب في مقتبل العمر،

بدر جميل،

يترك المدارس…

بحثًا عن عمل

يُجنّبه الحاجة إلى الآخرين

ويختلس بعض النقود

من…

إدريس سالم

تتّخذ قصيدة «حينما يزهر غصن الألم»، موقعاً خاصّاً، في الحقل النثري الوجداني المعاصر؛ لما تنطوي عليها من إعادة تعريف للعلاقة بين الذات والأنوثة والحياة؛ إذ تقدّم الشاعرة والمدوّنة الكوردية، ديلان تمّي، نصّاً يتأسّس على ثنائية الاعتراف والتمرّد، ويتراوح بين الحنين والجرأة. ليغدو الألم في تجربتها هذه مادّة جمالية قابلة للتشكّل، وغصناً يُزهر بدلاً من…