عبدالرزاق محمود عبدالرحمن
كان في صدري شرفة تطل على سماوات بعيدة،
أعلق عليها أمنياتي كفوانيس صغيرة،
حتى وإن كانت الحياة ضيقة، كنت أزيّنها بخيوط من الأمل،
أجمع فتات الفرح، وأصنع منه أحلامًا تكفيني لأبتسم.
كنت أعيش على فكرة التغيير، أتنفسها كل صباح،
وأخطط، وأتخيل، وأصدق أن الغد قد يجيء أجمل.
أما الآن…
فالنوافذ مغلقة، والستائر مثقلة بغبار الخيبات،
وألواني باهتة، وفرشاتي صارت ثقيلة بين أصابعي.
الرسم الذي كان ملاذي الأخير… لم يعد يفتح لي باب الفرح،
صار لوحة صامتة بلا نبض، كأنني أرسم الفراغ في الفراغ.
خذلتني الأيام حتى أطفأت آخر شمعة في داخلي،
وبات الصمت هو لغتي، والانكسار هو المألوف.
لم أعد أريد…
لا أن أحلم، ولا أن أرسم، ولا حتى أن أشتاق للحلم.