مَا زِلْتُ أَنْتَظِرُكَ

عِصْمَت شَاهِين الدُّوسَكِي

 

بَنَيْتُ حُلْمِي

بِآلَامِ جِرَاحَاتِي

يَدِي دَامِيَةٌ

هَوَاجِسِي مَلَذَّاتِي

كُلُّ لَيْلَةٍ

بِالْحُبِّ تَمْضِي لَيْلَتِي

كُنْتَ سَبَبَ وُجُودِي

فَرْحَتِي وَدَمْعَتِي

كُنْتَ الْوَحِيدَ يُلْهَمُنِي

أَكْتُمُ رَغْمَ الأَلَمِ صَرْخَتِي

***

الآنَ لِوَحْدِي

أُنَادِي السَّمَاء

وَالشَّوَارِعَ الْفَارِغَةَ

وَأَبْوَابَ الرَّجَاء

أُنَادِي ضِحْكَتَكَ

صَبَابَتَكَ الْبَيْضَاء

كُلُّ لَيْلَةٍ

بِصَمْتٍ أُخْفِي الْبُكَاء

مَتَى تَعُودُ

وَيَسْكُتْ أَلَمُ النِّدَاء ..؟

***

بَعْدَكَ كُلُّ مَا أَعْرِفُهُ

هُوَ الصَّمْت

كُنْتَ تَرْتَدِي أَلْوَانًا

تَهَبُ بَسْمَةً وَابْتَسَمْت

أَلْمَسُ شَعْرَكَ

أُرَتِّبُ خُصْلَاتِكَ وَنَسِيت

أَنْتِ الْمَلِكَةُ

الدَّلُوعَةُ الْمُتَمَرِّدَةُ وَأَنْت

تُطَارِدُ أَحْلَامَكَ

رُوحُكَ قَلْبُكَ وَتَرَكْت

رُوحِي تَطِيرُ بَعِيدَةً

عَنْ صَدْرِكَ وَتَعَذَّبْت

***

وَهَبْتُكَ أَجْنِحَةً

عَلَّمْتُكَ أَنْ تَطِير

أَصْبَحْتُ خَلْفَكَ

أَلْحَقُ طَيْفَكَ الصَّغِير

لَكِنَّكَ رَحَلْتَ

بِلَا مَوْعِدٍ بِلَا تَحْذِير

مَا زِلْتُ أَنْتَظِرُ

الْوَقْتَ عَلَيْكَ بِلَا تَنْظِير

أَمُرُّ قُرْبَ أَبْوَابِكَ

أَتَخَيَّلُ تُسَلِّمُ وَتَسِير

أَنْظُرُ إِلَى نَافِذَتِكَ

بِلَا نُورٍ تُنِير

أَسْمَعُ خُطُوَاتِكَ

كَمُوسِيقَى وَلَحْنِ حَرِير

تَلْمَسُ الأَرْضَ

تَبْعَثُ النُّورَ وَالْخَيْر

يَتَلَاشَى الأَلَمُ

يَغْدُو أَصْغَرَ مِنْ صَغِير

يَبْقَى حُبِّي وَحِيدًا

يَبْحَثُ عَنْ أَمَلٍ مَثِير

***

أَحْتَاجُ إِلَى نَظْرَةٍ

أَرَاكَ فِي هَوَاهَا

لَا أَخَافُ مِنْ قَسْوَتِكَ

نَبْضُ الْقَلْبِ يَرَاهَا

لَا أَحْتَاجُ سِوَى يَدَيْكَ

أَحْيَا بِهَا وَمَا كُنْتُ لَوْلَاهَا

لَا أُرِيدُ الْكَثِيرَ

حُدُودِي حَوْلَكَ آهَا

أَسْمَعُ صَوْتَهَا لَحْظَةً

ثُمَّ أَرْحَلُ فِي فَاهَا

كَأَنِّي أَسْمَعُكَ

لِأَوَّلِ مَرَّةٍ مِنْ سِرَاهَا

تُنَادِي يَا حَبِيبِي

تَعَالَ.. لِأَمْلَأَ دُنْيَاهَا

حِينَها أَتَذَكَّرُ

كَيْفَ كُنَّا وَكَيْفَ صَارَتْ نَجْوَاهَا

كُلُّ أُمْنِيَاتِنَا بِلَا حُدُودٍ

لَكِنْ ثَارَتْ فِي ثَرَاهَا

***

أَنَا الشَّاعِرُ

أُلْقِي إِلَيْكَ الْمَشَاعِر

عَلَى الْمِنْبَرِ صَوْتِي

يَصْرُخُ عَلَى كُلِّ الْمَنَابِر

أَنَا مُتْعَبٌ فِي حُبِّكَ

وَأَنْتَ بِكُلِّ جُرْحٍ تُكَابِر

مَلِيءٌ بِالأَلَمِ

وَجِرَاحَاتِي نَزِيفٌ مُثَابِر

أُحِبُّكَ رَغْمَ الْقُيُودِ

رَغْمَ الْحُدُودِ وَالْمَخَافِر

لَا أُرِيدُ شُهْرَةً وَلَا جَاهًا

فَقَطْ أُنَادِي اسْمَكَ وَحَائِر

مَا زِلْتُ أَنْتَظِرُكَ

وَأَمَلِي فِيكَ كَضَيْفٍ زَائِر

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

يسر موقع ولاتى مه أن يقدم إلى قرائه الأعزاء هذا العمل التوثيقي القيم بعنوان (رجال لم ينصفهم التاريخ)، الذي ساهم الكاتب : إسماعيل عمر لعلي (سمكو) وكتاب آخرين في تأليفه.

وسيقوم موقع ولاتى مه بالتنسيق مع الكاتب إسماعيل عمر لعلي (سمكو). بنشر الحلقات التي ساهم الكاتب (سمكو) بكتابتها من هذا العمل، تقديرا لجهوده في توثيق مسيرة مناضلين كورد أفذاذ لم ينالوا ما يستحقونه من إنصاف وتقدير…

تقرير صحفي (28/10/2025)

في إطار الاحتفاء الأدبي والإنساني بالكاتب الفلسطيني باسم خندقجي، بعد تحرره من سنوات الأسر الطويلة التي قضاها خلف القضبان، صدر كتاب نقدي جديد بعنوان “الأسوار والكلمات: عن أدب باسم خندقجي” للناقد فراس حج محمد.

يأتي هذا الإصدار (الإلكتروني الصادر عن ناشرون فلسطينيون عام 2025) ليُلقي الضوء على تجربة خندقجي الاستثنائية كأحد أبرز كتّاب الحركة…

محمد فتحي المقداد. سوريا

الأدبُ الوهَّاجُ المُتوهِّجُ سيبقى نافذةً نُطِلُّ منها على ذَواتِنا، وهو المرآةُ العاكسةُ لأحوالِنا، وفيما يُكتَبْ من نصوصٍ أدبيَّة شعريَّةٍ أو نثريَّةٍ أو مقالاتٍ أو خواطر، جميعها تتوخَّى المِصداقيَّة بمُقاربات، تقترب أو تبتعد عن الهدف، وجميعها خاضعة لقدرة ومهارة الكاتب.

الأمرُ الذي يدفعُنا كقُرَّاء أيضًا للتساؤل حول جدوى الكتابة، أمام آلة الموت القاسية التي…

مصدق عاشور

أناملي

تداعب أوتارَ الزمن،

حنينٌ لروحِ أمٍّ،

تراتيلُ نغمٍ،

إنها صدى الروح…

 

فمتى تتناغمُ النغماتُ،

يا ياسمينَ الأغاني؟

قُم، وحاكِ ذاتَك،

أما آنَ لك أن تُواكِبَ الأغنيات؟

 

اليومَ سماؤُنا بيضاءُ،

تتماوجُ فيها الأوتارُ،

فلا تهتمّ، ولا تحتجّ،

عُد من شواطئِ البحار،

 

أيّها البحّارُ العجوز،

اركبْ موجاتِكَ بالأوتار،

فهي حكاياتُ الزمن،

وتغريدةُ عصفورٍ

يُشعِلُ الصباحَ بالحبِّ والحنين.