مسعود عكو
ساعات أيامنا المتهالكة, بكائنا على كلماتنا الصغيرة, أحرفنا التي تحاول أن ترى نور الطمأنينة في ظل كآبة الليالي السوداء, سعادتنا لتفتح زهرة, نشوتنا بعبق وردة أخرى تنثر نسمات عليلة على مفترق طرقنا البائسة, وأنين لحظاتنا البائسة كلها تتحول إلى كلمات ليست كالكلمات, عبرات من أعين حسناوات تركن الحبايب على بعاد لتؤلف موسيقىً من نوع أخر وتخرج في النهاية قصيدة شعر عذبة من ماء فرات.
“Poetas del Mundo” أو شعراء العالم موقع إنترنيتي باللغة الإسبانية يجمع من كل أصقاع الأرض قصائد, روضة الشعر, دوحة الكلمات, جامع اللغات, والقوميات, بدون مسافات استطاع الشاعر التشيلي لويس أرياس مانثو أن يلم ما تفرقه الحدود ويحضن ألذ العداء في أحضان البعض ليخلق أحباباً على وقع أحرف شعراء من كل أصقاع البسيطة في محاولة منه لتحويل البنادق الصدئة إلى أقلام تطلق رصاصات لكن من نوع أخر, تلك الطلقات تقد مضجع الانهزاميين الذين يحاولون في كل مرة كسر تلك اليراعات, وتجفيف أحبارها مصممين دائماً في غمرة الفرح يلعبون, ويلهون بكل ما يملكون من حرية, ويشعون أحلامنا لكي تبدي للعيان كافة بأنهم أصحاب حرية, وطلاب إنسانية, وقبل كل ذلك هم أحرف في كلمات لخدمة الكون ولن تمنعهم كل أسلحة الأرض طالما في يد كل واحد منهم قلم يخط به لأحلامهم الصغيرة, ويسعى للفرح, والسعادة في غمرة الأيام الصدئة.
شعراء العالم الذي يضم بين دفاته أسماء مئات المبدعين العالميين, فتح أبواب القارات على بعضها من إفريقيا السمراء إلى أوربا القوية إلى أسيا الطموحة إلى أوقيانوسيا البعيدة إلى أمريكا المزركشة, وقام لويس أرياس مانثو بتخصيص باب كامل للعالم العربي, والطريف في الأمر أن شعراء العالم اعترفوا بكردستان كدولة مستقلة, وكيان حقيقي من خلال تخصيص صفحة كاملة للشعراء الكردستانيين الأمر الذي لم تستطع الأمم المتحدة إلى هذه اللحظة أن تعترف بها أو أي اتحاد أخر. بل فعلتها الكلمات الجميلة, والأحرف الذهبية التي تنسج قصيدة عشق, ورسالة حقيقة بكل ما تحملها الرسالة من معنى وزركشت الصفحة بفسيفساء كردي جميل من خلال إدراج شعراء كردستانيين وعلى رأسهم المبدع شيركو بيكه س, الجميلة كژال أحمد, الرائعة خلات أحمد, الرقيقة فينوس فائق, اللذيذة شومان هاردي, المقدامة بيوار إبراهيم, البراق بدل رفو المزوري, وأخيراً المتيم بآل بدرخان الشاعر كوني ره ش.
من سوريا يتصدر القائمة أدونيس, بندر عبد الحميد وإدراج الشاعر الكردي محمود عبدو والمبدع سليم بركات والشاعر المختلف لقمان ديركي ضمن قائمة الشعراء السوريين بإضافة إلى نزيه أبو عفش, صقر عليش, شوقي بغدادي, بهية مارديني, فرات إسبر, انتصار سليمان, ومنذر المصري, وآخرون.
أما من العراق فكوكبة عظيمة من المبدعين العراقيين تزين الصفحة الخاصة بالعراق منهم: كمال سبتي, محمود البياتي, صالح الحمداني, هنادي المالكي, وفاء عبد الرزاق, مظفر النواب, وسعدي يوسف, وآخرين.
من لبنان تشع القائمة بندى الحاج, شوقي بزيع, سمر دياب, أنسي الحاج, والشاعرة الرائعة جمانة حداد. بالإضافة إلى قائمة كاملة لكل الدول العربية الأخرى في صورة جميلة للوحة شعرية شبه متكاملة بكل ألوان الكون بكل لغاته التي حاول لويس أرياس مانثو أن يرسم بها لوحته الشعرية الجميلة.
تجدر الإشارة بنا أن نقوم بالشكر للشاعر التونسي المبدع يوسف رزوقة الذي حمل على نفسه مهمة الترجمة والتعريف بهذه الكوكبة من الشعراء في العالم العربي وحتى الكردي أيضاَ في صورة إنسانية استطاع رزوقة أن يوصلها من تونس, دمشق, بيروت, بغداد, وحتى من قامشلو هذه المدينة الصغيرة الجميلة إلى تشيلي, وعبر هذا الموقع الإلكتروني إلى كل قارات العالم.
والشاعر التشيلي لويس أرياس مانثو هو أمين عام الحركة الشعرية العالمية بأمريكا اللاتينية- شعراء العالم من مواليد 1954 عاش في عهد بينوشيه سنوات المنفى /12سنة/ إلى حدود /1991/ ليعود إلى موطنه الأصلي ويبعث في سانتياغو دار نشر”أبوستروف” التي تخصصت في نشر الكتب بالفرنسية, وتوزيعها نشر عديد المؤلفات الإبداعية نذكر منها: شعرياً أغوالونا, ألف عام من الحب, لحظات, إلى جانب روايتين سيرة ذاتية تعكسان الجانب النضالي لديه.
في ما يلي البيان التأسيسي لموقع شعراء العالم قام بترجمته إلى العربية من الإسبانية الشاعر حافظ محفوظ:
(( لقد آن الأوان لنوحّد قوّانــــا من أجل ضمان تواصل الحياة.نحن حماة السّلم ورسـل مرحلة جديدة للإنسانية. نحن شعراء النّور، النّور هو المركب الذي سيقودنا إلى حدود التزام لن نكفّ عن تمجيده لأي سبب كـان.نحن نعيش اليوم في سياق موت مرحلة ولّت وميلاد عهد جديد سيكون للشّاعر دور هامّ ومحدّد فيه.
تعيش الإنسانية اليوم راهنا مصيريا لتؤمّن عيشها.فإمّا أن تواصل طريقها نحو المنحدر الذي سيقودها إلى الإمّحاء أو أن تغيّر وجهتها لتفوز بالخلاص وتغنم وجودا أرحب اعتماداً على إرادة جمعية صادقة.
و في نفس هذا الإطار فلن تكون الرّغبة في أن نصبح أكثر عدداً وأن نعيش سبباً في تضاؤل الموارد المادّية لكوكبنا فحسب بل في تضاؤل الموارد الإنسانية أيضا وهو ما سيقودنا إلى جحيم الصراع بين الإنسان والإنسان.ألا نشهد اليوم تقاتلا من أجل العيش، أو من أجل التكاثر، أو من أجل التفاخر وقول كلام من قبيل: “أنا كذا وكذا. أو أنا أمتاز عليك بـ”…….
وبذات الأسباب التي تدفعنا إلى تحطيم كوكبنا بشكل متواصل وذلك باستغلال موارده الطبيعية والإنسانية نصنع أسلحة دمار شامل قادرة على محو الإنسانية في ساعات قليلة. إنّ امتلاك القوّة يتمركز دائما في أيد نعرفها اليوم بكونها إمبراطورية أو إمبراطوريات.
ولكن لحسن الحظّ، ليس كلّ شيء بهذه السلبية. الفوضى الأخلاقية، الفوضى القيميّة، الفوضى السياسية بهذه الحروب الوحشية والمخجلة،الفوضى الاقتصادية وحقائقها العبثية ليست سوى مظاهر دالّة على ولادة التّاريخ. ينما تضع امرأة مولوداً تنتهي مرحلة ومنها تنبثق أخرى جديدة.
1- في مواجهة هذا العطش للسيطرة المطلقة التي ستقودنا بلا ريب إلى تحطيم الذّات وستجعلنا نواجه وحشية كبيرة، ولاستقبال أنوار الأزمان الجديدة التّي بدأت تظهر بوادرها، نحن شعراء العالم، نختار طريق المعارضة وطريق بناء فجر جديد سيقودنا إلى تحرير الإنسـان نهائيّاً.
11- عادة ما يحمّل الإنسان شخصا آخر أخطاءه. إنّ التّحدّي الذي نرفعه هو أن يتحمّل كلّ منّا مسؤوليته تجاه ذاته بروحه الخالصة دون اللّجوء إلى الغير لإخفاء أخطائه وخساراته. أملنا هو أن نرتفع بفضل كلمتنا وأن نضيء الفعل في قلب كل واحد منّا، وفي الجهة الأخرى للجبال، وفي الليل المختنق للرّوح، وفي الغلاف الذي يحرس أحشاء الطبيعة؛ علينا أن نستشرف المستقبل منذ الصّباح من أجل أن يبني كلّ واحد منّا روحه بالحبّ وبالكلمات)).
الشّعر ينتمي إلى العالم وعلينا أن نتحمّل مسؤوليتنا تجاهه.
انضمّ إلى هذه المعركة من أجل الوجود الإنساني.
لويس أرياس مانزو
الكاتب العام
سانتياغو /ديسمبر/2005